الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إلى قادتنا ، لا نريدكم ملائكة ولكن رفقا بالوطن والمواطن بقلم أكرم أبو عمرو

تاريخ النشر : 2016-05-24
إلى قادتنا ، لا نريدكم ملائكة ولكن رفقا بالوطن والمواطن بقلم أكرم أبو عمرو
إلى قادتنا ، لا نريدكم ملائكة ولكن
رفقا بالوطن والمواطن
بفلم / أكرم أبو عمرو
لم يسجل تاريخنا العربي والإسلامي تراجعا عن موقف حاكم ، أو تنازل ومغادرة الحكم طوعا ، بل احسبهم جميعا لم يغادروه إلا محمولين على الأكتاف بعد وفاة طبيعية أو اغتيالا إلى مثواهم الأخير ، أو يرزحون قسرا في غياهب السجون ، هذا هو حال حكامنا تاريخيا ، أقول هذا وأعود إلى الوراء بفترة من الزمن شهدناها في حياتنا ألا وهي تخلي بعض الزعماء خاصة في إفريقيا ، واخص إفريقيا لأنها اقرب سياسيا وفكرا إلى السياسة والتفكير العربي والإسلامي على مستوى الحكم والإدارة ، إذ شهد التاريخ الإفريقي الحديث ثلاث حالات لتنازل ومغادرة عدد من الزعماء لكراسي الحكم وهم في أوج تالقهم وعطائهم لشعوبهم ، لإفساح المجال لغيرهم من الطاقات المتجددة ليمارسوا دورهم الوطني ، اذكر ثلاث حالات هي الرئيس التنزاني جوليوس نيريري الذي حكم تنزانيا في الفترة من 1960- 1980 ، والرئيس السنغالي ليوبولد سنجور الذي حكم السنغال في الفترة من 1961-1985 ، والرئيس نيلسون مانديلا الجنوب افريقي الذي حكم في الفترة من 1994-1999 ، ثلاثتهم غادروا الحكم طواعية وكانوا في استطاعتهم البقاء على سدة الحكم حتى ساعة وفاتهم ، لذلك احتضنتهم شعوبهم ، وعاشوا معززين مكرمين رموزا يهتدى بارائهم وتوجيهاتهم .
اكتب هذه الكلمات بعد إعلان السيد راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسية عن قراره وقرار الحزب بمراجعة نهجه وبرنامج عمله القادم ، لم يخجل الغنوشي عندما قال فيما معناه أننا لم نستطع تحقيق ما يصبوا إليه الشعب التونسي من استقرار وامن وتنمية وتقدم ورخاء ، فكانت رؤيته للمراجعة مراجعة النهج وخطط العمل ومنها فصل الدين عن الدولة ، فصل الدعوة الدينية عن العمل السياسي ، مواقف هي بالفعل وطنية تنم عن حرص صاحبها على شعبه وأمته ووطنه ، ليس العيب أن يقف القائد ليعلن عن خطئه ، ولكن العيب الاستمرار والإصرار على الخطأ ، ربما هذه هي الحالة الوحيدة في عالمنا العربي التي يخرج قائدا لحزب كبير في بلادة تونس وله دور كبير في الحياة التونسية .
أمثلة نضربها كدليلا عن الرؤى السليمة والصائبة تنم على الحس الوطني والحرص على الوطن والانتباه إلى المواطن الذي هو إنسان قبل كل شيء ، المواطن أساس المجتمع ، أساس التنمية ، أساس الاستقرار "، وبدون المواطن فلا وطن ولا بلاد ، إنما ارض فارغة مرتعا لسباع البر والجو ، المواطن يعني الإنسان ، وفي كل الأحوال الإنسان أولا .
فلسطينيا ، ما أحوجنا إلى المراجعة ، المراجعة الشاملة لكل برامج الأحزاب والفصائل ، التي لم يحدث فيها أي تغيير أو تبديل منذ التأسيس للحزب أو الفصيل ، وليكون هدفها الأول هو المواطن ، والوطن لا الحزب أو الفصيل ، منذ أن وضعت هذه البرامج لم يتغير منها شيء ، وعليه فإن الخطاب السياسي لم يتغير ، هي هي نفس الشعارات ، نسمعها منذ بدايات نشأة الأحزاب والفصائل ، لا بد من المراجعة في ظل تبدل وتغير الكثير من المعطيات ، فالمنطقة العربية تتغير من حولنا ، الإقليم يتغير من حولنا ، والعالم يتغير من حولنا ، وهناك ثورة المعلومات والمعرفة التي لم تكن متوفرة من قبل ، اعتقد يمكن المراجعة بما يتناسب وطبيعة المرحلة وما يتناسب مع التمسك بحقوقنا الوطنية وتحقيق مصيرنا ، ولكن مراجعة تعمل على استمرار وتدفق الدماء في شرايين أبناء شعبنا ، مراجعة تضمن إعادة صياغة علاقاتنا الداخلية وعلاقاتنا العربية وفق المصالح العليا لشعبنا ، اعتقد انه بالمراجعة الحقيقية والجادة سوف تسهل على الجميع النزول عن شجرة التصلب في المواقف ، وإيثار مصلحة الوطن والمواطن على مصلحة الحزب .
متى يمكن للفصائل والأحزاب إدراك أننا شعب قابل للتغير ، أننا شعب حي ، وعلى الرغم من ذلك نواجه أصعب مراحل القهر والظلم ، صحيح إننا نواجه ممارسات عدونا نواجه ضغوطا دولية ، وعربية ، ولكن بالمراجعة يمكن التعامل والتعاطي مع هذه الأمور من اجل الوصول إلى ما نصبو إليه .
يا قادتنا ، نعرف إنكم تواجهون الكثير ، لذلك لا نطلب منكم أن تكونوا ملائكة ، بل نطلب منكم وقفة تأمل ، وقفه صادقة مع مواطنيكم ، ووطنكم ، لقد بلغ السيل الزبى ، ماذا تنتظرون ، أينتظر كل واحد منكم أن يرضخ الأخر له ، ويرفع الراية البيضاء عندها تقولوا انتصرنا ، المواطن يريد حياة كريمة بكل جوانبها ، تعليم ، صحة ، عمل ، غذاء ، كساء ، حركة ، فمن هو يتحمل مسئولية هذا الشعب فعلية إيجاد الحلول ولا يتحجج باعتذار الحصار والوضع الدولي والإقليمي ، فإذا لم يستطع فليعلن بصراحة انه غير قادر ويفسح الطريق ليأتي غيره لاستلام المسئولية ، ولن ينقص هذا شيء من قدره بل سيزداد احتراما وتالقا بين أفراد شعبة ، ياقادتنا انحازوا إلى شعبكم فسوف تسئلون أمام رب العالمين .

أكرم أبو عمرو
غزة – فلسطين
223/5/2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف