الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليس من الموالين بقلم عاصم عمر البرغوثي

تاريخ النشر : 2016-05-04
    ليس من الموالين 

(ما ولاؤه؟! لا منحة له!! ليس من الموالين!!)

   بمثل هذه الكلمات استقبل موظف أمني كبير صديق (أبي النور) حين سأله عن سر استثناء نائل البرغوثي من (منحة السكن) التي حصل عليها بعض من أمضوا ما يزيد على العشرين عاما في سجون الاحتلال.

   بعد ستة وثلاثين سنة قضيتها وراء القضبان تغتال عمرك وصحتك من أجل حرية شعبك وأرضك, يتساءل الموظف الكبير عن ولاءك لهذا الوطن الجريح!! ستة وثلاثين سنة يشهد لك فيها ستة وثلاثين ألف وجع وجرح وألم ومعاناة وقهر وحرمان ودمعة وزفرة وحسرة وآه بولائك لهذا الوطن المنكوب, ثم يتساءلون عن ولائك!!

  لا بأس عليك يا عمّاه.. لو أنك منذ لحظات الإفراج الأولى عنك في صفقة وفاء الأحرار رضيت أن تقول جملة واحدة توالي فيها غير الوطن الذي منحته عمرك وروحك, لجاءتك الوزارات والسيارات والفيلات والدولارات تطرق بابك وتقول: هيت لك, لكنك منذ تلك اللحظة قررت أن تكون كما أنت .. الرجل الذي يحب الوقوف على شوك الكبرياء في حين اختار سواه الجلوس على كرسي المبادئ, والمناضل الذي يرفض أن يركب موجة (الولاءات) ليضمن مستقبله مضحيا بتاريخه وماضيه, فالسائل الذي يرفض أن يأكل الخبز المغمس بعار الولاء المشترى بمئات الدولارات, لذلك ستظل تمشي في شوارع الوطن الذي تحبه ويحبك مرفوع الرأس, شامخ الجبين, عالي الهمة, وكلما مرَّ بك الموالون المشترون طأطئوا وأخفضوا رؤوسهم وغيروا الطريق.

   لا بأس عليك عماً وأخاً ورمزاً وصاحباً وأسوةً ومعلماً, فالرموز يا عمّاه تحمل قيمتها ما لا يمكن شراؤه بالمال, في حين يحمل غيرك قيمته برتبة وأوسمة الشرفية, وما ملأ به جيبه على عجل من حسابات البنوك من مختلف العملات, ربما يكون الرجل الذي لا يمتلك المال فقيرا يا عمّاه, وصحيح أن الأفقر منه رجلاً لا يملك المال بعد أن باع ولاءه وتاريخه مقابل حفنة من الدولارات, ألا إن شرف الفقر خيرٌ من نتانة الغنى.

   والعجيب أن هذه الأيام التي تمّ الاحتفاء (بنائل ستة وثلاثين عاما في الأسر) بهذه الطريقة  يُحتَفل فيها    (بمانديلا ثمانية وعشرين عاما في الأسر) بنصب تذكاري تغطيه الصحافة في رام الله, في حين سكوتها على طريقة الاحتفال بنائل البرغوثي.

   فيا أيها الموظف الكبير مَنْ الأولى أن يُحتفل به ويحتفى؟؟ إن الذي يجلب الأموال باسم جراحات الشعب وتضحياته ثم يحرم منها مستحقيها ليس أمينا على قضيته وحقوقه, فإما أن يعتدل أو يعتزل وإلا سيظفر بالثالثة التي لن يكون سعيدا بها أبداً, فالوطن ليس (كعكة) فيتقاسمها الموظفون, ولا صفقة ينهشها التجار, فالوطن عمرنا وجرحنا ونبضنا وحبنا, وإن هذه الأرض التي أبت الانصياع لأقدام الغُزاة لن تقبل الزاد بالصفقات ( الولاءات المشبوهة) فأمثال أبي النور لدى شعبٍ آخر تُنحت له التماثيل, وتُخلد سيرهم في صفحات الكتب بأحرف المجد والفخار, يتدارسها الأجيال, فأن يُؤمن له العيش الكريم والسكن الكريم فهذا ليس منّةً من أيٍّ كان مهما كان غير أقل حقه على شعبه ووطنه, ولا يحرمه ترفعه عن ولا استعلاؤه عن السؤال, فنائل برغوثي لا يحتاج شارة ولا رتبة ولا يزيد رصيده وقيمته وزارة ولا سيارة ووظيفة, كما لن ينقص قدره عشرات ألوف الدولارات التي مُنِحت لسواه.

  صدق المتنبي:

لا يُعْجِبَنّ مَضيماً حُسْنُ بِزّتِهِ وهَلْ تَرُوقُ دَفيناً جُودَةُ الكفَنِ
إن الذين انتقدوا (وفاء الأحرار الأولى) متهمينها بالحزبية وطالبين بوفاء الأحرار الثانية أن تكون وطنية, عليهم أن يسألوا أنفسهم عندما تكون الإفراجات هل يكون الوطن هو المعيار؟, أما عند الدولارات فتكون ولاءات الحزبية هي المعيار, بأي مكيال يكيلون, إن ستة وثلاثين مليون اعتذار وتوضيح لن يُبرِئ ساحتكم من عار الجريمة التي ستظل تطاردكم في أحلامكم ويقظتكم, وحين تمسون وحين تصبحون وعشيا وحين تُظهرون.

  وإلى حين تصحيح الجريمة المرتكبة بحق نائل البرغوثي ستظل يا عمّاه منارةً يهتدي بها التائهون, وقد اختار سواك أن يكون تائها  بلا منارة تهديه, وستظل بأسوتك القدس وولاءك الوطن, وأخيرا فمن أحق بالسؤال عن الولاء نائل البرغوثي سبعة وثلاثين ساماً وجرحاً وقهراً وفخراً أم الموظفون الكبار؟!

بقلم الأسير عاصم عمر البرغوثي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف