الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وليد جنبلاط....البيدر بقلم:حسام حسن أحمد الكحلوت

تاريخ النشر : 2016-05-04
وليد جنبلاط....البيدر  بقلم:حسام حسن أحمد الكحلوت
وليد جنبلاط....البيدر

لعب القدر لعبته بمسرح الأحداث بلبنان  فتبؤء وليد جنبلاط زعامة الدروز في العام 1977 علي عجالة بعد إغتيال والده الزعيم الناصري كمال جنبلاط ولبس عباءة المخترة لطائفته الدروزية بجبل لبنان وعمره لم يتجاوز أل 28عام؛ ولم يعرف التاريخ المعاصر شخصية أثارت الجدل والصخب كما وليد جنبلاط أو وليد بيك كما يحلو للبنانيين تسميته ؛ وبرع الرجل في القفز من تحالف لآخر أو حتي لنقيضه ؛ برشاقة و براعة راقص الباليه وفقاً لقراءات راداراته الفكرية والفلسفية وحسابات الربح والخسارة لطائفته التي تأتي بالمرتبة الرابعة بلبنان بعد  الموارنة (مسيحيين )درجة أولى يليهم السنّة ثم الشيعة فالدروز في المرتبة الرابعة و الأخيرة وهي التي تعود بأصولها الدينية إلي الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي الشهير....

كان وليد جنبلاط الفتي الوحيد لوالديه فعاش مدللاً يعشق السهر والصخب وركوب الدراجات النارية مما كان يغضب والده وهو يهيئه لتولي زعامة الطائفة من وراءه لاسيما أن السّنه جرت بمعني العرف هنا أن يُعمل السيف ذبحاً في آل جنبلاط ،فهذه ضريبة الزعامة وقد أرتضوا هم دفع ذلك الثمن عن طيب خاطر مقابل ذلك ؛ فأحيانا يحب المرء أن يعيش في ضوء الأحداث لا في ظلها حتي لو كان الثمن حياته ؛ فقد اُغتيل جده بالرصاص في العام 1921 علي يد شكيب وهّاب ؛ واغتيل والده كمال جنبلاط الاشتراكي القومي بالعام 1977 في جريمة كان مخططيها يريدوها أن تكون بشعة ومخيفة حتي تكون شرارة لأحداث طائفية تتورط فيها الطائفة فيسهل القضاء عليها ؛ حيث عثر في سيارة الجناة علي صفيحتين بنزين وخنجر مسموم ولا يعرف بالضبط من الفاعل وماذا كان ينوي بذلك غير ان وليد جنبلاط نفسه صرح أن حافظ الأسد هو من أمر باغتيال كمال جنبلاط لأنه تعدي خط احمر فاصلاً عندما صرح أن الأسد من أقلية علوية يحكم بلد سني كبير ...

وأتسمت سياسة وليد بيك بقدرة عجيبة وغريبة علي قراءة وإستشراف المستقبل بمهارة وبراعة كما لو كان العّراف الشهير (ميشيل نوستراداموس) ، فتجده يتنقل من تحالف ونقيضه ببرغماتية كبيرة واضعاً نصب أعينه مصلحة طائفته الدرزية ورصده لأنواء العواصف القادمة علي بلد صغير كلبنان يعادل مساحتة الضفة الغربية تقريباً  ؛ فتجده تارة متحالفاً مع سورية وحلفائها (حزب الله وأعوانه ) تحالف 8 آذار؛ثم يتركهم للانتقال إلي تحالف 14اذار غريمهم برشاقة عالية وخفة سريعة ليعود مجددا إلي التحالف الأول كلاعب البهلوان الرشيق ، مما يضع المرء حائراً من ذلك ؛ ومع ذلك هو بيضة القبان أو حجر البيدق برقعة الشطرنج .

* تحالف وليد بيك مع الراحل عرفات تحالفاً وثيقاً علي خطي  والده كمال جنبلاط وكان ينظر الي عرفات باعتباره معلماً وزعيماً بإنبهار واحترام فوقف وليد بيك مع الفلسطينين في كل معارك الثورة الفلسطينية ... وهو الذي قاد ثورة الأرز لإخراج الوصاية السورية من لبنان وهو ما كان ؛وهو يدور مع قراءته الإستباقية للإحداث فتارة هو مع سورية وأخري مع السعودية وبصراحة كما قال وليد بيك عن نفسه وتقلبات أحلافه انه لن يكون كلوح الثلج بل هي السياسة وفنونها وضرورات الحكم والتنبوء بالقادم .

لم يكتفي وليد بيك بالتحالف مع الفلسطينيين ضد الاجتياح الاسرائيلي بالعام 1982 بل و  وسمح جنبلاط لبعض فصائل الثورة الفلسطينية باستخدام سفوح جبال الشوف مقر الدروز  لقصف بعض مواقع حركة (أمل) التي حازت علي موافقة  النظام السوري بحصار المخيمات الفلسطينية وقصفها بالمدافع الثقيلة مما أدي بالفلسطينيين بالمخيمات ليقتاتوا حشائش الأرض واكل الحيوانات بالمخيمات بعد الحصول علي فتوى شهيرة بذلك من مفتي لبنان  ...؛ وبدون الخوض في تاريخ الحرب اللبنانية لأنها كبيرة ومتشعبة باختلاط لاعبين دوليين من القوي العظمي و عرب ويهود وسنة وشيعة وهلم جرا ...وكانت هذه الحرب من حركة أمل الشيعية علي المخيمات بتؤاطو أطراف دولية  لتجريد الفلسطينيين من السلاح طعنة بالظهر وهي ترّد بذلك الجميل لقوات الثورة الفلسطينية التي بعد مغادرتها لبنان تركت لحركة أمل ولحزب الله السلاح الثقيل الذي كان بحوزة الثورة الفلسطينية .

كما دخل جنبلاط حرب أخري بالعام 1983عرفت باسم حرب الجبل  1983 - 1984 للدفاع عن مناطق نفوذ الدروز في جبال الشوف ضد القوات اللبنانية والتي استمرت لعام واحد؛ وبالعام 2005 اُغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري حليف جنبلاط وكان الدور بعده علي وليد بيك قتلاً او اغتيالاً ، لولا برغماتيته بالتعاطي مع الاحداث والسكون عند الحاجة فلا ثابت او متغير في السياسة ...؛ و وجد وليد بيك نفسه بخطر محدق هوّ وطائفته بعد إجتياح حزب الله الشيعي لبيروت بالعام 2008 وتوجيه سلاحه للداخل اللبناني فيعُمل  نصر الله سلاحه  باللبنانين ،وكعادة الشيعة في قلب الحقائق  وعلي غرارمبدأ التقّية صرح نصر الله إن تلك الحرب كانت ضرورية لدرء الفتنة... بعكس حقيقتها فهي الفتنة نفسها ، مما الجأ وليد بيك مرة اخري للتحالف مع السوريين لتحجيم حسن نصر الله بعد انكسار حلفاء جنبلاط من حزب المستقبل بزعامة الحريري ببيروت ووصول معارك حزب الله الي تخوم مناطق الدروز بالشوف ...

و لنتذكر كيف إستطاع السيد وليد جنبلاط تجنيب الدروز بسوريا الذبح عندما احتلت جبهة النصرة بسوريا القرى الدرزية وتوافق مع تلك الجبهة بالعام 2015بأن يشّهر الدروز إسلامهم من جديد وتهديم قبور أوليائهم وتحويل خلواتهم إلي مساجد ، في مقابل وقف الجبهة تطبيق «أحكام الشرع» عليهم وعاصفة الانتقادات التي طالت ذلك لكن المهم هو كيف يحمي طائفته من الهلاك والمصير المحتوم .

وعلي الطريقة الجنبلاطية المثيرة للغرابة والدهشة يهيئ وليد بيك أبنه تيمور لتقلد زعامة الطائفة الدرزية بحياته فكان أول تصريح لتيمور وليد جنبلاط بان تصرفات أبيه تعرض الدروز كطائفة  للخطر !!! وما يبدو انه إنشقاق أو تناقض بين الأب وليد وابنه تيمور هو قمة التنسيق والتكامل بين الاثنين فهذه طريقة وليد جنبلاط المثيرة للجدل لكي يصعد ابنه تيمور للمسرح السياسي في لحظة ما عندما يقرر الاعتزال و إنسدال ستارة العرض الحمراء علي دوره الذي أداه ببراعة بالغة حتي قيل أن صوته كان أكبر من حجم طائفته فهل يكون الابن صِنْو أبيه .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف