الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحياة إدارة.. والإدارة في الحياة علم وفن ومهارة المقالة (1): من أين أبدأ بقلم: هيثم عطية التميمي

تاريخ النشر : 2016-05-01
الحياة إدارة.. والإدارة في الحياة علم وفن ومهارة   المقالة (1): من أين أبدأ بقلم: هيثم عطية التميمي
الحياة إدارة.. والإدارة في الحياة علم وفن ومهارة   المقالة (1): من أين أبدأ

هيثم عطية التميمي باحث دكتوراة في الإدارة العامة

ممارس التخطيط الاستراتيجي القومي والتطوير الإداري والمؤسسي


الإدارة علم وسائل متصل لايرد فيه مايلغي سابقه بل يحدث التراكم فيه جراء إدخال متغيرات جديدة تقدم لنا مفاهيم مستحدثة لمضامين قائمة، تسهم في تبصير أهمية الإدارة من زاوية العلاقة بينها وبين كافة المتغيرات الإيكولوجية، وذلك كونها مجموعة من المفاهيم والتوجهات الفكرية في الأساس، ومغلفة بتأثيرات إجتماعية وثقافية تتصل بالمجتمع الذي تمارس فيه وتعكس خصائصه، وهذا يستدعي بالضرورة أن تقدم تعريفات واضحة لتلك المفاهيم كي يصبح بالإمكان قياسها وبالتالي إدارتها والحكم على كفاءتها وفعاليتها وبلا شك جودتها، وهنا يكمن السؤال حول تعريف الأشياء.

يتساءل الكثيرون عن أسباب تعريفنا للأشياء والظواهر التي تحدث بيننا و حولنا وتعيش فينا وبيننا، وتكون دوماً موضوع نقاشنا ومحور حوارنا، نتداولها ونتجاذب حولها أقطاب الحديث في كل مكان وطبعاً في أي زمان. وهنا قد يجيب البعض على ذلك بأن تقديمنا تعريفاً للأشياء والظواهر ما هو إلا وسيلة نتجنب من خلالها تحويل مداولاتنا وأحاديثنا وحواراتنا حولها إذا لم يتم تعرفيها إلى (حوار الطرشان) أو حتى لا يصبح الجدل فيها بيزنطياً. فبالتعريف يتحدد المعنى والمقصد وتنتفي معه أبواب الجدل والتأويل، وترهات القال والقيل.

وبما أنني إنسان متشائل بطبعي فإنني أزعم بأنها كثيرةُ هي الأشياء والظواهر التي لم يصار إلى تعريفها واستهلكت جل أوقات مجتمعنا الفلسطيني في الحوار والجدال دونما وضوح معانيها أو تحديد مقاصدها بألفاظ تفسرها كي ترقى إلى ما يسمى بالتعريف.

إذن فتح باب الإجتهاد وأشرعت نوافذ التأويل وأطلقت يد الفتوى بغير علم، وبدأ كلُ يدلي بدلوه، الأمر الذي اشتعلت بسببه نيران الجدل وسادت معه روح التعارض والإختلاف وضاقت فيه مساحة الوفاق والإتفاق، وسواءاً كان مسرح المواجهة واقعياً بيتاً كان أم مقهى أو مكان عمل، أو كان المسرح إفتراضياً على وسائل التواصل الإجتماعي للإفتاء. ولذلك فإنني -العبد لله- أستطيع القول بأننا دخلنا حالة حوار الطرشان التي أصبحنا فيها لا نعرف عما نتكلم.

واستثماراً لتلك الفجوة يتدخل بعض العالمين بمآلات الأمور ليبرزوا مالديهم من بصيرة، وقدرة، وعلم، وحاسة عاشرة، لتفسير المعنى وتعريف ما هو ليس معرف، فيتجه معنى تلك الأشياء والظواهر إلى حيث الوجهة التي أريد لها أن يتجه بها المعنى، فيشاع المعنى ويعم، لأن قائله هو العارف بالأمور والواصل بالجسور، ومع تعدد العارفين والعالمين، وتنوع مشاربهم الفكرية والأيدولوجية يصبح التعريف متعدد الأوجه والجوانب فيأخذ المعنى الواحد في أذهان السامعين عدة مقاصد، ويتشكل في أكثر من صورة ويستدعي استذكاره في مخيلتنا أفكاراً شتى ترتبط بتلك المآلات.

وبعد أن يجري المعنى الشائب في أدمغة السامعين مجرى الدماء في الأوردة والشرايين، قد يتاح لبعض الفاهمون التدخل لتصويب المعنى من ما لحق به من غموض وتحريف ليصبح المعنى بعدها أكثر وضوحاً ونقاءاً وفهماً بالمقصود، ولكن للأسف جاء متاخراً لأنه ببساطة ما حصل قد حصل حيث تضاربت الحروف وتصارعت الألفاظ وأصبح التعريف كأنه لم يكن فالزمن عدو الجمود.

وبذلك تتسع المشكلة بأن ماكنا نتحدث عنه وتم تعريفه بعد عناء، قد اتسعت حلقاته حتى بات أكثر حاجة إلى تحديد وتوضيح وتفسير بل أصبح يحتاج أيضاً إلى تثبيت، وهنا عدنا والعود ليس أحمد الى ماكان في سابق العصر والأوان لندخل مرة أخرى في حوار الطرشان.

 وذلك ليس لأن مانتحدث عنه غير معروف، ولكن لأن مانعرفه عنه غير معروف.

لذلك ولذلك فلنمضي سوياً لتحديد معنى كثير من الأشياء والظواهر والتعاريف في الإدارة، وحولها خاصةً تلك التي شابها ما شابها من عوار تسببت به سهام العارفين وبنيت في ضوءها مواقف السامعين، وربما أحداث بل وأيضاً استجلبت تجارب إدارية التزمت بالشكل وابتعدت عن المضمون، لعلنا نتمكن من معرفة أين نحن الآن ؟ وإلى أين نريد أن نصل؟  وكيف نصل إلى ما نريد ؟؟؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف