رسالة متأخرة
عندما تتوه مني الكلمات وافقد القدرة على استعادتها ادرك انها تنزوي في زوايا وأعماق سحيقة فالحزن الذي يخيم علينا والحنين على الماضي الجميل جراء ما فقدنا قبل مئة يوم من الآن لا يمكن أن تصفه كلماتي البسيطة !! فيوسوس لي قلمي الحزين بكتابة رسالة أعلم أنها متأخرة ومتأخرة جدا لكني على ثقة بأنها ستصل .. فكما قال القدماء أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا ... رسالتي هذه إلى ابن أمي الذي لم تلده عماد الغائب الحاضر فينا ما حيينا .. أعلم يا عماد أنك تقرأ كلماتي البسيطة و أعلم أنها ربما تعجبك وربما لا و أنت الطبيب النجيب المحب للقراءة فما زلت أذكر أخر مرة رأيتك فيها وأنت تقرأ دواوين أحمد مطر .. ولا زلت أذكر كيف أنك كنت تبحث بجد مع رائد عن الكتب التي طلبتها من مكتبات القاهرة !! واعلم يا أخي أن الأثر الذي تركته لا يمكن أن تمحوه الأيام والسنين وان طالت وأستطيع أن أزعم أن تسميتك لم تكن وليدة صدفة إنما هي من تدابير القدر فلكل امريء من اسمه نصيب وكنت أنت العماد لمن حولك ومن عاشوا معك ..
صديقي عماد أكتب لك من المدينة الفقيرة الحزينة التي تحبها غزة والتي كنت تتمنى أن تعود إليها لتطبيب آلام أهلها وهنا سأبوح لك بالأمر المهم الذي تأخرت في إدراك معناه إلا بعد رحيلك ربما يا صديقي لم يشأ لك الرحمن الرحيم أن ترى الجحيم المصغر الذي يحياه أهلها ربما لأنه يعلم وهو الأعلى والأعلم أنك لن تحتمل أن ترى عذابات أهلها فاختارك إلى جواره فهو دائما ما يختار الأجمل والأفضل إلى جواره!!
إن ما يفصلنا عنك هو خيط رفيع .. ورفيع جدا لكن جميعنا خالي ووالدتك وأمي ، اختك ، اخوانك وكل من عرفك يشتاقون لك .. وأؤمن أنك ترانا وما يحزننا أن عيوننا لا تراك وان كنت تسكن قلوبنا وتحلق نحوك ارواحنا .. فالسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا
الى اللقاء
عندما تتوه مني الكلمات وافقد القدرة على استعادتها ادرك انها تنزوي في زوايا وأعماق سحيقة فالحزن الذي يخيم علينا والحنين على الماضي الجميل جراء ما فقدنا قبل مئة يوم من الآن لا يمكن أن تصفه كلماتي البسيطة !! فيوسوس لي قلمي الحزين بكتابة رسالة أعلم أنها متأخرة ومتأخرة جدا لكني على ثقة بأنها ستصل .. فكما قال القدماء أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا ... رسالتي هذه إلى ابن أمي الذي لم تلده عماد الغائب الحاضر فينا ما حيينا .. أعلم يا عماد أنك تقرأ كلماتي البسيطة و أعلم أنها ربما تعجبك وربما لا و أنت الطبيب النجيب المحب للقراءة فما زلت أذكر أخر مرة رأيتك فيها وأنت تقرأ دواوين أحمد مطر .. ولا زلت أذكر كيف أنك كنت تبحث بجد مع رائد عن الكتب التي طلبتها من مكتبات القاهرة !! واعلم يا أخي أن الأثر الذي تركته لا يمكن أن تمحوه الأيام والسنين وان طالت وأستطيع أن أزعم أن تسميتك لم تكن وليدة صدفة إنما هي من تدابير القدر فلكل امريء من اسمه نصيب وكنت أنت العماد لمن حولك ومن عاشوا معك ..
صديقي عماد أكتب لك من المدينة الفقيرة الحزينة التي تحبها غزة والتي كنت تتمنى أن تعود إليها لتطبيب آلام أهلها وهنا سأبوح لك بالأمر المهم الذي تأخرت في إدراك معناه إلا بعد رحيلك ربما يا صديقي لم يشأ لك الرحمن الرحيم أن ترى الجحيم المصغر الذي يحياه أهلها ربما لأنه يعلم وهو الأعلى والأعلم أنك لن تحتمل أن ترى عذابات أهلها فاختارك إلى جواره فهو دائما ما يختار الأجمل والأفضل إلى جواره!!
إن ما يفصلنا عنك هو خيط رفيع .. ورفيع جدا لكن جميعنا خالي ووالدتك وأمي ، اختك ، اخوانك وكل من عرفك يشتاقون لك .. وأؤمن أنك ترانا وما يحزننا أن عيوننا لا تراك وان كنت تسكن قلوبنا وتحلق نحوك ارواحنا .. فالسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا
الى اللقاء