الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محمد عفيفى عاشق الموسيقى بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2016-05-10
محمد عفيفى عاشق الموسيقى بقلم:وجيه ندى
محمـــــد عفيفـــــى عاشق الموسيقى
وجيـــه نــــدى بحث وتحرير فنى و حياة الفنان والموسيقى البارع محمد عفيفى – ولد الفنان محمد عفيفى عام 1913 فى حى كفر عشرى وتتلمذ على يد المرحوم الشيخ على فياض والشيخ محمد خليل والشيخ على الحارث وحفظ عنهم الموشحات والأدوار القديمة ثم درس الموسيقى على يد بعض الأساتذة الأجانب فى الصولفيج والنوتة ودرس العود على يد العالم الموسيقى اسكندر أستوريان ، وأكمل دراسته على يد الأساتذة اسكندر شلفون وجورج سمعان ومحمد فخرى
وكانت أولى خطواته كمطرب على مسرح جمعية الشبان المسيحية (مبنى الشهر العقارى الآن) مبتدئا بغناء الأدوار الخالدة لسيد درويش والتى درسها على يد فريق المذهبجية الذين عملوا مع سيد درويش نفسه ، واعتمد مطربا بالإذاعة عام 1938 ، واعتمد ملحنا بالإذاعةفى القاهرةحيث قدم مجموعةمن الحانة عام 1945ولحن لكبار المطربين ومنهم فتحية أحمد ، و لحنين للسيدة أم كلثوم ولأسباب لم يتم اللقاء
وأنشأ العديد من الفرق الموسيقية بوزارة الثقافة من عام 1956 إلى 1966 كما أنشأ كورال سيد درويش من عام 1967 إلى 1990 ، وأنشأ الشعبة الغنائية بفرقة الإسكندرية للفنون الشعبية عام 1989 ، لقد عشق فى طفولته الاستماع إلى ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب وانبهر بها حتى استمع إلى موسيقى وألحان الموسيقار خالد الذكر سيد درويش واكتشف أنها المنهل الأساسى لألحان عبد الوهاب فانصرف إليهاعاشقاً ومتعمقاً فيها. ولقد كان هذا العشق بمثابة الشرارة الأولى ولاسم صار مشهور وهو (محمد عفيفى ) واسمة الحقيقى هو محمد الصغير عفيفى محمد ابراهيم الساكت واصبح العشق لموهبتة فى العزف على آلة العود التى كان لوالده موقف رافض لها، فقام بكسر العود فى يد ابنه "محمد" موبخاً إياه، ولكنه سرعان ما يعود إلى مصالحته واستمالة رضاه بمنحه القدر اللازم من النقود لشراء آلة عود آخرى وسْط دهشة الصغير بين ثورة لرفض ورقّة الرضاء.
ولقد حرص محمد عفيفى على تدعيم عشقه للموسيقى بالتحصيل العلمى والدراسة المتخصصة وقد تحقق له ذلك حتى نال دبلوم الدراسات التثقيفية للموسيقيين المحترفين عام 1940 مع صديقيه الموسيقار خليل المصرى والموسيقار محمود الشريف.ولقد كان لمنزله بشارع المحكمة بحى محرم بك بالإسكندرية مواقف مؤثرة فى حياته الفنية فى الفترة من 1949- 1964 ولعل أهمها أن مطربة القطرين "فتحية أحمد" قد دقت بابه، ودخلت حجرة استقباله بغية التعاون الفنى مع ملحن أغنيات أختها "مفيدة أحمد" الشهيرة فسعت إليه فى منزله وهى فى قمة شهرتها الفنية. ولقد أثمر هذا التعاون الفنى عن سبعة ألحان للموسيقار محمد عفيفى شدت بهن مطربة القطرين فتحية أحمد فى الفترة من 1952-1954 ومنها "مصر الحرة"، و "يا ليل يا ليل" و"عهود النيل" و"أحب القمر" وبهذه الألحان صار محمد عفيفى أحد أربعة لحنوا لها وهم: محمد القصبجى، زكريا أحمد، ورياض السنباطى.ولقد كان لذيوع ألحانه فى هذه الفترة أن قام محمد عفيفى بالغناء من ألحانه على غرار ما فعل عدد من الملحنين أمثال رياض السنباطى وفريد الأطرش ومن قبلهما محمد عبد الوهاب ومن أشهر أغنيات عفيفى الأغنية الشهيرة "أفكر فيكى" ويعتبره الكثيرون سادس الخمسة الكبار فى عالم الموسيقى والتلحين: سيد درويش، القصبجى، زكريا أحمد، محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطى، ولذا كرمته مصر فى مناسبات عديدة فحصل على وسام الدولة فى الفنون والآداب إلى جانب كثير من الجوائز، ونشرت وزارة الثقافة جانباً من حياته وأعماله فى كتاب باسم "أعلام الإسكندرية" ضم شخصيات بارزة أخرى أحبوا المدينة وتمسكوا بها بعيداً عن الأضواء. ولقد استمر مشواره الفنى لأكثر من سبعين عاماً قدّم فيها العشرات من الأصوات المعروفة فى تاريخ الغناء المصرى والتى لمعت فى القاهرة مفيدة احمد وفتحية احمدوكارم محمود وفايد محمد فايد وغيرهم وفى الإسكندرية عزت عوض الله ومصطفى يحيى ويوسف عوض وسمير سلام و وزينب عوض اللة وحميدة موسى وثريا علام وانتصار مجدى واكرام وغيرهم . وتتميز ألحان محمد عفيفى بامتزاج الشجن بالروح المصرية التى تبعث من جمله الموسيقية فتكتب لها الدوام وأجل ما قدّم من عطاء يتجلّى فى رعايته للموهوبين من الشباب سواء فى مجال اللحن أو فى مجال الغناء ولقد استمر عطاؤه فى هذا منذ عام 1964 وهو العام الذى انتقل فيه من حى محرم بك إلى منزله بحى العصافرة بحرى مع أسرته المكونة من زوجة وبنتين وولدين احد تلك الاولاد اسامة ملحن بالاذاعة السكندرية ويمارس الطب فى عيادتة بمسكن الاسرة بالعصافرة وقديما وفى هذا المنزل بدأ فى تحفيظ تراث سيد درويش الموسيقى وفى عام 1967 أنشأ كورال سيد درويش الذى ظل يقدم عروضه الفنية خمسة وعشرين عاماً.ويحسب له رأيه الراجح إذا ما تضاربت الآراء فى موضوع موسيقى ويشهد له بعمق إطلاعه على التراث العربى الموسيقى وحسْن حفظه لألحان قديمة للعديد من روّاد هذا الفن. كما أنشأ فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة الحرية التى كان هدفها الأساسى الحفاظ على تراث سيد درويش وبيرم التونسى ومن تلاميذة وحفظة التراث حمدى روؤف وعادل جلال وعبد الغفار عجرمة وغيرهم
وقد أشرف على شعبة الموسيقى والغناء بمحافظة الإسكندرية كما اعتمد أستاذا للموسيقى الشرقية بوزارة الثقافةوكان ينافسة من القاهرة الموسيقار على فراج ومحمد عفيفى أول من قام بتدريس الموسيقى بأوّل مركز افتتح للجامعة الشعبية ومعهد الموسيقى العربية بالإسكندرية عام 1946-1964 وقدم جميع ألحان مهرجان ثقافة الطفل الذى عقد بالإسكندرية فى السبعينات وقدّم -أيضاً- للإذاعات المصرية المختلفة أكثر من سبع مائة لحن وطقطوقة موسيقية وعشرة أوبريتات منها "استعراض الزهور" و"السوق" و"مصباح علاء الدين" ولإذاعة الإسكندرية أوبريت "موكب الزمان" و"رحلة للعجمى".كما وضع الموسيقى التصويرية للعديد من المسرحيات منها: "الفتى حمدان" و"الوصية" وقام بتلحين خمسة أعمال من كلمات "محمود بيرم التونسى" ومنها: على السين يا مصر مشيت وقد حصل على العديد من الجوائز تقديراً لجهوده المثمرة فى مجال الموسيقى العربية -
جائزة مالية "مرتب شهرى" بقرار من السيد اللواء حمدىعاشور محافظ الإسكندرية عن نشيد "البيان مارس" عام 1970جائزة الجدارة فى عيد الفن 1979 من نقابة المهن الموسيقية وسام الاتحاد العام للشركات فى عامى 1987-1988م درع الذكرى المئوية1992 لميلاد فنان الشعب سيد درويش وأيضاً حصل على العديد من شهادات التقدير الرفيعة المستوى منها شهادة تقدير من وزارة الثقافة سلمها له سعد الدين وهبة فى مسابقة الموسيقى والغناء عام 1971 شهادة تقدير من محافظة الإسكندرية لخدمته للحركة الثقافية والفنية 1976 سلمها له اللواء عبد التواب هديب محافظ الإسكندرية.
- شهادة تقدير من قصر التذوق الفنى بسيدى جابر فى حفل تكريم الرواد للإبداع المتميّز عام 1998م.ومن خلال تليفزيون الإسكندرية قدم حلقات برنامجه الفنى "أرابيسك" كما سجل عدة برامج عن أعمال كبار الفنانين مثل سيد درويش وزكريا أحمد ، وكان تليفزيون الإسكندرية حريصا على استضافته لتقديم ما لديه من فنون فى مناسبات إحياء ذكرى الفنانين الكبار ولم تنسه الإسكندرية فقد جرى تكريمه فى مناسبات كثيرة اعترافا بفضله وأستاذيته للجميع ، ونال التقدير من محافظة الإسكندرية وجامعتها ، كما رشحته جهات عديدة لنيل عدة جوائز منها مديرية ثقافة الإسكندرية وهيئة الفنون والآداب وغيرها وقد ضحى محمد عفيفى بمشوار فنى مرموق بالقاهرة عندما عرض عليه محمد عبد الوهاب العمل معه فى العاصمة احتراما لرغبة والده الذى رفض سفره ، وضحى مرة أخرى عندما ألح عليه صديقه محمود الشريف بعد وفاة والده بسنوات فى الذهاب معه إلى القاهرة حتى لا يترك والدته بالإسكندرية بمفردها حيث لم ترد مغادرة المدينة ، وضحى مرة ثالثة عندما توفيت والدته بعد ذلك بعشر سنوات ، وكان متزوجا حديثا ، تلبية لرغبة زوجته فقد كانت الأسرة عنده أهم من الشهرة والنجومية ، ثم مرة رابعة عندما عرض عليه قيادة فرقة الموسيقى العربية بالقاهرة بعد وفاة قائدها عبد الحليم نويرة فقد رفض ترك الإسكندرية التى أحبها وصار من أعلامها ، وكان يجد فى بحرها وشواطئها الكثير من سحر الطبيعة الأخاذ ، وفى جوها النقى المنتعش دائما أفضل صديق صيفا وشتاء ، وفى معالمها الكثير من الذكريات والشجون التى لا يطيق فراقها وبهذا يكون فناننا محمد عفيفى قد أمتع جمهور الفن الراقى على مدى سنوات طويلة تجاوزت السبعين عاما لم يتخل فيها عن مدينته وشعبها المحب للفن والمتذوق له وظل على قيمه ورسالته فى رفع الذوق العام وتكريس كل ماهو موسيقى الأصالة يعتبر كثير من أبناء الإسكندرية الفنان محمد عفيفى والدا لهم بجانب كونه أستاذا ، فقد اجتذب بشخصيته الهادئة وابتسامته الجذابة وتمكنه الفائق من فنه وإخلاصه له أناسا من جميع الأعمار والفئات ، منهم من كان حريصا على الاستماع إليه فى ندواته وبروفاته دون الاشتراك الفعلى فى أى نشاط حبا فى الالتفاف حوله والاستمتاع بما يقول ، وكان حكاياته عن الفن وأهل الفن لا تنتهى ، ومنهم من احترف الموسيقى وأصبحت له عملا مستقلا ومنهم من لمع واشتهر وليس هناك فنان من الإسكندرية لا يعرف محمد عفيفى ، فقد عرفه جميعهم الكبار منهم والصغار ،وواضع تلك السطور لة معة حكاية فنية فى عام 1997تقرر انشاء فرقة للموسيقى الشعبية والغنائية مدعمة براقصى الفنون الشعبية بقيادة على الجندى ومقر البروفات على خشبة مسرح سيد درويش و ذلك قبل تحويلة الى اوبرا ويقوم الاستاذ محمد عفيفى بالتحفيظ واقوم انا باعادة كتابة النصوص المغناة وذلك فى قاعة البروفات بالمسرح وبعد ذلك ننصرف سويا راكبين قطار ابو قير من محطة مصر وننزل فى محطة العصافرة اتجة انا الى قبلى وينصرف الاستاذ الى بحرى وذلك فى الاسبوع 3 مرات وفى احد المرات ونظرا لكبر سنة طالبنى بالاسراع والجرى وراء القطارللركوب فما كان منى الا اننى احاول رفعة لداخل القطار وبع ذلك اركب معة ولكن حدث مالايحمد عقباة انزلقت قدماى ووقعت على الرصيف وظل هو فى ارتباك وانتظرنى على محطة العصافرة 30دقيقة وعندما ارتكبة القلق ذهب الى منزلى وصعد الى الدور الخامس حيث اسكن ولكن ليس هذا مسكنى وصعد اكثر من منزل ولما اهتدى الى مسكنى طرق الباب ورحبت بة زوجتى والتى تعرفة تماما وسال عنى وبعد فترة حضرت وحكيت لة الماساة وكيف اننى كنت ارغب رفعة من الارض اللى القطار ولكن احد الكاب وضع قدمة قبل ان اضع انا قدمى وانزلقت ولكن القدر كان ينتظرة عندما خرج ليصلى الفجر فى العصافرة قبلى على غير المعتاد وعند عبور شريط السكة الحديد فى الظلام ياتى قطار بضائع يداهمة وتقطع ساقية ويلازم منزلةوظل مرجعا للكثيرين عند اضطلاعهم بالقيام بأعمالهم الخاصة وكان لذلك الفضل فى نجاح فنانين بإشرافه على أعمال بعينها كانت سببا فى شهرتهم ،أما الملحن كمال الطويل فقد ذكر الشيخ زكريا أحمد عنه فى مذكراته أنه استقبله ذات يوم ليتعرف على موهبته الفنية فنصحه بتعلم الموسيقى والعزف على العود كى يكون له مكان بين الملحنين الأقدار ، وقد تعلم كمال الطويل على يد محمد عفيفى فى معهد الموسيقى العربية ثم احترف الفن بعد ذلك وأصبح من أفضل الملحنين المصريين بل وضع موسيقى النشيد الوطنى المصر فى فترة هامة فى تاريخ مصر وهو نشيد "والله زمان يا سلاحى" والذى تغنت بة ام كلثوم وكان لةصدى عند المصريين أما الشيخ زكريا فقد كان صديقا لمحمد عفيفى وكان يزوره باستمرار فى الإسكندرية ، وقد تأثر الفنانان بأحدهما الآخر فكان محمد عفيفى يعجب كثير بألحان زكريا وخاصة " قفلاته" اللحنية والتى لم يكن يستطيع أداءها إلا فنان متمكن ، وكذلك تمسكه بالخط الشرقى والشعبى الأصيل ، ومن أحد ألحان محمد عفيفى التى تأثر بها زكريا أحمد اللحن الأساسى فى أغنية "انت جيت" التى كان قد أعدها لأم كلثوم وأسمعها لزكريا قبل أن يقدمها إليها فى الأغنية الشهيرة " نعم ، إن محمد عفيفى لم يكن يأبه كثيرا إذا اكتشف أحد ألحانه ، منهم ابنه أسامة الذى تعلم الموسيقى أيضا وكان يتعجب من عدم بوح أبيه بهذه المعلومات طوال هذه السنين وهو يفاجأ عندما تأتى المناسبة فيذكر له والده أن هذا اللحن أو ذاك أصله من أحد ألحانه ويسمعه له وقد صيغ لكلمات مختلفة ويندهش لتطابق الألحان ويسأله لماذا لا يعرف الناس هذا فيرد قائلا: " ما احبش ازعلهم ولم يكن هذا الموقف أبدا عن ضعف أو قلة حجة فمحمد عفيفى له صولات وجولات فى ساحات القضاء يرفع الدعاوى على من يختصمه ويكسبها دائما لأنه كان على حق فى كل مرة، ومن دعاواه الشهيرة قضية مطربة القطرين فتحية أحمد ، فبعد أن طلبت منة التلحين لها وكانت هى التى سعت إليه ، ولم يكن قد لحن لها غير القصبجى وزكريا والسنباطى ، رفضت تسديد ثمن بعض الألحان المتفق عليه ، وكاد الفنان الرقيق أن يسكت كعادته لولا أنها عند مطالبته لها عن طريق أحد أصدقاء الطرفين تفوهت بكلمة أثارت غضبه الشديد ، فقد قالت "ألا يكفيه أنه لحن لفتحية أحمد؟"! وهنا ثارت كرامة الفنان التى وضعها دائما فوق كل اعتبار، فقرر مقاضاتها على الفور واستمر نظر القضية 15 سنة تغير فيها أحوال فتحية ونسيها الناس وفقدت سلطانها وثروتها معا ، ولم تعد تستطيع أداء ثمن الألحان ، ولما أحست باقتراب الحكم فى القضية لصالح محمد عفيفى أرسلت له أكثر من رسول يرجونه العفو عنها والتنازل عن حقه لعدم استطاعتها الوفاء به ، ولم يأبه الفنان لتوسلاتها وأصر على أن تدفع فتحية الثمن مرتين ، مرة بدفع المبلغ نفسه ، ومرة بدفعه وهى لا تستطيع ، بالفعل حكمت المحكمة لصالحه وهى لا تملك المال الكافى فصدر أمر بالحجز على ما تبقى من مملكاتها وبيع لصالح تنفيذ الحكم بأمر لمحكمة وهنا فقط استراح محمد عفيفى وقد ثأر لكرامته وله أيضا قضية مع وزارة الثقافة التى حجبت عنه مكافآت استحقها عن عمل خمس سنوات متصلة دون أن يصله مليم واحد ، وأحس محمد عفيفى أن الفساد الإدارى قد زاد عن حده فقرر مقاضاة الوزارة ، ولما شعر المسئولين بحجم القضية وخاصة عندما تسرب الموضوع للصحف أرسلوا إليه أكثر من عرض للتسوية ، لكنه لم يرضخ للمساومات ، ورغم أن المبلغ المستحق لم يكن يمثل ثروة لكن أبعاد القضية الأدبية كانت كافية لإزعاج المسئولين أيما إزعاج ، ولا سيما أنها كانت "فلوس ميرى" ولا يمكن دفعها بسهولة فلا بد من تبرير أو اعتراف بالإهمال ، واستمرت المداولات بين الإسكندرية والقاهرة إلى أن جاء موعد جلسة النطق بالحكم بمحكمة االإسكندرية وإذا بمندوب الوزارة يفاجئ الحاضرين بأن الوزارة قررت دفع المبلغ المطلوب بالكامل قبل النطق بالحكم ، وتم دفعه فعلا داخل قاعة المحكمة ونقدا..! لهذه المواقف وغيرها التى تبين تشدد محمد عفيفى فى الحق والكرامة لا يمكن بأى حال اعتبار أن تنازله عن بعض ألحانه لغيره ، والتى كانت سببا فى شهرتهم وكسبوا من ورائها الكثير ، كان بسبب ضعف أو انعدام الحجة ،، فقد كان هؤلاء إما تلامذة له أو أصدقاء أو فنانين حبهم وأحبوه وأراد لهم الخير والنجاح ومنحهم ما استطاع عن حب وتقدير وهناك كثيرون فى الإسكندرية اكتشف موهبتهم محمد عفيفى وقدمهم للجمهور ، ولكن ربما كان أجل خدماته لهم أنه ساعدهم على احتراف الفن "على أصوله" فأصبح لهم عملا ومورد رزق وبدلا من أن يرتمى الفنان من هؤلاء فى أوساط الملاهى والأفراح كان يدعوهم إلى الدراسة العلمية ونيل شهادات محترمة فمنهم من أصبح مدرسا للموسيقى ومنهم من عمل بالإذاعة ، ومنهم من اتجه للقاهرة وسطع نجمه ، ومنهم من سافر للخارج وكون ثروة من عمله بالموسيقى وكل هؤلاء يعترفون بالجميل لأستاذهم ويقدرونه حق التقدير ، إلا أنه لم يتقاضى من أحد ثمن ما أصبح عليه ، كان ينظر إليهم كأنهم أولاده .. ومن الذى ينتظر من أولاده شيئا؟ .. وكان يشعر فى قرارة نفسه أنه قد خدم الفن أولا بإضافة محترمة ثم خدم الناس للإنسانية ليس إلا ، وهو فى الحالين يؤدى خدماته لوجه الله لا يريد من أحد جزاء أو شكورا...وإنما هى رسالته أن يرقى لناس بفكرهم وفنهم إلى أعلى المراتب وبعد تلك المشوار الفنى غادر عالمنا فى هدوء 18 مارس 2003 رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحث وتحرير فنى وجيـــه نــــدى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف