الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في ندب حلب..بقلم: زياد هواش

تاريخ النشر : 2016-05-07
قصيدة الربيع
(2)

في ندب حلب..

المدينة التي تقف الآن على حافة الهاوية

الأنثى التي تقطر من أنيابها الدماء
صارت قطيع ذئاب عارية
ضاعت ملامح الخلود في تفاصيل الفناء
انحسر البحر واختفى الميناء
ذاب الخشب في ملح الرمال العاتية
انكسرت خابية الغروب وأهرقت الخمرة
غاب القمر وتخثرت فوق المرساة الفضة
طوفان الأحلام الصفراء أغرق سفينة البقاء
بعض صاري ومِزق أشرعة
راية في صحراء النهار ضائعة

مدينة فقدت يديها
يتساقط من عينيها نبيذ الذكريات المحرّم

تلك الذئبة التي لا تعرف الندم
خلعت عباءة الليل
خرجت من وكرها إلى نزق النهار
جمعت إخوتها فوق التلال الخاوية
تتربص الآن بالمدينة المثخنة بحب الحياة والعنب

آخر الجراح النازفة حلب
تُناظر الموت بكحلة التعب
أنا الآن أطرز لكِ الكفن الأسود بخيوط الذهب
تلك الذئبة والذئاب التي تترقب

جاء الربيع
بقناع قوس المطر
النسيم العليل
يعبر الدروب المتوحشة وأرصفة الخوف والحذر
الصمت يغمر الدمار المهيب
بعض من لعنة الانتظار بثوب العيب

الغبار المُعلق
يُغلق الأفق الرمادي
يقترب بخطى الغدر الحريرية
المدن التي تصير غابات وبرّية

الأحياء الرخامية تداعت
وقعت فوق زجاج الذكريات الطّري
الضواحي المطرّزة بالأمل رحلت وابتعدت
صوب متاهات الشرق وصوب الغرب الأزرق
رقصة الموت المُعلن بدأت

تلك الذئبة التي تنقض كالسيل
تكشّر بفرح عن أنيابها
تُنشب في أسوار المدينة أظافرها الرصاصية
الذئاب المسعورة تحفر الآن المدافن
ثم تسقط فيها منتشيه

حتى القلاع المحصّنة يا حلب تموت
فوق ركام أمجادها
تخونها أبراجها وأسوارها وبواباتها
ثم يبقى منها أقواس العبرة والصمت

أنا لست ذلك العاشق الطري
يأخذني النوم ويسكرني النسيم
الشاعر الذي يسكب لا يرتوي
المعشوقة التي تنسكب لا تُشرب
حلب التي يطرّز الدم ثوبها الدهريَّ
تبكي اليوم وتنتحب
يمزق مخملها الندي الذئب
تلملم بقايا تاريخها المستباح في السراديب والأقبية
تغطي وجهها البهي الدموع العصيّة الغالية
ترقص رقصتها الأخيرة
على جمر رخامها حافية

أنا يا حلب
مصاب بلعنة الذاكرة الحيّة
تحضرني بغير استئذان الروائح المُخضلة بالألوان الحاضرة على جدران الأسواق المغطاة بعطر الذوق
الابتسامات المُنسكبة تفيض من على الوجوه الأليفة الصافية
أقبية العشق المُعتق بخوابي المواويل
الطرب العربي الأصيل
القناديل المترفة تتدلى من الأقواس الأندلسية
مياه النوافير الأنيقة الشجية
البوابات الموشاة بآيات الحمد والعرفان
أصوات أجراس الكنائس المعلقة في أبراج الزمان
الرخام المنحوت بقوالب بحور الشعر
القصائد الحجرية تسحر العين وتسرق النظر
الحديد المشغول على الوزن والقافية
العجب القريب إلى القلب
العتب المُخملي المحبب
السلام الصادق العذب
كيف انقطعت بيننا يا أجمل المدن السُبل
عاشق انتظر وتأخر وتردد
يتكئ على بعضه ويتأمل
المدينة التي تُصلب الآن وتقتل

من يدمر حلبَ
يربح الحرب العبثية
المرتزقة يدقون على الأبواب
الأحياء الجميلة معروضة في المزاد الخلاق للسبي والنهب
تجمّع كل الحاقدين
على مدينة الوفاء والحياة
كم هو قاس وصعب
أن تعيش مرفوع الجبين
في زمن الأموات

القلعة التي سقطت تتناثر حجارتها
الأغنية التي انكسرت
المدينة التي تُسمع أنّاتها
الذئبة التي انتصرت

والآن يا حلب الشهباء
هل قتلنا الحياء..

1/5/2016

صافيتا / زياد هواش

..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف