الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

روح دمشق بقلم:يوسف حمدان

تاريخ النشر : 2016-03-27
يشتدُ سواد الليلِ
فيشتدُ بريق نجوم الشرقْ.
تتجمع أطيافُ الذكرى
في ضفة جرحٍ مفتوحْ.
من أغوار الماضي
يهتف صوتٌ مبحوحْ:
عشقُ دمشق سيبقى
إكسيرَ الروحْ.
***
كان الجبل العالي يبكي
والأجراسُ تدقْ.
ودَّعتَ دمشق.
سافرتَ وحيداً..
لكن الروحَ عصتْ..
رفضتْ أن تخرجَ
من أبواب دمشقْ.
رفضتْ أن تُجلى
من حارات دمشقْ.
ظلتْ تتنزهُ..
من سوق الهالِ إلى الشعلانْ..
ومن العصرونيةِ حتى الشاغورْ.
ظلتْ تستنشقُ عطرَ الفلِّ
من المرجةِ حتى الميدانْ.
ظلتْ تأتي لتداعب وجهكَ
أنسامُ دمشقْ.
ظلت روحُك..
بين الحارةِ والحارهْ..
تتأملُ أغنى مخزون حضارهْ.
ظلت بين متاحفها..
ومساجدها وكنائسها..
تتأمل أرقى فن عمارة.
***
غادرتَ وظلّت روحُكَ جالسةً
قرب البحرةِ في وسط فناءِ الدارْ.
تشتمُ شذا النرجسِ والنعناعْ.
وتراقب جدرانا..
قامت في ألفيات سابقةٍ..
تتسلقها أزهى الأزهارْ.
أحياناً تزهو روحُكَ
كالطاووسِ
وأحياناً.. تحتارْ.
يسحرها الفنُ المتجلي
في أركان المعبدْ..
وتصلي لله وتسجدْ
حين ترى سحر عيونٍ شاميهْ.
***
من سيفسّرُ أسرارَ دمشق؟
كتَبتْ أولَ حرفٍ وكتابْ.
لم يقهرها غزو الزلزالْ.
لا تتوقف عن تجليد كتابٍ
من أجل بقاء الحرفةِ
لا من أجل المالْ..
حتى حين يضيق الحالْ.
مطبخُها مدرسةٌ للدنيا
في صنع الأرقى والأشهى
من أي طعامْ.
لا تفقدُ زخرفَها البشريَّ
إذا اكتظت كل شوارعها
من زحف الأقوام.
***
لا خوف عليها
من كفار الفنِ وأعداء الآثارْ.
ستظلُ معالمها باهرةً
مهما عشعشت الغزواتُ
ومهما عبثتْ
أيدي الجهلاء الأشرارْ.
إن لم تسطعْ فوقَ روابيها
أين ستسطعُ شمسُ الحريهْ؟
لا غروَ إذا ظلتْ روحُكَ
فيها أبدا..
ستظلُ دمشقُ الأمويهْ
مرضعةً للخلدِ
وحاضنةً للأبديةْ.
يوسف حمدان - نيويورك
27/3/2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف