الأخبار
قرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قطار (حيفا ـــ سمخ ـــ درعا ـــ دمشق) بقلم علي بدوان

تاريخ النشر : 2016-06-01
قطار (حيفا ـــ سمخ ـــ درعا ـــ دمشق) بقلم علي بدوان
قطار (حيفا ـــ سمخ ـــ درعا ـــ دمشق)
بقلم علي بدوان

صورة محطة القطار المركزية (محطة الركاب) في حيفا أثناء اقلاع القطار الصباحي اليومي المُتجه نحو طبريا ... سمخ .... درعا ...  دمشق عام 1911. والعودة الى حيفا مساءاً مع التوقف بالمحطات بين تلك المدن والبلدات.

تميّزت مدينة حيفا قبل النكبة، بأنها مركز لثلاثة مرافق اقتصادية مركزية ليس لفلسطين فقط بل لبلاد الشام عموماً وحتى العراق كمنفذ له على البحر الأبيض المتوسط.المرافق الثلاث هي : أولا خط سكة الحديد الذي تأسس بالفترة العثمانية عام 1905 وإنشاءاته ومعامله التابعة له. هذا الخط الذي بدأ من دمشق إلى المدينة المنورة، لكن كان فيه خط فرعي يَخرُج من درعا جنوبي سوريا إلى طبريا وسمخ وهناك يتفرع الى القدس والى حيفا، ومن ثم من حيفا ومن القدس نحو غزة والعريش ومن ثم الى مصر، وهو ما أعطى انتعاشاً اقتصادياً لأنه ربط المناطق الداخلية بسوريا مع الساحل الفلسطيني. وثانياً الميناء, ميناء حيفا الحديث (كما حال ميناء يافا) كان بوابة لسوريا والأردن على البحر وحتى للعراق. وثالثاً المنطقة الصناعية التي تم بناؤها بفترة الإنتداب البريطاني للجهة الشرقية من مدينة حيفا, كمعامل تكرير البترول (مصفاة الفينري) التي كان يصلها انبوب النفط السعودي التابلاين التابع لشركة أرامكو، وهي المصفاة التي كانت تزود كل بلاد الشام بالنفط ومشتقاته, اضافة لمعامل الصناعات البتروكيميائية والصناعات الثقيلة وغيرها، وصناعة الإسمنت والزجاج وغير ذلك. وكانت تلك أول منطقة صناعية تُشاد في بلدٍ عربي.

وتُشير معظم الدراسات، ومنها دراسة ابن المدينة ومؤرخها والصامد على أرضها جوني منصور،  أن النهضة الصناعية الكبرى في فلسطين وفي المدن الكبرى كحيفا ويافا، أوجد آلاف فرص العمل. لذلك بدأ الكثير من العمال بالقدوم إلى حيفا من لبنان وسوريا والعراق وشرق الأردن وحتى من اليمن ومن شمال أفريقيا. هؤلاء عملوا في المدينة وبنوها... هنا لا نتحدث فقط على بناء المرافق الإقتصادية إنما بناء الحياة الإقتصادية. ونضيف هنا إلى بناء العائلات. فالشخص الذي أتى من سوريا أو لبنان أو مصر أو غيرها، لا يعود كل أسبوع أو كل شهر  إلى بلدته. وبذلك هو يضطر لإحضار عائلته ويبدأ ببناء العائلة، وبعد ذلك هناك احتياجات للمؤسسات الخدمية مثل المدارس والنوادي والمرافق المختلفة. وبهذه الطريقة انتعشت مدينة حيفا اقتصادياً واجتماعياً، وتاسست فيها الفروع للمؤسسات البنكية والمصرفية والمؤسسات التعليمية والخدمية عموماً, والقطاع الخاص والقطاع العام التابع لحكومة فلسطين وعموم دوائرها المدنية.

كانت مدينة حيفا قبل النكبة، مدينة اقتصادية اجتماعية وثقافية من الدرجة الأولى بدأت تصل الكثير من الفرق التمثيلية والمسرحية والغنائية من مصر وعموم العالم. على سبيل المثال, عميد المسرح العربي يوسف وهبي الذي كان يأتي إلى حيفا مع فرقته رمسيس. وفريد الأطرش الذي قدم ستة عروض. وام كلثوم التي قدمت عرضين بحيفا واكتسبت لقبها كوكب الشرق من مقهى اسمه مقهى كوكب الشرق في حيفا. لذلك كل هذه الحياة المسرحية والغنائية والتمثيلية بدون أدنى شك أثرت حياة المجتمع في المدينة وأضافت لها زخما.

وكان إلى جانب ذلك, 35 جريدة وصحيفة بهذه المدينة كانت أسبوعية وشهرية وفصلية. في حين كانت بيروت تأتي بالصف الثاني. وجاء انتعاش بيروت بعد عام 1948, ويمكن الاستناد إلى ما كتبه الباحث اللبناني الفلسطيني السوري المعروف سمير القصير الذي قال في كتابه (تاريخ بيروت) "ما كان لبيروت أن تصبح عاصمة الثقافة العربية إلا بعد سقوط مدينة حيفا".

لقد تمكنت الحركة الصهيونية وبفعل الدور الإستعماري البريطاني، وتخاذل النظام الرسمي العربي وتواطئه، من السيطرة على كل قطاعات وشرايين الحياة في المؤسسات الفلسطينية وبناها التحتية، وهذا أعطاها مصدر قوة بعد قيام الدولة الصهيونية على أنقاض الكيان الوطني والقومي للشعب العربي الفلسطيني.

 

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف