الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في المخيم.. بين رصاصتين أو أكثر بقلم: ‫هيثم أبو الغزلان

تاريخ النشر : 2016-04-26
في المخيم.. بين رصاصتين أو أكثر بقلم: ‫هيثم أبو الغزلان
في المخيم.. بين رصاصتين أو أكثر..
بقلم: ‫هيثم أبو الغزلان

فجأة.. وبدون مقدمات. بدأنا نسمع صوت الرصاص المرعب في مخيم عين الحلوة. أفزعنا الصوت، كما أفزع الطفل محمداً، الذي نهض مذعوراً والوجوم بادٍ على وجهه!! كما على معظم وجوه الحاضرين في منزل ذويه، غير أن البعض الآخر بدا أنه غير مكترث. "لقد تعودنا على ما يحصل بين الفينة والأخرى"، تقول خالة محمد.

بدأ صوت الرصاص يتزايد، وفي الوقت نفسه، بتنا نسمع الضحكات تتعالى على نكتة أطلقتها الجارة.. بينما أصوات قرقعة الطناجر تعلو، فاليوم والدة محمد تستعد لطبخ "المجدرة"..

رغم ما يحصل من اشتباكات، إلا أن الحياة تكاد تكون طبيعية في المنزل.. نكات عديدة يطلقها البعض كأنهم يريدون إثبات مقولة "نكّت عليها تنجلي".. و"المجدرة" يسير إنجازها وفق ما هو مخطط له. أما "النرجيلة" فهي أمر لا مفر منه، حتى وإن كان إشعال فحمها سيُشعل بالرصاص أرجاء المخيم!!

إطلاق الرصاص في كل الاتجاهات، وأصوات الانفجارات تتعالى، "اقترب تحرير القدس"، يقول بخباثة أخي عامر. تجيب أم أحمد: "لا، بعدنا مطولين شوي على تحرير القدس، لأن البعض يريد تدمير المخيم قبل ذلك"!!. فيتدخل جارنا في الحديث وهو ينفخ دخان "النرجيلة": "بعض سكان المخيم هم يهود أكثر من اليهود"، وينفجر ضاحكا. لم يعجب هذا الكلام الحاجة أم سامر التي دعت الله أن يُنجّي المخيم وأهله من كل سوء، وغادرت المكان قائلة: " بدّي أروّح أطبخ للأولاد، أحسن ما يروحوا يشتروا سندويشات من المطعم".

بعد قليل، هدأ صوت الرصاص، يبدو أن هذه الجولة قد توقفت.. لكن الجميع مقتنع أن الأمر ما يلبث أن يعود للانفجار مجددا، والأوضاع تتأزم من جديد، ليشهد المخيم وأهله جولة جديدة من الصراع العبثي، تقول جارتنا. ورغم عودة الهدوء، إلا أن بكاء الطفل محمد لم يتوقف. "بكرا بيتعوّد على هاي الأصوات"، تقول والدته بحسرة.. لم يعجب الحديث جارتنا أم فادي التي قالت: "يمكن عاملها على حالو!! قومي شوفيه!!".. هادا ما بيفهم شو بيصير بالمخيم بعدو صغير!!"..

ضحك والد الطفل محمد، وقال باستغراب: "كيف ما بيفهم؟!! لو ما بيفهم الصبي ما كان كل ما طلعت شوية رصاص بكي من تِمّو، وعمل على حالو من تحت!!.. مش معقول كل ما طلع شوية رصاص لازم يزيد عندي ثمن الحفاضات لابني محمد".

وما كاد ينهي كلامه حتى انفجر الجميع بالضحك..

.. لم يكن خفوت صوت الرصاص نهاية للأمر، فأهل المخيم اعتادوا على الاشتباكات "بطعم" و "بدون طعم"، وميزة هذه الاشتباكات الداخلية أن الرصاص يُطلق فيها في كل الاتجاهات إلا باتجاه العدو، كأن الله أوصانا بالحفاظ عليه!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف