الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"أوباما" و "الهيباكوشا" وسطورهم الأخيرة.. بقلم د. غسان شحرور

تاريخ النشر : 2016-05-28
"أوباما" و "الهيباكوشا" وسطورهم الأخيرة.. بقلم د. غسان شحرور
"أوباما" و "الهيباكوشا" وسطورهم الأخيرة...  بقلم د. غسان شحرور  [1]

          وأنا أتابع اليوم زيارة الرئيس الأمريكي "أوباما" إلى مدينة "هيروشيما"، تذكرت كلمات ممثل "الهيباكوشا" (الناجون من القنبلة الذرية) ، أثناء مؤتمر عقد بمقر وكالة الطاقة الذرية بمدينة "فيينا" في نهاية شهر نيسان/أبريل 2012، وهو يروي لي ما شاهده عند قصف مدينته "هيروشيما" بالقنبلة الذرية في صباح يوم الـسادس من آب/أغسطس سنة 1945: " لم يكن عمري أكثر من 13 سنة، عندما ضربت القنبلة الذرية مسقط رأسي "هيروشيما"، وفي لحظة واحدة تحول وسط المدينة إلى رقعة بيضاء مسطحة، سرعان ما اختفي كل ما عليها، كانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر تنتشر في دائرة قطرها ميل ونصف، لقد سببت تدميراً كاملاَ، بينما امتد اللهب لأكثر من ثلاثة أميال".

لازلت أذكر حديثي معهم أثناء زيارتي لجناحهم في قاعة المعارض، فهم يحرصون من خلال ذلك، على إطلاع كل مدن العالم على ماحل بهم، ويحثون الشعوب وصناع القرار على العمل معاً لتكون "هيروشيما" و "ناجازاكي"، بكل نتائجها الإنسانية والبيئية المأساوية، آخر كوارث هذه الأسلحة غير الإنسانية . نعم، لقد تقدم بهم العمر، وفقد بعضهم السمع والبصر، والقدرة على الحركة، واشتدت بصمات الأمراض المزمنة والخبيثة على كاهلهم، لكن الأمل لا يزال يراودهم، وهم في سطور حياتهم الأخيرة، في أن يشاهدوا العالم قد خطا خطواته الأولى نحو إزالة ما عليه من أسلحة نووية، وسن معاهدة عالمية تحظر هذه الأسلحة وإلى الأبد.

لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي هذه على مستوى الآمال، التي طالما تطلعت إليها منظمة "الهيباكوشا"، والتي طالما انتظرها العالم سيما بعد خطابه في "براغ" عام 2009، وتعاطفه مع الضحايا، وتطلعه إلى عالم بلا أسلحة نووية، وكذلك كونها جاءت بعد خطوات مهمة أقدم عليها المجتمع الدولي في سعيه للتخلص من أخطار الأسلحة النووية في العالم، فقد انعقد المؤتمر العالمي حول العواقب الإنسانية الكارثية للأسلحة النووية في "أوسلو" آذار/مارس 2013، ثم واصل المجتمع العالمي مسيرته هذه في "نايريت" بالمكسيك في شهر شباط/فبراير 2014، رغم غياب دول النادي النووي، وبعدها خلال مؤتمر "فيينا" في نفس العام والذي حضرته وفود 158 دولة، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الدولية والبرلمانية، ومنظمات المجتمع المدني الصحية والبيئية والإغاثية والأكاديمية، والذي اختتم بإصدار "عهد فيينا" "Austria pledge" بالسعي الجاد والمستمر نحو نزع السلاح النووي في العالم من خلال اتفاقية دولية شاملة.

نعم، لا نستطيع إلا أن نقول أنه مع خلو هذه الزيارة من أي خطة، أو إذا لم يتبعها "أوباما" بمبادرة قوية من أجل تقليص الأسلحة النووية في العالم، على طريق تحقيق عالم بلا أسلحة نووية، فإن هذه الزيارة لاتزيد عن كونها مناسبة إعلامية لا تضيف سوى سطور أخيرة قليلة إلى السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي وهو يغادر البيت الأبيض.

-------------------------------------------------
[1]  د. غسان شحرور ، طبيب، كاتب وباحث
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف