الأخبار
الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصل
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خبزٌ مغمس بالدماء..الشاهد الوحيد على الجريمة بقلم: إباء حسام الدين المدهون

تاريخ النشر : 2016-05-01
قنابلٌ تتساقط وحجارةٌ تتهاوي، صريرُ اسعافات تتلاحق وصرخاتُ ثكلي، كان يسمع ذلك كله قبل أن يرمق لطفليه النظرةَ الأخيرة قبل أن يخرجَ ليحضرَ رغيف الخبز لهم، سمع ذلك كله إلا أنه لم يمنعهُ شيئاً من ذلك، آثر الخروج على نفسه لينقذ طفليه من جوعٍ يداهم معدتهم.
نطق الشهادةَ الأخيرة قبل أن يخرج، بعد محاولات وصل مخبز "حلب" الصغير، نجح في الوصول وبعد صراعات حصل على أرغفة الخبز لطفليه، رجع والسعادة تغلغل في صدره ربما يستطيع أن ينقذ طفليه، إلا أنه كان هناك صاروخٌ ينتظر فرحته كي يقتلها.
هوى على الأرض ساقطاً، أصبح المكانَ حوله بياضاً ناصعاً جميلاً، تناثرت تلك الأرغفة معبقة بدمه، سقط قبل أن يُسقطَ الخبز في فم أطفاله ولم ينقذهم، وبقي هناك تلك الأرغفة المغمسة بالدماء الشاهدُ الوحيد على الجريمة.
مرت الساعة والأربعة، مر اليومُ كاملاً، مازالوا ينتظراه ليس من أجل الخبز وإنما من أجله هو، فالنظر لعيني والدهم تجلب الحياةَ أكثر من الرغيفِ نفسه، تكتفوا وجلسوا في الزقاق ودمعةً شقت ذاك الطريق وربما عرفوا أين مصير والدهم الآن.
ليست قصة من الخيال أو رواية أرويها، هي قصة من القصص اليومية الدامية لحلب ومجازر النظام السوري الطاغية الأكبر، نراها وفقط نصمت ونكمم أفواهنا معلنين حالة الصمت المطبق.
نحن لا يفصلنا عنهم إلا شبكاتُ التواصل وفي الواقع يفصلنا سماءٌ وأرض يفصلنا كواكب وكواكب، هناكَ الحياةُ تختلف تماماً عن هنا، هناك الموت يعيشُ حتى بين الأزقة، ونحن يعيشُ بيننا وفينا الخذلان منذ أن رحل المعتصم وصلاحُ الدين.
أطفالهم شاخوا قبل آوانهم، ونحن نرى كلماتهم تلك التى تكبر عن عمرهم أعماراً، حروفهم التي ترنُ في أسماعنا وما زلنا مبلدين صامتين قلوبنا نائمة كأهل الكهف وأكثر.
نشاركهم الشعارات والصور والكلمات، أتراها أنقذتهم من المجازر؟ أم خففت عنهم ألما يعتصر قلوبهم؟
وقف الكلام عن الكلام، فلا الحروف تكفي ولا الروح باتت قادرة
والسلام ألف السلام على أرواحهم الطاهرة صعدت للسماء على أجنحة الملائكة وبيقينا هنا ليعذبنا صمتنا، وتلعننا الأيامُ ألف مرةٍ على صمتنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف