الكاتب هاني السالمي
[1]
الحارس
لم يكن حارسُ البيارة الذي كان يركض خلفنا حين كُنا نسرقُ حباتِ البرتقال، إنه الظلّ، بعد مراقبة طويلة جدا، تأكدنا من ذلك، هذا الظّلّ، لم يكن له أقدام، ولا يدين، كان مجنوناَ بطعم البرتقال، ولسوء حظ الظّلّ لم يقدر أن يقطف حبةً واحدةً عن الشجر، فكان ينتظر أي أحد يسرق، فيركض خلف حتى تقع الحبات، فيلتهمها.
لا أعلم لماذا احببته، كل مرة أسرق فيها البرتقال، كنت أتعمد أن ألقِ حبةً أو اثنتان لهذا الظّل...
[2]
فانوس
مللت جدا، وحاولت أن تتفاعل لكن دون جدوى، قال لها: لك ثلاث خيارات، لتكسري الملل، قالت: أريد أن أكون شتاءً، فصارت، انطلقت بشتائها، تمطر، تصنع برك مياه صغيرة لأطفال، توزع الغيوم والبرد على الناس، زاد مللها من فكرة الظهور لمرة واحدة في السنة، اعتذرت للشتاء، قالت: أريد أن أكون بحراً، فصارت، انطلقت تلعب بالسفن، تلاحق الأسماك، تلون خدودها بالمرجان، لكن في يوم غرق طفل داخلها، فخافت من فكرة الموت فاعتذرت للبحر، أخيرا اختارت أن تكون فانوساً، لتضيء الظلام، فصارت، انطلق تبحث عن الظلام واللون الأسود، جاء رجل واخذها وعلقها في بيته، صار يستخدمها وقت الظلام، كانت سعيدة في أول الأمر، وحين اكتشفت إنه آخر خيار لها، حاولت أن تعود، لكنها فشلت، فماتت، فجاء الرجل بفانوس جديد، ووضعه بدلها، وألقاها في الشارع، عاطلة عن التجديد.
[1]
الحارس
لم يكن حارسُ البيارة الذي كان يركض خلفنا حين كُنا نسرقُ حباتِ البرتقال، إنه الظلّ، بعد مراقبة طويلة جدا، تأكدنا من ذلك، هذا الظّلّ، لم يكن له أقدام، ولا يدين، كان مجنوناَ بطعم البرتقال، ولسوء حظ الظّلّ لم يقدر أن يقطف حبةً واحدةً عن الشجر، فكان ينتظر أي أحد يسرق، فيركض خلف حتى تقع الحبات، فيلتهمها.
لا أعلم لماذا احببته، كل مرة أسرق فيها البرتقال، كنت أتعمد أن ألقِ حبةً أو اثنتان لهذا الظّل...
[2]
فانوس
مللت جدا، وحاولت أن تتفاعل لكن دون جدوى، قال لها: لك ثلاث خيارات، لتكسري الملل، قالت: أريد أن أكون شتاءً، فصارت، انطلقت بشتائها، تمطر، تصنع برك مياه صغيرة لأطفال، توزع الغيوم والبرد على الناس، زاد مللها من فكرة الظهور لمرة واحدة في السنة، اعتذرت للشتاء، قالت: أريد أن أكون بحراً، فصارت، انطلقت تلعب بالسفن، تلاحق الأسماك، تلون خدودها بالمرجان، لكن في يوم غرق طفل داخلها، فخافت من فكرة الموت فاعتذرت للبحر، أخيرا اختارت أن تكون فانوساً، لتضيء الظلام، فصارت، انطلق تبحث عن الظلام واللون الأسود، جاء رجل واخذها وعلقها في بيته، صار يستخدمها وقت الظلام، كانت سعيدة في أول الأمر، وحين اكتشفت إنه آخر خيار لها، حاولت أن تعود، لكنها فشلت، فماتت، فجاء الرجل بفانوس جديد، ووضعه بدلها، وألقاها في الشارع، عاطلة عن التجديد.