الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تـعـريـة المــرأة المـصريـــة بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-05-30
تـعـريـة المــرأة المـصريـــة بقلم:حسن زايد
تـعـريـة المــرأة المـصريـــة

بـقـلم / حــســـن زايـــــــــد

إهتزت مصر من أقصاها إلي أقصاها لحادث تعرية المرأة المصرية ، وحق لها أن تهتز . وانتفضت كذلك من أقصاها إلي أقصاها ، وحق لها أن تنتفض . فحادث تعرية إمرأة مصرية ، حادث جلل . من المؤكد أن هذا الحادث ليس الوحيد ، وإنما قد يكون سبقه حوادث أخري مماثلة ، وربما تلحقه حوادث أخري مماثلة . ولكن هذا الحادث ربما ـ قدراً ـ جري دفعه إلي الواجهة ، مصحوباً بزخم إعلامي غير مسبوق ، وأحاطت به ظروف وملابسات دفعت به إلي سطح الأحداث ، فأعطته حجمه الطبيعي . ومن هنا كان رد الفعل من الشعب المصري علي مستوي الحدث من ناحية ، ومتوافقاً مع موروثاته القيمية من ناحية أخري ، بعيداً عن الدين  كانحياز مجتمعي . وأنا وأنت ونحن جميعاً علي ثقة من أن مقترفي هذه الجريمة ، لو سئلوا عن مدي قبولهم لهذا التصرف لأمهاتهم أو لأخواتهم أو لعماتهم أو لخالاتهم ، لكان موقفهم عدم الرضا أو القبول . وقد أحزنني الحادث ، وأحزنني أسلوب المعالجة . فما جري من عمدة القرية ، وتبعه في ذلك باقي المسئولين ، حتي محافظ المنيا ، من إنكار التعرية ، هو تبسيط مخل ، أضر بالقضية أكثر مما نفعها ؛ لأنه فتح باب الشائعات علي مصراعيه ، وأظهر الدولة بمظهر الساكت المتستر ، علي خلاف الحقيقة . هم فعلوا ذلك وهم يتصورون أنهم يحسنون صنعاً ، لأنهم تصوروا خطأً أن ذلك يصب في خانة من يساعد الدولة . وما جري من الكنيسة بشأن المسارعة بالتدخل في الأمر ، رغم أن له بعض الجوانب المضيئة من قبيل رفض الكنيسة تدخل الخارج في المسألة بقصد استغلالها للإساءة إلي مصر، وكذا تطييب خواطر من جري الإعتداء عليهم ، واستصراخ الدولة بسرعة التدخل ، إلا أن تدخلها ـ باعتبارها مصدراً دينياً ـ قد أضفي علي المسألة طابعاً طائفياً ، علي خلاف الحقيقة . بل إن بعض رجالات الكنيسة قد أخذ الأمر في هذا الإتجاه ، باعتبار أن التطرف والتشدد الديني يمثل خلفية الحادث . بل إن أحدهم قد ذهب إلي حد المطالبة بتغيير المناهج الأزهرية ، باعتبارها مصدرا من مصادر التطرف والإرهاب والداعشية . وربما يكون كلامه في بعض جوانبه له وجاهته ، علي ضوء المطالبة بذلك من جانب المسلمين ، إلا أنه قد نسي أو تناسي ، أن مجيء هذا الكلام من جانبه قد يثير الحفائظ أو الحساسيات ، ويعطي فرصة تأجيج ذلك لمن يحمل فكراً متشدداً . وكلامه ليس له محل ، خاصة في ظل السعي الدؤوب لعلماء المسلمين للتخلص من الإرث الفقهي الذي نشأ وترعرع في ظل ظروف مغايرة للظروف الراهنة ، ولا تتواكب معها ، بما لا يتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي . كما أن تحرك بيت العائلة ـ ويمثله مجموعة من علماء المسلمين ، وكذا عدداً من القساوسة ـ قد جاء علي خلفية وجود خلاف بين المسلمين والمسيحيين كعلة لوقوع الحادث وبسببه ، الأمر الذي صبغ المسألة بصبغة طائفية كذلك ، رغم أن الدولة تسعي جاهدة للتخلص من هذه الآفة ، ونزع هذه الصبغة . وقد ساهم بعض رجال الإعلام في ترسيخ فكرة الطائفية عن قصد أو دون قصد ، بحسن نية أو بسوءها . وقد كنت أري ـ وما زلت ـ نزع البعد الديني عن القضايا الناشئة بين المسلمين والمسيحيين . وغل يد الأزهر والكنيسة عن التدخل في هذه القضايا ؛ لأن تدخلهما يضفي علي الأمر ، شئنا أم أبينا ، الطابع الديني الذي تتولد عنه مشاعر لدي المواطنين في الإتجاه الخطأ . وبدلاً من اللجوء إلي الدولة في منازعاته مع المجتمع للفصل فيها ، يلجأ إلي المسجد والكنيسة . وهكذا تحل المؤسسات الدينية محل الدولة في أدوارها ، وسكوت الدولة علي هذا التوجه يعني انسحاب الدولة ، والتخلي عن أدوارها تجاه مواطنيها . ولذا فإن علي الدولة ألا تتصرف تصرف من علي رأسه بطحة ، فهي حين تنحاز للمسيحي خشية اتهامها ـ داخلياً أو خارجياً ـ بالتمييز ، تأتي علي حق المسلم . وفي ذات الوقت حين تتعامل مع المسلم والمسيحي علي اعتبار الدين فإنها ستنحاز للأغلبية .  وفي كلتا الحالتين يمكن القول بأريحية أن الدولة قد حادت عن الصواب . والصورة المثلي في رأيي أن تتعامل الدولة مع أفراد المجتمع كمواطنين ، وأن الجميع أمام القانون سواء . وحسن فعل الرئيس السيسي حين أمر بإحالة الأمر إلي القضاء ، والتعامل مع الأمر بمقتضي القانون . ولا دور للأزهر أوالكنيسة في المسألة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف