الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا تطورت صناعة السلاح؟ بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2016-04-30
لماذا تطورت صناعة السلاح؟ بقلم:فاطمة المزروعي
لماذا تطورت صناعة السلاح؟

فاطمة المزروعي

 يتفق علماء الاجتماع، وعلم الإنسان والتاريخ والآثار أيضاً، على أن صراع الإنسان ضد الإنسان، بدأ منذ فجر البشرية، ولم تكن القيم والأديان والمبادئ أو الرحمة والعدالة لتمنع اندلاع تلك الصراعات، وذلك لأسباب يطول شرحها، لكن من البديهي أن معظم تلك الصراعات كانت تتم بشكل فردي أحياناً، وجماعي في أحياناً أخرى، خلال عصور ما قبل التاريخ، ويكون محورها الصيد والطعام.

 الإنسان في تلك الحقب الغابرة طور أسلحة بدائية لتساعده على صيد الطرائد، وأيضاً ليحمي نفسه من الحيوانات المفترسة، لكنه سرعان ما استخدم هذه الأسلحة ضد الآخر، عندما يحتاج الأمر للهجوم أو للدفاع.

ويقال إن اكتشاف الإنسان النار، هو الذي دفع بهذا الإنسان نحو التميز والرقي، ونحو التمكين في الأرض، بل هي التي ساعدته على التفوق الشامل والقاضي على جميع الحيوانات الأخرى المنافسة، فالنار ارتقت بالإنسان، وكانت نعمة عظيمة من الله وهبها وسخرها لخدمة البشرية. وعلى الرغم من الإنسان تعلم طهي اللحوم مصادفة كما يقول العلماء، وذلك عندما ذهب نحو الغابات التي احترقت بفعل الصواعق أو شدة الحرارة ووجد حيوانات وقد شويت من النار، وكانت رائحة لحمها زكية، ثم وجد أن مضغ اللحم بعد شوائه ألذ من تناوله نياً، ودون شواء، وهكذا بدأ الإنسان يصيد الحيوانات ثم يقوم بشواء لحمها، ثم أخذت عمليات الطهي في التطور.

لكن للنار فائدة أو نقمة أخرى، وهي أنها أوجدت صناعة كبيرة للأسلحة، وتبعاً لهذا تمكن الإنسان من صناعة سلاحه من السيوف والأدوات الحادة، وبرع فيها، وصولاً للرماح والسهام، وانتقل من استخدام الخشب إلى استخراج الحديد ثم استخدامه في صناعات مختلفة من أهمها وأبرزها صناعة السلاح.
 
ولم يكن للإنسان أن يعرف الحديد وتسخيره لولا وجود النار، لأن الحفر في الكهوف وداخل الجبال، كان يتطلب الضوء وهو ما وفرته له النار، في نهاية المطاف، تماماً كما بدأ كل شيء بالتدريج، من الطعام، والصيد، والطهي، والحماية والدفاع والهجوم، وكما تطور هذا الإنسان من ارتداء جلود الحيوانات التي يصيدها وصولاً لحياكتها وتفصيلها، كانت قصة صناعة الأسلحة هي الأخرى تمر بمراحل متعاقبة، وتأخذ دوراتها الزمنية التي تحتاجها من التطوير والابتكار والتحديث، لأنه بعد معرفة كيف صناعة السهام والرماح والسيوف والخناجر ونحوها، بدأ الإنسان يتطلع لتطويرها، حيث وضع سهام متعددة تطلق من نشاب واحد، ورماح أقوى تجرها عربات الخيول، وصولاً للمجانيق والنبالات الضخمة الكبيرة التي تصنع من الخشب.

وفي بداية تاريخ المجانيق كانت ترمى بعد وضع الحجارة، ولكن تطورت الفكرة وباتت توضع فيها كريات ملتهبة بالنار، ويرمى بها العدو، ولم تمكث هذه الطريقة طويلاً، حتى لاقت تطويرات أكثر وأكبر، وبرغم أن معظم هذه المخترعات جاءت من الحاجة ووفق البيئة المحيطة بإنسان ذلك الزمن، فإنها تميزت بالجودة وإمكانية التطوير عليها، وهو ما حدث في نهاية المطاف، فانتقلت الصراعات بين جماعات محدودة بسبب الصيد والمراعي، لتصبح حروباً أكثر عدداً وتستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، وتبعاً لهذا استمر التطوير، لأن الحاجة للصراع لم تخفت أو تتوقف، ومعها كانت كل حضارة تقوم ببناء مصانعها الخاصة وأسلحتها التي اشتهرت بها، حتى إن السيوف باتت تعرف بأسماء حواضرها ومدنها، وكأنها ماركة مسجلة تعرف الشاري بالجيد والرديء.

من خلال هذا العرض المختصر والسريع، نصل إلى أنه لا يمكن أن نظل مكتوفي اليدين من دون استعداد وتجهيز، ومن دون أسلحة تفيد في حمايتنا ضد أي أخطار خارجية قد تعترضنا، صحيح أننا مع السلم ومع التسامح والمحبة، لكن هذه القيم لا قيمة لها إذا لم توجد لدينا قوات مسلحة قوية تحميها وتذود عنها، فهذا نحن نرى المساعدات الإنسانية في اليمن الشقيق على سبيل المثال، والتي تضم علاجات وأدوية لا تدخل للمحتاجين إلا بالقوة العسكرية التي تحميها وتحمي الأطباء والعاملين، وهكذا فإن القوة هي خيار بديهي، نحمي به مقدراتنا وقدراتنا. 

إن تاريخ البشرية يضم بين جنباته خير دليل، على أهمية أن تكون قوياً لتحمي وجودك وانجازاتك وتساعد الضعفاء والمساكين والأبرياء.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف