الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أديب 79 بقلم:محمود شاهين

تاريخ النشر : 2016-05-26
أديب 79 بقلم:محمود شاهين
أديب 79

أديب في الجنة (79)

* عجائب الزمان في عرس الأميرة والأمير .

 من غرائب العجائب وربما المعجزات التي لا تصدق أن تنتقل أسطورة ولادة سحب السماوات غير الأسطورية في واقعها ، إلى بلدان وكواكب مختلفة ، وبمرويات مختلفة ، ففي الوقت الذي شرع فيه بالإحتفال بزواجه من الأميرة " فتنة النهار " في مملكة النهار نفسها ، دون أن يفكر سحب السماوات إطلاقا في أنه إله أو ابن إله أو أنه ولي أو نبي أو قديس أو ملاك ، أو أنه جني بالمطلق أو إنسي بالمطلق ، كانت تحتدم في العديد من الدول  والبلدان والكواكب والطوائف المختلفة صراعات دامية  مختلفة على شخصيته ، فقد اقتتلت طائفتان يعتقد أنهما مسلمتان على كونه ولياً لله أم أنه مجرد نبي ورسول ، ليسقط جراء الإقتتال أكثر من نصف مليون قتيل من الطرفين . هذا في الحرب المعلنة الدائرة ، أما في الصراعات العشائرية والحزبية والأسرية  فحدث ولا حرج ،  فقد قتل زوج زوجته لأنها لم تؤمن بان سحب السماوات ولي لله على الكون كله وأنه قادر على تغيير نظام الكون ، وانشقت عشيرة عن قبيلة لأن القبيلة لم تعترف بأن "سحب" رسول محبة للعالمين ، وانشقت جماعة عن حزب تنويري لقناعة أفرادها أن سحب ليس إلا المهدي المنتظر وأنه سيعيد البشرية إلى الصواب . أما الأغرب من كل هذا أن يقدم متطرفون من أصحاب المفاهيم المختلفة على قتل مئات المثقفين العلمانيين من الذين لم يعترفوا بوجود سحب السماوات على الإطلاق !

أما في الطوائف المعتقد أنها مسيحية فكاد الدم أن يجري للركب في بعض البلدان بين من يعتقد أن سحب السموات هو إله وابن إله وروح قدس وبين من لا يعتقد بذلك على الإطلاق حسب تفاسير ومفاهيم مختلفة ، فأقدم الأولون على جزر الآخرين وتقطيع أوصال مئات الآلاف منهم !

 كانت كل هذه الفظائع تجري في الكواكب الأخرى في الوقت الذي كان فيه يحتفل بزواج سحب السموات من الأميرة فتنة النهار عبر احتفال مهرجاني مبهر شارك فيه الملايين من الجن  والإنس وأبناء المملكة النهارية والإمبراطورية الشنوتية . فقد انتظم موكب العروسين في ساحة قصر الملك ليتقدمها في الخروج إلى الشارع موكب الفرسان ممتطيي الخيول ثم موكب الموسيقين فموكب الراقصين فموكب الراقصات  فموكب الاطفال حاملي الورود فموكب العروسين وقد وقفا على محفة تجرها أربع خيول ، وقد أحيط بهما أربع حوريات فاتنات ، تبعهما موكب ملك وملكة كوكب النهار رافقهما الملك لقمان والملكة نور السماء والإمبراطور والإمبراطورية الشنوتيان ،ومن الجن الملك شمنهور وبعض ملوك الجن منهم الملك حامينار والملك ابليس الشيطان وربة الجمال وملكة الجمال ، كانوا يقفون بانتظام على محفة بالغة الطول أعد فيها مقاعد خاصة للوقوف . تبعهم موكب كبار الشخصيات وزوجاتهم . فموكب لكبار قادة الجيوش . فموكب لخدم وخادمات  القصر الملكي ..

كان الموكب يسير ببطء وسط الآلاف من الناس الذين يشرعون بالتصفيق كلما أقبلت أو مرت محفة العروسين ومحفات المواكب الأخرى من أمامهم .. في الوقت الذي كانت تحلق فيه بانتظام  فوق الموكب فرق من حوريات الجن وفرق من الخيول الطائرة وفرق من الظباء وفرق من الحمام وفرق من النسور العملاقة . وفرق من حوريات البحر اللواتي رؤوسهن رؤوس إنسيات وأجسامهن أجسام سمكية ! وبدا الناس في غاية الفرح والإنشراح وهم يشهدون من الجمال ما لم يشهدوه من قبل ، ويرقبون جمال الأمير والأميرة بذهول كلما مر موكبهما من أمامهم .

بدأ الموكب قبيل أصيل اليوم ليسير في شارع عريض طوله خمسة عشر كيلومترا وليعود إلى القصر في شارع مواز وقد حل الظلام ، فأنيرت السماء بأسراب منتظمة من الشموع ،وأسراب منتظمة من الورود المشعة بأنوار مختلفة ،وأسراب منتظمة من نجوم فسفورية ، في حين كانت فرق الحوريات ترقص محلقة في الفضاء وقد أشرعت ملابسها البيضاء الفضفاضة لنسمات خفيفة أحالت أذيالها إلى سحب طائرة . بدا الناس وهم في غاية البهجة يشعرون أنهم ليسوا في عالم من السحر فحسب بل في السحر نفسه ، فشرعوا يرقصون في الشوارع والحدائق والمتنزهات وهم يرقبون سحر هذا العالم على ملايين الشاشات الكبيرة التي تبث من الأقمار الصناعية في مملكة النهار والإمبراطورية الشنوتية .

انتهى الحفل بالعودة إلى ساحة القصر ليجلس العروسان على منصة مائدية مع كبار المدعوين ، فيما انتشرت في الساحة آلاف الموائد الزاخرة بأجود أنواع الأطعمة والخمور .

أدركت الأميرة أن ثمة محتفين كثيرين خارج الساحة يرقصون في الشوارع والحارات فأبدت أسفها للأميرلأن هؤلاء الناس لن يتذوقوا طعام وخمور الحفل . أطرق الأمير لبرهة وما لبث أن أمال رأسه نحو أمه ألتي كانت تجلس إلى جواره فذاهنها بأمر ما ،وما لبثت أن أمالت رأسها إلى الملك لقمان لتذاهنه ، أطرق الملك للحظة وراح يجول بنظراته نحو وجوه الملوك من الجن ،ولم تمر سوى لحظات حتى كانت أسوار ساحة القصر ترتفع بهدوء وتتلاشى وكأنها لم تكن لتبدو موائد الطعام والشراب وقد عمت الأماكن كلها بما فيها الأماكن غير المنظورة في كوكبي المملكة والإمبراطورية ،ولتحتفل ولأول مرة في تاريخ البشرية أمم مختلفة في كوكبين مختلفين على مائدة واحدة بمناسبة عرس واحد في أكبر مائدة عرفتها البشرية . صرخ البشر جميعا متأوهين لشدة الدهشة التي ألمت بهم حين رأوا معجزة قد تكون معجزة المعجزات تتحقق. تأوهت الأميرة بدورها وشرعت في التصفيق بهجة وفرحا لما رأته وألقت رأسها على حضن الأمير،فيما كانت الكاميرات تنقل بهجتها لتعم الكوكبين ، فشرع البشر جميعا في الكونين بالتصفيق .

شرع الناس في الرقص وتناول الطعام والشراب فيما كانت الكاميرات تتجول في كوكبي المملكة والإمبراطورية  ناقلة ما يجري من فرح وبهجة في معظم أماكن الكوكبين .

صافح الأمير والأميرة كبار المدعوين وانصرفا إلى مخدعهما بعد انتصاف الليل ، فيما دام الرقص والغناء مع الآخرين إلى أن "أشرق الصباح ، وأضاء بنوره ولاح ! وتوقف الراوي عن الكلام المباح ، بعد أن طال العناق ، والتفت الساق بالساق وغرق الشباب والفتيات في متعة المذاق ، وطعم الخمر المراق " فانصرف الجميع مبتهجين ،وهم في أحسن حال مرت عليهم مدى الحياة . فيما راح الأمير والأميرة يتمتعان أحدهما بجمال الآخر في ليلة كانت أجمل ليالي العمر .

****

يتبع

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف