
مرثية.. لنجم سقط في الأفول
الإهداء:إلى الشاعر العظيم محمد الصغير أولاد أحمد في رحيله الشامخ..
"العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا".(ناظم حكمت).
"أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد"( الكسندر بوشكين)
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت..مثل حفاة الضمير
لتتركَ الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
* * *
محمد:
لِمَ أسلمتنا للدروب العتيقة
للعشب ينتشي لشهقة العابرين..
لٍمَ أورثتنا غيمة تغرق البحرَ
وأسكنتنا موجة تذهل الأرضَ
ثم رحلت؟!
فكيف نلملم شتيت المرايا..
نلملم جرحك فينا
وكيف نرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهات يديك أعنا،لنعتق أصداف حزننا
وهات يديك إلينا،أغثنا
لننأى بدمائنا عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا،محمد
كي يرانا..في سديم الصّمت،نقطف الغيم
ونزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
يا محمد الصغير أولاد أحمد:
ههنا..
نضيء الثرى..بين جرح وجرح
ونسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:
ما الذي ظلّ لنا !؟
غير-وطن-كلّما قلنا ننسلّ من عشقه
أفرد للنوايا بساطا
وألهب فينا جمرَ العشايَا..
محمد
كم قطّرتك القصائد..لنشربَ ضوءك
قم من سباتك وجُرّ الفيافي لنبعنا
لينتعشَ الظامئون بمائك
تونس ها هي واقفة في انحنائها
كأن تراها شامخة بالحنين
غير أنّها تأهبت في الحزن
حتّى تهدّل منها الشذا
وأسرجت دموعها بواحات وجدك
حتّى تراءى لها وجهك..كطيف في حلمها
فكم ليلة ستظل-مدن الفقراء-تحلم..كي لا يهرب الوجد منها
وكم يلزم-سيدي بوزيد*-من الدّمع كي ترى الجرح
أجمل
كي تراك..
كي ترى وجهك-ولو مرّة-في تضاعيف الثنايا..
محمد المحسن-تونس-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*سيدي بوزيد:الموطن الأصلي ومهد الصبا للشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد
الإهداء:إلى الشاعر العظيم محمد الصغير أولاد أحمد في رحيله الشامخ..
"العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا".(ناظم حكمت).
"أبدا لن يموت شيء مني..وسأبقى ممجدا على الأرض ما ظلّ يتنفّس فيها شاعر واحد"( الكسندر بوشكين)
كيف تسلّقت أيّها الموت فوضانا
وألهبت بالنزف ثنايا المدى
وكيف فتحت في كل نبضة من خطانا
شهقة الأمس
واختلاج الحنايا..
ثمّ تسللت ملتحف الصّمت..مثل حفاة الضمير
لتتركَ الجدول يبكي
والينابيع،مجهشات الزوايا..؟!
* * *
محمد:
لِمَ أسلمتنا للدروب العتيقة
للعشب ينتشي لشهقة العابرين..
لٍمَ أورثتنا غيمة تغرق البحرَ
وأسكنتنا موجة تذهل الأرضَ
ثم رحلت؟!
فكيف نلملم شتيت المرايا..
نلملم جرحك فينا
وكيف نرمّم سقف الغياب
وقد غصّ بالغائبين؟
فهات يديك أعنا،لنعتق أصداف حزننا
وهات يديك إلينا،أغثنا
لننأى بدمائنا عن مهاوي الردى
فليس من أحد ههنا،محمد
كي يرانا..في سديم الصّمت،نقطف الغيم
ونزرع الوَجدَ
في رؤوس المنايا..
يا محمد الصغير أولاد أحمد:
ههنا..
نضيء الثرى..بين جرح وجرح
ونسأل الرّيح وهي تكفكف أحزانها:
ما الذي ظلّ لنا !؟
غير-وطن-كلّما قلنا ننسلّ من عشقه
أفرد للنوايا بساطا
وألهب فينا جمرَ العشايَا..
محمد
كم قطّرتك القصائد..لنشربَ ضوءك
قم من سباتك وجُرّ الفيافي لنبعنا
لينتعشَ الظامئون بمائك
تونس ها هي واقفة في انحنائها
كأن تراها شامخة بالحنين
غير أنّها تأهبت في الحزن
حتّى تهدّل منها الشذا
وأسرجت دموعها بواحات وجدك
حتّى تراءى لها وجهك..كطيف في حلمها
فكم ليلة ستظل-مدن الفقراء-تحلم..كي لا يهرب الوجد منها
وكم يلزم-سيدي بوزيد*-من الدّمع كي ترى الجرح
أجمل
كي تراك..
كي ترى وجهك-ولو مرّة-في تضاعيف الثنايا..
محمد المحسن-تونس-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*سيدي بوزيد:الموطن الأصلي ومهد الصبا للشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد