الأخبار
بلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع الشعب الفلسطيني.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولى
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عن اللاوعي في الثقافة الفلسطينية بقلم : كريم الصغيّر

تاريخ النشر : 2016-06-25
عن اللاوعي في الثقافة الفلسطينية 

بقلم : كريم الصغيّر 

في إحدى المحاضرات الجامعية طرح دكتُور المادة موضوعاً للنقاش كان يتعلق بحدث على الساحة الفلسطينية ، وإن أسعفتني الذاكرة كان يتعلق بـ " المنتجات الإسرائيلية " ، معظم الطُلاب الحاضرين بدأوا نقاشهم أو جٍدالهم بالصُراخ والشتائم على الحكومات العربية ، وفجأة بإحدى الطالبات تقوم بحركة هستيرية مع موجة شتائم خرجت من فمها كخروج الرصاص من الرشاش الاّلي . 

حقيقةً حبذتُ الصمت لإدراكي أمران ، الأول أن دخولي في هذا الجدال العٍوائي سيحُجم ما سأقول وسيجعله كنكتة ساخرة ، والثاني لٍعلمي المُسبق أن النقاش الجامعي هو نقاش إستدراجي هدفه الكشف عن ما يحمله الطالب من فٍكر فإن وافق الإستخبارات الجامعية فينجح ( الطالب ) ، وإن لم يوافق فسيطبق عليه القانون السائد ( أصمت ، تسلم ) .

ما إستنبطّهُ من هذا النقاش هو أن الثقافة الفلسطينية والعربية في نقاش القضية الفلسطينية يعتمد على عٍدة أسس ( فارغة ) 

وهي خليط من مشاعر عاطفية ( هوّجاء ) وخلفية دينية للصراع ، ومشاعر وطنية ( لاوطنية ) في حقيقتها  ومشاعر قومية دون أدنى سقف معرفي .

إن مشكلة الثقافة الوطنية الفلسطينية أنها متناقضة ، ولا تسير وفق رؤية سياسية منطقية عقلانية .. لإن التأثير الديني الأصولي يطغى عليها ، وقد يكون السبب في ذلك هو مدينة ( القدس ) والأماكن الدينية المقدسة والإعتقاد بإن سبب الإحتلال الصهيوني هو سبب ( ديني ) لا إستعماري ، الحقيقة أن القداسة التي وضعت على مدينة القدس ومقدساتها الدينية غاب عنها ثقافة التعايش والتعددية الدينية والتنوع الديموغرافي ، لإن الخٍطاب الوطني الفلسطيني مزدوج وله لسانان فاللسان الأول الذي يمثله التيار الوطني التقليدي إي منظمة التحرير الفلسطينية يقبل التعايش والتعدد ، أما الخٍطاب الديني الذي تمثله حماس وتيارات الإسلام السياسي التي تحظى بشعبية واسعة ( إي خطاباتها ) فهي لا تقبل هذا الأمر وهنا ( العٍلة الحقيقة ) .

في الحقيقة الخلل الثقافي هو يعود بالدرجة الأولى إلى ( المثقفين الفلسطينيين ) اللذين يعيشون في حالة من ( الوهم الثقافي ) والتناقض فيما بينهم ، فالمثقف الفلسطيني وإن كان ( علمانياً ) فإن حديثه لا يخلو من الثقافة الجهادية ، فهو في كتبهٍ علمانياً يتحدث عن الثورات العالمية ويقتبس منها التجارب ، لكن في حديثه للرأي العام يكون إسلامياً وفي بعض الأحيان ( سلفياً ) ، وذلك يعود لسببين: 

الأول : إدراك المثقف أن الشعب الفلسطيني يميل بعادته إلى الخطابات الدينية التي تكون المُحفّز المعنوي في الصراع ، فهو يعلم في قرارة نفسه هذا الأمر ، ويمسك العصا من المنتصف.

الثاني : أن المثقف ( إنتهازي ) فهو يريد الحفاظ على عدد قُرّاءه ولا يريد أن يتناقصوا حتى لو كان ذلك على حٍساب الوعي العام ، فالمهم أن يحافظ على ( المجد الشخصي ). 

لٍذلك وجب علينا كفلسطينين ، أن نبني ثقافة جديدة لا تكون منغلقة على نفسها ، ولا تتعامل مع الحركة الصهيونية على أنها قبيلة ( بني قريظة ) ، وأن نقدم كفلسطينين مشروعاً حقيقياً للدولة التي نطمح لها ، وأن نُعرّف العالم الذي يتضامن معنا عاطفياً ولكن يستنكر سلوكنا في بعض الأحيان عن ( فلسفة ) الدولة الفلسطينية التي نطمح لها ، ونقدم مشروعاً لدستور مدني ، وقوانين حديثة ، ونحارب الفساد الذي أصبح ( مقنن ) ، وأن نواجه الإحتلال بسلوك ثوري فكري لا بثقافة الفزعة والإنفعالات اللحظية .

لٍذا ، وجب علينا إيضاً كمثقفين فلسطينين أن نبدأ عملية ( بناء فكري ) جديدة للشارع الفلسطيني ، وأن نتخلص من ثقافة عٍبادة الأشخاص ، وصناعة الرموز ، والتعصب الفصائلي ، وأن نبني مجتمعاً مدنياً تعددياً متنوعاً يدافع عن قضيته بسلوك حضاري يجعل العالم ينتقل من مرحلة التعاطف ( الناعم ) إلى مرحلة التأييد والوقوف مع الدولة الفلسطينية . 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف