الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هنا في القدس بقلم : طارق عسراوي

تاريخ النشر : 2016-05-27
هنا في القدس  بقلم : طارق عسراوي
هنا في القدس
 
  كتب طارق عسراوي.

  أذكرُني طفلاً حينَ وقفتُ مأخوذاً على درجات باب العمود للمرة الأولى.
كان أستاذ اللغة العربيّة يزمُّ شفتيه، وهو يؤكد لنا - في تلك الرحلة المدرسية - أن باب العمود حمل هذا الاسم نسبةً لعمود من الرخام الأسود علّقت عليه لوحات تدلل على المسافات التي تفصل المدن عن القدس، يومها تأمّلنا تلك الدرجات التي تفصلنا عن قوس السماء المرتفع، وتيجانُ السور فوق الباب تمنحه مهابة الحصنِ، وبعض جنودٍ غرباء في حوض الباب الصغير يقفونِ خارج المعنى، ويكدرون تدفّق الحياة في أوردة المدينة.
 
  بعدها فصلتني مسافة الانتفاضتين وغربَةٌ ساخنة عن صوت الأمهات يفترشنَ مداخل البلدة بما نما في أصواتهنَّ من خضرة البلاد وخيراتها، وظلّ الحنينُ صورة معلّقة في صدر البيتِ للبابِ والقبابِ والأجراس، وسرتُ مرّاتٍ ومرات بحنجرة تقدحُ بالبرقِ خلفَ جنائز المدينة وهي تشيّع أبناءها مسيحاً، مسيحاً .. يضيئون ليل المدينة بقناديل أرواحهم، وصار الجنود - أولئك الغرباءُ - جداراً و حاجزاً وموتاً وغربةً وظلّت القدسُ صورة تكبُرُ وبقيتُ أتبعها مثل كرمةٍ تصعد سطح البيت بغية عناق شمسها الدافئة.
 
  مرددا ما قاله أستاذ اللغة العربية، قلتُ لطفليّ قبل صيف عند تلك العتبات: هنا باب العمود، قبل أن أتركهما يلحقان نداءات البخور والزعتر في خان الزيت، حيثُ تعبق المدينة فتنتها في صدر الصغار فيكبرون مقدسيينَ رغم لعنة البارود، وما نتأ من سياجٍ فوق خصر البلاد.
  هكذا نركُل المسافة ونستفيئُ في ظل العقبات والأقواس، فتكبر القدس في الأنفاس.
 
  بعد أن صعد الصغيرانِ من أسفل الباب إلى سطح السور، تساءلا عن غرب المدينة!
  - ما تلك البيوت يا أبتي ؟
  تلك غرب المدينة، ولكن إحذرا، لا غرب في هذي المدينة، كُلُّها شرقيّة، إياكما أن تُمكرا في هذي المدينة بالجهات.
  - وما ذلك الوهنُ هناك ؟
  ذاك خطُ الهدنة المرتجفِ من شمسٍ تشقشِقُ فجرها من عيونكما، هنا يا ولديّ يَكونُ السقوطُ عُلوّا وارتفاعاً، فلا تخشيا ارتفاع السور، ولا تخشيا فيها السقوط.
 
  ها أنا هنا مرّة أخرى، أيُّ ارتباكٍ يصيبُ القلب كي أستطيعَ القولُ : إنني في القدس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف