المخيم أيقونة لا تكسر
المخيم ذاكرة الفلسطيني الممتدة والمتوارثة عبر الأجيال ومهما تعددت التعاريف لكلمة مخيم يبقى المعنى واحد في ذاكرة وكيان كل فلسطيني فهو مرتبط بنكبتهم وتهجيرهم قصرا من ديارهم إبان حرب 1948م .
المخيم لغة حسب تعريف معجم المعاني الجامع : هو المكان الذي نصبت فيه الخيام .
أما تعريفه حسب منظور الأونروا : هو قطعة من الأرض تعود ملكيتها إما للحكومة أو ملكية خاصة .
وتعود معظم أراضي المخيمات للملكية الخاصة والتي استأجرتها الحكومات المستضيفة من الملاك المحليين ووضعت تحت تصرف الأونروا كمساعدة للاجئين الفلسطينيين في تسهيل احتياجاتهم الأساسية ، ولا يمكن لسكان المخيمات تملك هذه الأراضي ولكن لهم الحق في الاستفادة منها للسكن .
نكبة الفلسطينيين عام 1948م أدت إلى تشكيل ثلاث تجمعات فلسطينية منفصلة جغرافيا داخل فلسطين و تجمعات أخرى مبعثرة هنا و هناك في الأقطار العربية المجاورة لفلسطين.
أولا : المخيمات في قطاع غزة بعد نكبة عام 1948 م التي تشرد منها أكثر من 200 ألف فلسطين وهجروا إلى قطاع غزة والذين أضيفوا إلى جانب السكان الأصليين والبالغ عددهم آنذاك 80 ألف نسمة مما أدى إلى اكتظاظ سكاني شديد في المنطقة الضيقة التي يبلغ طولها نحو 40 كم وعرضها من (7-12) كم2، ومساحتها تقدر من 363-365كم2.
قامت الأونروا بإنشاء مخيمات في قطاع غزة وعددها ثمان مخيمات لتحل أزمة اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى القطاع آنذاك من مختلف مدن الساحل الفلسطيني وأسماء هذه المخيمات : مخيم جباليا ، البريج ، المغازي ، النصيرات ، دير البلح ، الشاطئ ، خان يونس ورفح ، ليتخذ منها اللاجئون مسكناً مؤقتاً لحين عودتهم .
ثانيا : مخيمات الشتات و هي : المخيمات التي أقيمت في الدول العربية المجاورة لفلسطين و كان للأردن نصيب الأسد في استقبال اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين حيث يشكلون أكثر من60% من سكان الأردن و 18% من هؤلاء اللاجئين يقيمون في المخيمات التي تشرف عليها وكالة الغوث المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة كان عدد مخيمات اللاجئين بالأردن عشرة مخيمات أقيم أربعة منها إبان نكبة 1948 و الباقي بعد نكسة حزيران عام 1967 و المخيمات هي : مخيم الوحدات ، الحسين ، حطين ، اربد ، غزة ، الحسين ، الطالبية ، الزرقاء ، الحصن ، البقعة ،و سوف .
أما لبنان فتنتشر مخيمات اللاجئين فيها في خمسة مناطق هي : طرابلس ، بيروت ، صيدا ، البقاع ، و صور . مكونة أربعة عشر مخيما و هي : مخيم مار الياس ، المية وميه، عين الحلوة ، تل الزعتر ، صبرا ، شاتيلا ، النبطية ، برج البراجنة ، ضبية ، الرشيدية ، الجليل ، البرج الشمالي ، البص ، نهر البارد ، و البداوي .
و من أكثر الأماكن التي يعاني فيها سكان المخيمات هم سكان مخيمات لبنان لحرمانهم من ادني الحقوق التي نصت عليها الشرائع السماوية ومعاهدات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية .
أما سوريا فيقطن في مخيماتها نحو 28% من المهجرين الفلسطينيين و لاقوا فيها معاملة حسنة في البداية كمعاملة ابن البلد و من مخيماتها : اليرموك ، خان الشيخ ، خان ذنون ، سبينة ، جرمانة ، الست زينب ، النيرب ، درعا ، حما ، و حمص ولكن هذه المخيمات في ظل ما تعانيه سوريا من حرب ودمار حالياً فإنها تعاني الويلات من أشكال العذاب وخاصة اليرموك في ظل صمت عربي وفلسطيني ودولي لا يغتفر .
ثالثا : مخيمات الضفة الغربية يوجد في الضفة الغربية 25 مخيما للاجئين، و اثنين من المخيمات قد افرغا بعد حرب 1967م وهما : مخيمي كرامة والنويعمه ، وتعترف وكالة الأنروا ب (19) مخيماً منها والباقي تعتبرها مخيمات غير منظمة و منها مخيم شعفاط ، الامعري ، الجلزون ، قلنديا ، دير عمار ، قدورة ،بيرزيت ، سلواد ، عناتا ، العوجا ، عايدة ، الدهيشة ، العزة ، الفوار ، العروب ، عقبة جبر ، النويعمة ، عين السلطان ، كرامة الفارعة ، الجنيد ، بلاطة ، عسكر ، نور الشمس .
كل هذه المخيمات بساكنيها في الشتات الداخلي والخارجي كانت وما زالت وستبقى تشكل الوجود الفلسطيني وجوهر القضية الفلسطينية ولا يجوز تجاهل أو تخطي هذا الجزء الأساسي من فلسطين وأي حل أو أي حلول مقترحة للقضية الفلسطينية يجب أن تكون قضية اللاجئين على سلم الأولوية بشكل واضح وضمانات وشروط تضمن عودة الحق المسلوب لأهله الشرعيين .
بقلم المؤرخ والباحث الفلسطيني محمد طلال أبو سيف .
المخيم ذاكرة الفلسطيني الممتدة والمتوارثة عبر الأجيال ومهما تعددت التعاريف لكلمة مخيم يبقى المعنى واحد في ذاكرة وكيان كل فلسطيني فهو مرتبط بنكبتهم وتهجيرهم قصرا من ديارهم إبان حرب 1948م .
المخيم لغة حسب تعريف معجم المعاني الجامع : هو المكان الذي نصبت فيه الخيام .
أما تعريفه حسب منظور الأونروا : هو قطعة من الأرض تعود ملكيتها إما للحكومة أو ملكية خاصة .
وتعود معظم أراضي المخيمات للملكية الخاصة والتي استأجرتها الحكومات المستضيفة من الملاك المحليين ووضعت تحت تصرف الأونروا كمساعدة للاجئين الفلسطينيين في تسهيل احتياجاتهم الأساسية ، ولا يمكن لسكان المخيمات تملك هذه الأراضي ولكن لهم الحق في الاستفادة منها للسكن .
نكبة الفلسطينيين عام 1948م أدت إلى تشكيل ثلاث تجمعات فلسطينية منفصلة جغرافيا داخل فلسطين و تجمعات أخرى مبعثرة هنا و هناك في الأقطار العربية المجاورة لفلسطين.
أولا : المخيمات في قطاع غزة بعد نكبة عام 1948 م التي تشرد منها أكثر من 200 ألف فلسطين وهجروا إلى قطاع غزة والذين أضيفوا إلى جانب السكان الأصليين والبالغ عددهم آنذاك 80 ألف نسمة مما أدى إلى اكتظاظ سكاني شديد في المنطقة الضيقة التي يبلغ طولها نحو 40 كم وعرضها من (7-12) كم2، ومساحتها تقدر من 363-365كم2.
قامت الأونروا بإنشاء مخيمات في قطاع غزة وعددها ثمان مخيمات لتحل أزمة اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى القطاع آنذاك من مختلف مدن الساحل الفلسطيني وأسماء هذه المخيمات : مخيم جباليا ، البريج ، المغازي ، النصيرات ، دير البلح ، الشاطئ ، خان يونس ورفح ، ليتخذ منها اللاجئون مسكناً مؤقتاً لحين عودتهم .
ثانيا : مخيمات الشتات و هي : المخيمات التي أقيمت في الدول العربية المجاورة لفلسطين و كان للأردن نصيب الأسد في استقبال اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين حيث يشكلون أكثر من60% من سكان الأردن و 18% من هؤلاء اللاجئين يقيمون في المخيمات التي تشرف عليها وكالة الغوث المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة كان عدد مخيمات اللاجئين بالأردن عشرة مخيمات أقيم أربعة منها إبان نكبة 1948 و الباقي بعد نكسة حزيران عام 1967 و المخيمات هي : مخيم الوحدات ، الحسين ، حطين ، اربد ، غزة ، الحسين ، الطالبية ، الزرقاء ، الحصن ، البقعة ،و سوف .
أما لبنان فتنتشر مخيمات اللاجئين فيها في خمسة مناطق هي : طرابلس ، بيروت ، صيدا ، البقاع ، و صور . مكونة أربعة عشر مخيما و هي : مخيم مار الياس ، المية وميه، عين الحلوة ، تل الزعتر ، صبرا ، شاتيلا ، النبطية ، برج البراجنة ، ضبية ، الرشيدية ، الجليل ، البرج الشمالي ، البص ، نهر البارد ، و البداوي .
و من أكثر الأماكن التي يعاني فيها سكان المخيمات هم سكان مخيمات لبنان لحرمانهم من ادني الحقوق التي نصت عليها الشرائع السماوية ومعاهدات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية .
أما سوريا فيقطن في مخيماتها نحو 28% من المهجرين الفلسطينيين و لاقوا فيها معاملة حسنة في البداية كمعاملة ابن البلد و من مخيماتها : اليرموك ، خان الشيخ ، خان ذنون ، سبينة ، جرمانة ، الست زينب ، النيرب ، درعا ، حما ، و حمص ولكن هذه المخيمات في ظل ما تعانيه سوريا من حرب ودمار حالياً فإنها تعاني الويلات من أشكال العذاب وخاصة اليرموك في ظل صمت عربي وفلسطيني ودولي لا يغتفر .
ثالثا : مخيمات الضفة الغربية يوجد في الضفة الغربية 25 مخيما للاجئين، و اثنين من المخيمات قد افرغا بعد حرب 1967م وهما : مخيمي كرامة والنويعمه ، وتعترف وكالة الأنروا ب (19) مخيماً منها والباقي تعتبرها مخيمات غير منظمة و منها مخيم شعفاط ، الامعري ، الجلزون ، قلنديا ، دير عمار ، قدورة ،بيرزيت ، سلواد ، عناتا ، العوجا ، عايدة ، الدهيشة ، العزة ، الفوار ، العروب ، عقبة جبر ، النويعمة ، عين السلطان ، كرامة الفارعة ، الجنيد ، بلاطة ، عسكر ، نور الشمس .
كل هذه المخيمات بساكنيها في الشتات الداخلي والخارجي كانت وما زالت وستبقى تشكل الوجود الفلسطيني وجوهر القضية الفلسطينية ولا يجوز تجاهل أو تخطي هذا الجزء الأساسي من فلسطين وأي حل أو أي حلول مقترحة للقضية الفلسطينية يجب أن تكون قضية اللاجئين على سلم الأولوية بشكل واضح وضمانات وشروط تضمن عودة الحق المسلوب لأهله الشرعيين .
بقلم المؤرخ والباحث الفلسطيني محمد طلال أبو سيف .
