الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يا صيف !بقلم:خالد عيسى

تاريخ النشر : 2016-05-03
يا صيف !بقلم:خالد عيسى
يا صيف !

على أبواب الصيف تنتابني عادة مشاعر صيفيّة ، يأتي الصيف وتأتي معه " صيفيات " متناثرة في مدن وبلاد وشعوب ، حاول صيف ما ان يتركها تتصبب من عرق الذاكرة ، لتصحو في هذا الصيف السويدي الذي لا صيف فيه ، ليجعلك ببلاهة حبيب فيروز الذي " اجا الصيف وانت ماجيت " ، او كما قالت العرب قديما : " في الصيف ضيعت اللبن " فانك في السويد " في الصيف ضيعت الصيف " ولبن الصيف المنتظر اشبه ما يكون بلبن العصفور بعيد المنال !

الصيف السويدي يقدم لك صيفا غير مكتمل تماما ، حين تشرق الشمس مترددة خائفة من مطر مباغت قد يحدث في أي لحظة ، تجعل السويدي دوما يحمل معطفه على يديه وهو يحتفل بشمس صيف مخادع !

لا صيف في الصيف في السويد ، الصيف السويدي مثل الاطفال الخدج يحتاج الى حضانة ليكتمل نموه ، ولذا يهرع السويديون في أرض الله الواسعة للبحث عن صيف حقيقي في بلاد غير بلادهم ، وايار هو شهر النفير العام لمشاريع السفر ولا حديث هذه الايام سوى اين ستمضي الاجازة الصيفية ؟

ومع بداية حزيران تطير الأجساد الشقراء نحو بلاد الشمس لصيف يحزم حقائبه ايار ، ويرتب مواعيده المنتظرة !

ولأن الصيف لا يأتي الى السويد ، تسافر السويد اليه لتمضي صيفها في صيف الاخرين ، وتستغل الاجساد الشقراء المكبلة بأغلفة الصوف شمس غيرها ، لتحمص اجسادها كخبز التوست على شواطئ الاخرين ، وتعود لتعرض ما تيسر من عريها بلون " البر ونزاج " المستورد !

في هذا الصباح .. وانا امارس موهبة جمل عربي في اجترار طعامه في قحط الصحراء الذي سمي سفينتها ، اجتر ذكريات صيفيات قديمة يوم كان الصيف صيفا ، ربما هي اشياء قد تبدو صغيرة وتافهة ، هي التي تجعل من الصيف كائناً حيّاً يتصبب عرقا تحت التيشرت القطني ، ويشم رائحة الظل تحت شجرة توت في يوم قائظ ، او تلك الرطوبة التي تدغدغ الابطين حين تتحول جريدة الى مروحة يدوية ، تفتعل هواء صناعيا لنسمة مقطوعة الانفاس ، او رائحة البطيخ حين تغري قطعة جبنة حموية فوق سطح منزل دمشقي تحت سفح قاسيون ، او قمر ليموني يتسلى بفلسطيني " ينط " من فوق سور عكا الى البحر ، او ليلة صيف بيروتية يحاول ان ينتحر ضجرها من فوق صخرة الروشة ، وهي تشرب النرجيلة في مقهى على صداع رأس بيروت ، او عبير شاي بالياسمين والبندق يمارس صيفه في " القهوة العالية " بسيدي ابو سعيد في ضواحي تونس ، او جبنة حلومي مشوية في مطعم قبرصي يرقص زوربا بين عرق ليماسول وعرق الاوزو ، في جزيرة احتكرت الشمس اسما حصريا لها ، 

الصيف صيف بدون قيد او شرط ، الصيف هو " الشورت " يكشف سيقانه الملوحة بالشمس بدون قيد او " شورت " الصيف هو الانعتاق ، انعتاق الجسد من عبودية الصوف في طلاقة القميص المفتوح الازرار ، هو الجسد البشري حين يعلن عن تمرده على ما اضيف عليه من ثياب حين يولد عاريا في غرفة الولادة ويموت عاريا في غرفة الانعاش !

الصيف هو الحرية حين تدق شمسه الحارقة عبودية الجسد البشري وتعيده الى طلاقتة كما ولدته امه عاريا من عورته التي تصنع عاره !
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف