الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا خايف بقلم:هادي جلو مرعي

تاريخ النشر : 2016-04-28
أنا خايف بقلم:هادي جلو مرعي
أنا خايف

هادي جلو مرعي

نعم  وقد تأكد لي بعد دراسة معمقة إن المجتمع العراقي يعاني من إختلال نفسي ووجداني وعقلي والدليل إن الجرائم التي ترتكب فيه تستهدف في الغالب الأطفال وتعتمد نوعا من العصبية القبلية والدينية والحقد والضغينة، فمامعنى أن يتم قتل عديد الأشخاص من قبل مجرمين بالساطور وبالطبر وبالسكين والحراب، أو أن تقلع عيون الأطفال وتحرق أجسادهم وترمى بعضها في المزابل وتختطف ويمثل بها وهذه الجرائم في تزايد مستمر دون أن يمارس القانون فعله ليردع المجرمين والقتلة الذين تكون أسبابهم للقتل تافهة للغاية، فالجشع للمال والعداوات والبغضاء يدفع ثمنها الأطفال في مجتمع لم يعد فيه للقيم دور بل هي مجرد عبارات تكتب أو تنطق لاأكثر.

الشعب العراقي ضحية الدكتاتورية والقمع الأهوج والحروب القذرة والتعصب والحصارات والهمجية والبداوة القديمة والنفاق المستشري. وكلها صارت تؤثر في نفوس الناس العاديين.. أحد ضباط الشرطة يضع في مسدسه إطلاقات نارية غير حقيقية، وعندما سؤل عن السبب قال، أنا عراقي لاأضمن نفسي في حال الغضب أن أقتل نفسي أو أقتل شخصا يجادلني في مسألة ما فأكون قاتلا دون شعور مني بحجم الكارثة التي قد أسببها لنفسي وللآخرين.

الوضع الراهن هو إمتداد لسنوات طويلة من الظلم والتجبر والحرمان والأوضاع الإقتصادية المتردية وفقدان الحرية وغياب أفق الحل لمشاكل عميقة في المجتمع الذي يعيش تناقضات غريبة، فهو متدين غاية ، ومنافق غاية النفاق، وسريع الغضب، ويفتعل الصدام على مستوى العشيرة والدين والمذهب والسياسة، ويقدم على أفعال غير مأمونة العواقب، وتقود الى الفوضى والإحتراب.

لم تمارس أي حكومة عراقية منذ العهد الملكي وحتى اليوم دورا حقيقيا في صناعة إنسان مثالي، بل مارست كل أساليب الترهيب والقمع ونشر مظاهر الفتنة والتخريب وتعطيل الحياة السياسية والإقتصادية وحرمان الناس من حقوقهم، ولم يكن بمقدور المواطن العراقي أن يشعر بحقيقة وجوده وكرامته الممتهنة على الدوام، وإلا فما قيمة وجود إنسان تدخله حكومته في حرب أمدها ثماني سنين عجاف قتل فيها الملايين وشرد مثلهم وهجر وأعيق وترمل ويتم ونزح وهرب وأعدم وسجن وجاع؟ ثم ماقيمته وهو مجبر على تحمل تبعات حماقات الحكام ليعيش حصارا دام لثلاثة عشر عاما مات خلالها مئات آلاف الأطفال جوعا ومرضا؟

واليوم وبعد ثلاثة عشر عاما من التغيير تستنزف طاقة هذا العراقي في المنافسة السياسية غير المتكافئة وتضيع حقوقه ويغيب عن المشاركة الفاعلة في صناعة القرار ويبتلى بالإرهاب والفساد والحرمان المتجدد فيتحول الى كائن مهمل وقد يتوحش ولايعود يهتم للقيم والأدب والفضيلة فيكون مجرد جسد بلاروح ولاضمير ولاعقل، بل هو آلة قتل صماء سرعان ماتلطخها الدماء، دماء الضحايا.

نقابة الصحفيين العراقيين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف