الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حـلـب والـفـخ الإعــلامـي بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-05-05
حـلـب والـفـخ الإعــلامـي بقلم:حسن زايد
حـلـب والـفـخ الإعــلامـي

بـقـلـم / حــســـن زايــــــد

لابد أن نتفق ابتداءًا علي تحرير المصطلحات ، حتي يمكننا فهم أبعاد الصورة المتكاملة للموقف في القطر السوري الشقيق . فسوريه هي القطر الشقيق الذي كان يتمتع بقوة عسكرية ـ بالمعني الإصطلاحي ـ بعد العراق ومصر . والجيش العراقي قد تم حله وتسريحه بعد الغزو الأمريكي للعراق . والعراق في طريقة إلي التفتيت والتقسيم علي أساس عرقي وديني ومذهبي ، ولم يبقي أمام الدولة اليهودية الصهيونية لمد حدودها إلي الفرات سوي سوريه وجيشها . ولم يبق أمامها لمد حدودها إلي النيل سوي الجيش المصري . ولذا فإن بقاء سوريه موحدة يعوق هذا المشروع ، ويمثل جبهة مفتوحة علي الكيان الصهيوني مهما بلغ ضعفها وتهافتها ، فهي علي أقل تقدير تشغل حيزاً من تفكيره ، وجزءًا من قواته ، وتمثل مسمار جحا في الجدار الصهيوني . وتقسيم الجيش السوري وحله وتسريحه ، وتقسيم سوريه وتفتيتها علي أساس عرقي وديني ومذهبي ، يعد هدفاً رئيساً ، يجري العمل عليه علي قدم وساق ، بغض النظر عن الشعارات المستخدمة ، والرايات المرفوعة ، التي تدور في إطارها المعارك الطاحنة لإسقاط النظام ، وتقسيم الدولة ، وتسريح الجيش ، لأنه لن يبقي أمام المشروع الصهيوني سوي الجبهة المصرية ، التي يسعون بكل قوة إلي إنهاكها حالياً . وحلب هي إحدي المحافظات التي كانت تقع تحت سيطرة الجيش السوري الشرعي ، جيش الدولة الســوريه .

والمنطق يقول بأن القوات التي تأتي من خارج حلب سعياً للإستيلاء عليها هي القوات المهاجمة , وهي قوات المعارضة علي إختلاف فصائلها ، التي تضرب وتقصف الأماكن الموجود فيها القوات المتمركزة المدافعة  من داخل حلب ، وهي القوات السورية . والقوات المدافعة المتمركزة داخل حلب حين تضرب وتقصف فإنها تضرب وتقصف القوات المهاجمة الأتية من خارج حلب . ومن هنا يصبح التساؤل عن مكان وقوع قذائف الجانبين تساؤلاً مشروعاً ، والإجابة عنه تكشف الأكاذيب والأضاليل التي يروج لها الإعلام الأمريكي والغربي  . فالدعية المغرضة المصاحبة للمعارك الدائرة في حلب بين الجيش السوري وحلفائه ـ روسيا وإيران وحزب الله ـ من جانب ، والجماعات الإرهابية ـ جبهة النصرة ، وجيس الإسلام ، وأحرار الشام ، وداعش ـ وحلفائها ـ حلف الناتو ، وأمريكا ، وتركيا ، وقطر ، والسعودية ـ من جانب آخر ، تستهدف الجيش السوري والرئيس بشار الأسد ، عن طريق تزييف الحقائق ، والتلاعب بالعقل الجمعي . حيث يجري تصوير الجيش السوري علي أنه لا يستهدف سوي المدنيين ، وخاصة الأطفال ، والمستشفيات دون غيرها من أهداف ، كأنه قد تفرغ تماماً لهذا الأمر ، وقد نفض يده من قتال قوات المعارصة المسلحة المناوئة له ، والمستهدفة لإسقاطه . أما قوات المعارضة التي تسقط آلاف القذائف ، وتصب جم غضبها في كمية نيران غير مسبوقة ، فلا تسقط إلا علي مواقع الجيش السوري ، الذي يبدو أنه موجود في منطقة غير آهلة بالسكان ، مع أنه موجود في القلب من حلب . تلك هي الصورة التي يصدرها لنا الإعلام الغربي وتوابعه وملحقاته ومنظماته المدنية العاملة علي جبهات القتال المفتوحة هناك في أضخم عملية تزييف للوعي يشهدها التاريخ . حتي عملية قصف المستشفي في حلب جري تصويرها باعتبارها إحدي مجازر النظام السوري ، ثم أشارت أصابع الإتهام إلي الطيران الروسي ، فنفت روسيا ورجحت قيام  طائرات حلف الناتو بذلك ، ثم انحصر الإتهام في الطيران التركي ، ثم صرح كيري بأن قصف المستشفي قد جاء من مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية . وهكذا تاهت الحقيقة تحت ركام الزيف والتضليل . والطريف المبكي أن غارات النظام ضد فصائل المعارضة المسلحة دائماً مدانة من جانب الكافة ، وكأن المطلوب منه أن يضع يديه خلف ظهره في انتظار لطمات هذه الفصائل علي خديه ، أما ضربات الفصائل فهي مرحب بها دائماً . وقد نسي الجميع أن النظام السوري ، مهما اختلفنا معه ، لديه دائماً ما يدافع عنه ، ويكسبه شرعية لدي مؤيديه ومناصريه ، علي نحو أبقي عليه قائماً في مواجهة كل تلك العواصف لكل هذه السنوات . ونتكلم عن الفصائل المسلحة ـ رغم أنها مدعومة من جهات ودول وأجهزة مشبوهة ـ باعتبارها تقطر وطنية ، مع أنها مصنفة لدي بعض الدول والهيئات باعتبارها جماعات إرهابية . إذن فخلط الأوراق أمر مقصود ومستهدف ، والقصف الإعلامي للعقول يستهدف في النهاية تزييف الوعي ، وطمس الحقائق حتي تكون المواقف مضطربة ومشوشة ، فلا تنهض لها إرادة في مواجهة هذا الطوفان . أما محادثات السلام التي تجري هنا أو هناك ، فما هي إلا تضييع للوقت من ناحية ، وتبييض لكافة الإنتهاكات التي يرتكبها الجميع بلا استثناء من ناحية أخري . وهم لا يفعلون ذلك إبراءًا للذمة ، أو غسلاً للأيدي ، لأن الذمم خربة ، والأيدي مغموسة في دماء الشعب السوري . وستظل الأوضاع في سوريه علي حالها حتي يحقق أحد طرفي الصراع من أصحاب المصالح من غير السوريين بالضربة القاضية الفنية لأهدافه . إما أن تتفتت سوريه أو تبقي موحدة ، والجميع ستطارده لعنة الدماء المسفوكة بلا ذنب ولا جريرة .

حــســــن زايــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف