الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غزة السجن الكبير بقلم : حسن حسين الوالي

تاريخ النشر : 2016-05-01
غزة السجن الكبير

بقلم : حسن حسين الوالي - غزة فلسطين
أسابيع من شد الأعصاب و الترقب والمعاناة لألاف الأسر في غزة المتضررة من قرار إسرائيل وقف إدخال مادة الإسمنت لعملية إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في عدوانها المتواصل على قطاع غزة في تعقيد جديد على آلية لإدخال مواد البناء هي في حد ذاتها
آلية معقدة وتنتهك الحقوق الإنسانية للفلسطينيين كبشر وتجعل عملية إعادة الإعمار أكثر تعقيداً بل شبه مستجيلة .
بعد أسابيع من شد الأعصاب والترقب والمعااناة يخرج لنا المسؤولون الفلسطينيون في القطاع العام والخاص بزفوا بشارة نجاح جهودهم الخيرة وضغوطهم القوية على " الجانب الإسرائيلي " بحيث رفع المنع و قرر إعادة إدخال الإسمنت " بنفس الآلية السابقة " لا حظوا معي " " بنفس الآلية السابقة" كمن يبشر الناس ببشرى سارة وكأن الآلية السابقة أصبحت محدد الجهود والضغوط والسقف السياسي و المطلبي للمسؤوليين الفلسطينيين ...
هذه الحالة تجعلني أعود للوراء ربع قرن من الزمان لتلك الفترة التى كنا فيها معتقلين في معتقل النقب الصحراوي ... كنا شباب لم تصل أعمارنا العشرين عاماً من العمر والخبرة ولكننا كنا نمتلك إرادة وعزيمة إصرار وقضية نتسابق للتضحية من أجلها ,, وكنا نمتلك إرث من التجربة الثورية والنضالية داخل المعتقلات أو خارجها إنتقل لنا برسالة حملها جيل بعد جيل .
بهذه الروح والتجربة كنا نفاوض الإحتلال في إدارة المعتقل المتسلحة بالقمع والمكر والغاز المسيل للدموع والرصاص والدبابات ...
كنا نقاوم سياسات المحتل بعنادنا وتضحياتنا وأمعائنا الخاوية ألم الجوع ولا مرارة الركوع والخنوع ... لا نساوم على حقوقنا وكرامتنا .
كنا كتلة صلبة متماسكة لا تمايز بيننا ولا إمتيازات ، من كان يقود ويفاوض المحتل هو نفس الذي يشارك باقي المعتقلين " برشهم " وطعامهم المتواضع و خيمتهم ، يرتدي نفس ملابسهم ويأكل من نفس أكلهم , يفرح معهم ويتألم معهم ، لا يتميز عنهم عنهم سوى بتحمل حجم من المسؤولية أكبر و التضحية أكثر وخدمتهم.
في هذا الواقع كان من البديهيات التفاوضية مع المحتل بأن إدارة المعتقل عندما تستشعر بقرب قيامنا بخطوة نضالية مطلبية إحتجاجية للمطالبة بتحسين ظروفنا الإعتقالية كانت تلك الإدارة تقوم بخطوات إستباقية بحيث تسحب كافة الإمتيازات القليلة التي كانت تعطيها للمعتقلين وهي من المتواضعات المعيشية ولكنا كانت تعتبر أشياء كبيرة بالنسبة المعتقلين في ذلك الواقع من الحرمان و الضغط الذي تفرضه إدارة الإحتلال .
وكان لنا تكتيك بديهي أمام هذا التكتيك التفاوضى للمحتل نرفع سقفنا التفاوضي ونحدد أولوياتنا بحيث يكون الحد الأدني من مطالبنا يتجاوز الحد الذي كان فيه واقعنا قبل القيام بأي خطوة نضالية بمعنى لا مفاوضات على العودة للوضع السابق وإلا تكون كل التضحية التي دفعناها ذهبت أدراج الرياح .بلا ثمن ..
هذه المواقف والتجربة تستحضرني وأنا أطالع البشائر التي يزفها لنا المسؤولون بخصوص سماح " الجانب الإسرائيلي" إدخال الإسمنت لقطاع غزة بنفس الآلية السابقة ، وكآن الآلية السابقة أصبحت محدد وسقف لمفاوضات المسؤولين ، وليس فيها من الظلم وإمتهان حقوق الإنسان و التعقيد ما فيها .
لا غرابة في الأمر فقد ذهب الزمان الذي كان فيه من يفاوض المحتل هو نفس الذي يشارك باقي المعتقلين " برشهم " وطعامهم المتواضع و خيمتهم ، يرتدي نفس ملابسهم ويأكل من نفس أكلهم , يفرح معهم ويتألم معهم ، لا يتميز عنهم عنهم سوى سوى بتحمل حجم المسؤولية أكبر و التضحية أكثر وخدمتهم والسهر على رعايتهم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف