الأخبار
هنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلإصابة 10 جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تَأَبَطَ تَمْرًا بقلم:سميرالهواري

تاريخ النشر : 2016-04-23
تَأَبَطَ تَمْرًا بقلم:سميرالهواري
تأَبَّطَ تَمْرًا سميرالهواري
( أوراق منتزعة من سفر الجوع )

سميرالهواري

رغم الوهن الذي استوطن جسده منذ مدة بعيدة ، لم تمنعه طول المسافة من ركوب دراجته الهوائية عابرا الجسر العتيق باتجاه الضفة الأخرى من النهر ، إنتابته همة آملة جعلته يجدّ في قطع الطريق ، متحسسا جيبه بين الفينة والأخرى حيث نقوده التي أودعها محفظته ؛ كانت آخرما تبقى من ثمن القلادة الذهبية التي باعها منذ أيام ليشتري بثمنها بضعة كيلو جرامات من الذرة العتيقة التي ستخلطها زوجته مع أشياء أخرى باتوا لا يعرفون ما هي ؛ فغاية ما ينشدون ، أن يكون هناك خبزما يسكت البطون الجائعة .
ذكروا أن هناك مخازنا للتمر في الجهة الأخرى عبر النهر ؛ قال أحد المتحدثين :
لماذا هذا التكالب !! إن هو إلا تمر يستخدم كعلف للحيوانات ؛ حاول أن يضحك فخرج الهواء من أنفه في سخرية مريرة .
صفع وجهه هواء بارد أدمع عينيه ، لاحت أمام عينيه دمعة حاولت زوجته أن تخفيها وهي تنزع قلادتها ، فشعر بالعجز .
الحياة هنا لم تعد كسابق عهدها ، يد القسوة طالت كل شئ ، أنشبت مخالبها في وداعة الصباح ، خنقت ضحكات الأطفال ، وأسالت الكحل على خدود الإباء ، خلفت الندوب غائرة في خواصر البيوت ، ووجوه الشوارع التي شوهتها الحفر ، حتى النخيل هنا لم يسلم من القتل .

الأسعار ترتفع بسرعة جنونية لا يعادلها إلا ارتفاع أصوات القصف الذي اعتقل الأمان ملقيا به نحو هاوية العدم ؛ المواد الغذائية تنضب وتتلاشى من الأسواق ، ومعها الأمل حتى التمر المحصول الرئيسي للوطن هو أيضا تخلى عنهم ، لم تعد هناك أدنى قيمة للنقود وللإنسان أيضا .
تواتر الدراجات على الطريق أعاده إلى مشهد ظل يلح على ذاكرته استحضره في محبة يشوبها الألم ؛ تذكر حين أعلنت الحرب على الوطن ، نزوح سكان العاصمة باتجاه غرب القلب ، ذلك الشعور باللهفة ، الأبواب المشرعة ، والموائد العامرة بالمحبة .

إنتابته قشعريرة جعلته يتوقف ، طرقت ذاكرته سنوات الحصار وكيف أنها لم تكن بهذه القسوة الدراجات المتتالية تحثه على الإسراع فاستأنف سيره وصدى أغنية قديمة ينسال إلى وجدانه
في وجع ( هلي يامن ضيعوني ).

لم يكن صعبا أن يظفر بكيس كبير من التمر رغم الأعداد المتزايده على الشراء ، تأبطه بقوة ثم احتضنه وهو يرفعه واضعا إياه في صندوق الدراجة بعناية شديدة ؛ لاحت له وجوه أطفاله
فرحة باسمة ، فلمعت عيناه وامتطى دراجته في نشوة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف