الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خواطر مستفَزة بقلم:د. عز الدين حسين أبو صفية

تاريخ النشر : 2016-03-30
خواطر مستفَزة بقلم:د. عز الدين حسين أبو صفية
خواطر مستفَزة ::::

كتب صديقي الشاعر المبدع كرم الشبطي قصيدة بعنوان ( زمن التجار والاحتكار) وكانت من الإبداع والتصوير أن دفعتني للتعليق عليها واستفزت مشاعري وأعادتني إلى الخواطر المستفَزة وقلت أنشر الخاطرة كاملة ولأنها ساخرة وممزوجة بماء التراث الفلسطيني فأطلقتنا عليها اسم ( مابين الواقع والتراث) وقلت:

خواطر مستفَزة ::::

ما بين الواقع والتراث ::

تكتك ... تكتك ... يا متكتك ... تكتك ... تكتيك

تكتك المتكتك

ولا تترك شيء من غير تكتيك

واعمل منه تكتيك جديد

امزج تكاتيكك واخرج أكل جديد

الملوخية تكتكتها وتكتكت منها البصارة

وصارت سارة تكتكها

وبعدها صاروا كل الغلابة

يتكتكوا تكتيك مزبط

علشان ما في غيرها يتكتكوه

كل شيء عياره فلت

لا ظل ضوابط للأسعار

ولا ثمن نقل الأشياء للدار

وجاب التكتيك تُكتُك ... ينقل ويشيل

البضايع من خضرة وسبانخ خيار

ولا ظلت حُرمة ولا صبي ولا ختيار

إلا قرفان هالحال المايل

اللي ما فيه شيء بيستاهل

كل شيء في هالبلد مضبوط ... مية بالمية

زيّ المية المصفية

وزيّ الكهربا ومواعيدها ... اللي صارت

مثل ميزان الجزر بتاع زمان

طالع ... نازل ...

حبة فوق وحبة تحت

يا أهل الله يلي فوق

علشان الله تبصوا على اللي تحت

اللي عم بنكحتوا كحت ... وبنسحقوا سحق

واللي فوق لا سامعين ... ولا باصين

علي اللي تحت

راح الدين منهم

والضمير غايب

وكل شيء منهوب وسايب

وصارت الناس

مش عارفة الموجب من السالب

وعن قناعة صاروا يقولوا

يا ريت ما كان إجى ... الحاضر ولا الغايب

ولا سمعنا عن سنغفورة

وظلينا على هالخبزة والخيارة ... وحبة البندورة

وقالت سارة ... يا خسارة

على هالحياة

صارت اللحمة في علب العرايس

والنسوان مقهورة ... من أسعار البصل والبندورة

واللحمة وكمان البطاطا

وغنت للسواق وقالت:

دوس عالبطاطا ... يا شُوفير

عروستك خياطة ... يا شوفير

دوس ما أنت دايس ... يا شوفير

محمل عرايس ... يا شوفير

دوس عالطحيني ... يا شوفير

بياكل ما بيطعميني ... يا شوفير

ويا حلوة جوعتيني ... يا شوفير

والله وجرحتيني ... يا شوفير

وجرح الهوى ما يطيبا

              ****

والهماشر والنشامي

بتبرم شنوبها ... وبتلوح بالحطة والعقال

وبتضرب للانبساط والشبع

ورخص الأسعار ... أحلى موال

وبتقول ...

يا غزيل يا ابو العبا ... مرحبتين ومرحبا

يا غزيل على التينة ... بياكل وناسيني

ويا غزيل مرق مرق ... سيفه ع جنبه برق

قُل لكُتاب الورق ... يكتبلي سواد عيونه

                       ****

فكرت النسوان ...

أن سيوف الحق والفتوحات ... مشرعة

في وجه الظلم والظلمة

وضد القهر والقاهرين

وضد الدجالين والنصابين ... اللي آكلين حقوق الغلابة

ومش سائلين

واللي رافعين الأسعار ...

ولا حاسبين لميزان الجزر حساب

لمن بيطلع  بيطلعوا معه

ولما بينزل ما بينزلوش معه

بيظلهم فوق

                   ****

وزغردن النسوان ... للسيوف المشرعة

وغنن ...

شدولي الهودج يا الله

مشتاق لحبيبي والله

والعريس غلبان ... وكحيان ... وعيفان حاله ... وطفران

عُرسه كله دين في دين

واللي زوجوه مؤسسات التيسير

لا عندهم دين ولا ضمير

وفي الآخر بيذبحوه وبينحروه

                     ****

النسوان زغردن ... ومع بعضهن رددن ...

جينا وجينا وجينا

جبنا العروسة وجينا

والعروسة حافية ... ومبهدلة

مغطية حالها بعباية جدتها

وعاملة حالها فرحانة ... وهي من جواتها قهرانة

والصبايا أشبعنها تقريص ... نيالك في هالعريس

ومش مشكلة أنه مقوقس

قوقس قوقس ديك الليل

بدو مطر ... بدو سيل

شو بدك يا عروسة الليل

بدها مطر ... بدها سيل

وبتظل الأرض جردا

لا جاها مطر ولا سيل

                   ****

وفي الصباح ...

العريس لا طخ ولا طبخ ولا نفخ

ومن الجوع راح للعمل

وشاف العمل بدو ناس شبعانة ... مش جعانة

تقدر تمسك بالمنجل ... وتقول ...

بالقالوش لأظل أقوش

بالمنجل ما نا حصاد

ومع الظهيرة ...

في الحقل فرد الحصيرة...

ينتظر الغدا ... وما أجا حدا

وقال :

طول غدانا ... ما أجانا

نامت عليه العجانة

ما أدري المعلم  ضاربها

ولا هي نسيانا

ومن التعب راحت عليه نومة ...

وحلم ...

بالسفرة اللي نزلت على قوم موسى

ومن الفرحة

نط نطة ... ولا نطة الأسد

وصحي من نومه

واقع عن السرير

ولا في غزو

ولا في زغاريد

ولا في تطبيل ولا في تزمير


د. عز الدين حسين أبو صفية
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف