الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خلف خطوط الكلمات بقلم: مراد شاهين

تاريخ النشر : 2016-05-30
خلف خطوط الكلمات

  عملية إنزال مباغتة في عمق حصون الكلمات المتناثرة في مكامنها والمُتخندقة خلف أفكارها لتحميها وتحتمي بها, تلك الأفكار التي يتمترس خلفها جمعٌ غفير من العقول المترامية على خطوط الطول والعرض في الأوطان العربية, والمتجذِّرة بعمق ما في تاريخ تلك المجاميع المتمترسة, تلك الأفكار التي أصبحت متاحة متوفرة أكثر مما تتوفر البضائع الصينية التي تغزو أسواقنا العربية بأشكالها وأنواعها وألوانها وسوء جودتها, وتغطي النظر عن منابع تلك الأفكار إن كانت مستوردة أو مفروضة بحكم قضاء الأسياد, أو هائمة على وجهها في بحر متلاطم دون منارة ترشدها, أو منسابة من مضامين الجهل المتكدِّس في العقول الخاوية المبهورة بسراب المظاهر البرّاقة لآراءٍ نخر السوس عظامها, أفكار وآراء موجهة إلى كل المرافئ كما أنها خارجة من جميع الموانئ, تسهب في جميع الاتجاهات, وترسل ذبذباتها وموجاتها كي تصل إلى آذان المستمعين بتردد قوي أو ضعيف, كلماتها متبعثرة متناثرة متداخلة متشابكة كأنها أسراب طير مختلف تصادمت وتداخل بعضها ببعض فاختلط الغراب بالحمام والبوم بالسمّن, شاهد تلك الأفكار تنبعث من مقابر الموتى التي يقطنها آلاف من الأحياء, تحمل في طياتها معاجم الفقر والضياع ومآثر النشل والنهب, وآراء مدعمة بالجهل بفلسفة الرذيلة, ونشرات متبحرة في التسلط والتحرش.

 نظرة إلى ميادين بلادي الزاهرة العامرة فترى القناطير المقنطرة من التنوع الفكري والثقافي والمعرفي, ما يُتخِم بطن الصحراء العربية الكبرى من القوميون والعلمانيون واليساريون الناصريون والسلفيون والأزهريون والأقباط والمثقفون والمطبِّعون وأهل الفن والإعلام وهيئة الرقص الشرقي, وعودة إلى النظرة الأفقية إلى هناك حيث الذين يلتحفون اللاشيء من متاع الدنيا في المغرب العربي ومشرقه,تتزاحم الفضائيات عليهم كأنها أمواج رمل تشكّلت يوم عاصف ورغم ضنك عيشها إلا أنها نضع ثمرة جهدها في جدران متهاوي داخل منظومة الدفيئات الفكرية, فترى أهل السحر وقلائدهم وشيوخ الشعوذة وتمائمهم الصوفية وخلواتها, والقبيلة ونزعاتها والمتحضرون, وطقوسهم والمهاجرون وأحلامهم, وفي عمق الشرخ هناك من يتجملون بانحرافاتهم, كما أصحاب العمائم بيضها وسودها إلى أهل الطوائف, ومن تجانس متفرّق إلى تجمعات تؤدي أشكال من التناقضات.

   إذن هي هكذا خليط متناقض غريب من تلك الأفكار والآراء والكلمات, تطوف بلادنا من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها, كأنها إعصار متحرك بتلك الحروف تضرب الكبير والصغير والغني والفقير, فتَعلَقُ الحروف في أذهانهم كما يعلَقُ الغبار من أثر العاصفة, ويترك أثر الدماء في كل النفوس ومن مكان بعيد ترى الذين يتزودون على أكتاف البؤساء والضعفاء من بني شعوبنا, ويتحضرون بنخر حضارتنا, ويتثقفون بطمس ثقافتنا, يسارعون في إنشاء دفيئات فكرية في أرضنا أو تغذية أخرى موجودة الواقع يلقون السماد الكاسد لينبت زرعا فكريا مشوها, وحتى تستبد حالتهم بفرقتنا تراهم يُفرغون ذخيرة أفكارهم برشقاتٍ من الكلمات المدوية, تُجهز الأفكار المتهالكة لتهلك واحدة وتنبت واحدة أخرى, ووليد جديد يخرج من تلك الدفيئات, يشار إليه بمزيد من الرعاية الآنفة, وليد جديد صُنِع على عين الأفكار العابرة للحدود من كافة المشارب الضاربة في أوطان غير الدفيئات المزروعة على جسده, أراد له شكلا جديدا أو زرعا جديدا, أو مشروعا جديد, أو اسما جديدا, فكان زرعهم الفتنة, وكان مشروعهم الفوضى الخلاّقة وكان اسمهم الجديد داعش.

بقلم الأسير: مراد شاهين. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف