الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحق المسلوب بقلم:احمد عادل صاکی

تاريخ النشر : 2016-05-20
الحق المسلوب  بقلم:احمد عادل صاکی
الحق المسلوب
قصة قصیرة / احمد عادل ساکی
ظل صامتا منطویا علی نفسه وکانه عجوز قد عاش عقودا من الزمن مشحونة بالاحداث والویلات؟
عاد ت امه تسأله للمرة الثالثة :
-یما سلمان ماتگلی شصایر بالمدرسة؟
اجابها بفتور یعتریه الملل کما اجابها سابقا :
- ماکو شی یما
هو ایضا لا یدری لماذا اختار هذا الموضوع من بین المواضیع الثلاث التی اقترحتها المعلمة موضوعا للانشاء.
ربما لانه قد سئم مواضیع الانشاء التقلیدیة التی باستطاعة الکل الکتابة عنها بطریقة او باخری
و ربما لان الموضوع جدید والجدید له حلاوة فیستقطب الصغار دائما
اوربما لانه من الطلاب الممیزین فعلیه اثبات جدارته انما باختیار المواضیع الصعبة ومعالجتها
کیف تستعید ما سلب منک ؟
کیف...؟
کیف...؟
کیف...؟
کان موضوعا غیر تقلیدیا قد لا یناسب تلمیذا فی الاعدادیة .
کانما مارد قد انسل من قمقمه یتحداه اذا ما یستطیع ان یکتب حول هذا الموضوع
لکن ما ذا یکتب وماذا یجیب ؟
هل یختار العنف ویکتب عنه سبیلا لاستعادة المسلوب ؟
کیف ذاک وهو ضئیل الجثة لا یقوی علی العراک و التعرض للمعتدین...! ومن جانب آخر القانون لایسمح بممارسة هکذا حلول !
هل یختار طریقة استرضاء السالب واستعطافه لاسترداد المسلوب وبذلک قد طبق مثل مفاده ان " الاید اللی مابیک تلویهه دنگ و بوسهه" ؟
ماذا اذا ازداد السالب عنادا بعد ما شعر بضعف المسلوب عنه فتطاول لاخذ المزید مما اخذ؟
ام یلجا الی ابیه لیسترد له ما سلب منه ؟ وهل یستطیع ابوه العلیل الطریح الفراش الذی یعانی شدة المرض ان یقوم بذلک ؟
ام یلجا الی امه لتعینه علی حل هذا اللغز الذی اصبح کالشبح یطارده ؟ فالام مدرسة قد تستطیع ذلک لکن هل تستطیع امه الامیة تقدم له المساعدة تلک؟
صوب نظراته الی اعلی جدار الغرفة حیث تشیر عقارب الساعة الی العاشرة مساءا. ثم ادارها باحثا نحو ارجاء البیت وکانه خطرت بباله فکرة تعینه علی اداء الواجب الدراسی .
دخل غرفته التی تتقاسماه معه اختاه سناء وهناء . غرفة صغیرة خصص قسم منها لتمارس امه الخیاطة فیه لتسد بعض تکالیف الحیاة فهی تقوم منذ فترة بخیاطة العباءات العربیة لنساء الحی مقابل اجر زهید .
تمدد علی فراشه لعله یستکشف فکرة ما تکون اللبنة الاولی لموضوع الانشاء لکنه استسلم للنوم دونما ارادة فوجد نفسه یستغیظ من نومه اثر مناداة امه:
- یمه سلمان ...یمه سلمان ... لا تفوتک المدرسة
هب من علی سریره بعینین مذعورتین کمن لدغته افعی فتسمرتا علی عقارب الساعة التی تشیر الی السابعة صباحا .
انطلق من السریر مسرعا نحو محفظته المدرسیة . سحب دفتر الواجب لیکتب ما دار فی راسه عن موضوع الانشاء لکن ضیق الوقت سبب فی تشتت افکاره التی صاغت هیکلة الفکرة لیلة البارحة .
فسرعان ما توقف عن الکتابة . خرج من الغرفة دونما وعی .
علی عجالة عاد الی الغرفة فدس فی المحفظة بعض الکتب وقطعة من قماش العباءات فخرج منها مسرعا وهو مرتدیا ملابسه والمحفظة منتفخة غیر عادتها .
لم یشارک الطلاب فی حصة الریاضة . اعتزل عنهم ولاذ فی مکان ما لیحضر واجبه للحصة الثانیة حصة الانشاء.
کیف تستعید ما سلب منک ؟
فی حصة الانشاء اقتربت المعلمة نحو الطلاب لتختار من یتصدر لتقدیم انشاءه. کالعادة وقع الاختیار علی اذکی طالب . بطلب من معلمته تقدم سلمان الی منصة الصف لکنه لا یحمل دفترا او کراسة بل یحمل بیده محفظته المنتفخة .
اعلن لزملائه عن موضوعه الذی اختاره للانشاء ثم فی صمت و وقار وجه نظراته نحو زملائه ثم نحو المعلمة نظرات الخطیب قبل القاء خطابة رنانة لکنه اخذ یتوجه نحو الباب فخرج وزملائه فاغرة افواههم یتطلعون الی معلمتهم لیروا ما هی ردة فعلها ازاء هذا التصرف الغریب ؟
لا حقته العیون من کل زوایا الصف کانها تتابع فیلما سینمائیا اخرجه افضل مخرج سینمائی فی الکون.
کاد الطلاب قبل المعلمة ان یخرجوا من الصف لاستکشاف المشکلة لکن سلمان عاد بعد هنیهة بهیئة جدیدة لا سابقة لها .
ازداد استغراب الطلاب ما ادی الی وقوفهم بعفویة جمیعا من علی کراسیهم .
اعتلی سلمان المنصة من جدید مرتدیا زیا اسودا طویلا یحاکی زی المحامین بقبعته السوداء المربعة الاضلاع وریشته اللامعة والمحفظة تتدلی بیده وقد افرغ ما فی بطنها .
ساد السکوت فی الصف . سکوت مطبق لایُسمع الا دقات القلوب . لا احد ینبس بکلمة .
فجأة نهضت المعلمة رافعة یدیها فاخذت تصفق دونما ارادة منها وصفق الطلاب اثرها فتعالی التصفیق حتی غمر الصف کله .
راح الطلاب یرددون هتافا و قبضاتهم تتصاعد نحو الاعلی بانتظام :
القانون ...القانون ... القانون ... القانون ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف