الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العازف بقلم:علي مصلح

تاريخ النشر : 2016-03-27
العازف بقلم:علي مصلح
العازف

 
ككلِ قصةٍ نبدأُ نبيذاً عن ارضٍ تفقد النبيذ
تصارع اثنان او أكثر ليصنعوا جنةً
دون ان يروا الجنة الواقفين فيها

عدماً بدأو  مضاجعة ..
كلٌ على حدى وبطريقته

صراعٌ ,خواءٌ , فجيعةٌ
مرسومة بموسيقى

الكلُ عازفٌ
الاخوة عازفون بطريقة مدويةٍ
الكل موسيقى
وحده العازف وحيدا يقف منتصباً ككمنجة ويأس نرجسْ
وحده القائل في فضائه
أنا المكان الجنة الدوار النبيذ
الأرض النهد و نبي المكان الوحيد ..

عمداً يقف الجميع مستنكراً متنكراً
ينظرون
ينظرون العزف ولا يسمعون
الكمنجة تلهي النرجس عن يأسه

صراع الاخوة دائر رغم موسيقى الجميع
كلٌ يعزف لحنه , فطرة , دون ان يدري


 متصارعون متناغمون متناقضون
باسبابِ الحياةْ
لقمة العمر ,لحظة الكهرباء وآثار الطحين
والوحيد وحده منتصباً كنبيٍ بآلته يعزف الجميع
لا دمعة في عينه ولا شاهد
يرسمُ رواية الكُلِ في الكل ْ
يدنو من اللاشيء يصنع نفسه من أشلاء المَشاهِدِ
والجنةُ المتحاورُ عليها بالقذائف والبطولات
تسال :

اين حواء ؟ عزف التفاحة وهروب الوطن في الوطن ..
....

المشهد على اشتدادٍ , بكلهِ
الموسيقى تتالق نرجساً يبتسم
الجميع لا يفهم
خوفٌ , خبزٌ , حبٌ ناقصٌ
عصافيرُ بلا مناقيرْ , تبكي جنةً لم تمتّْ ولن تعود
والواقف وحده مازال ينقح المكان بكمنجته
يحاور اللاوقت صامتاً
يحاور الجميع صامتاً إلا من الاوتار
تأتي شظيةٌ عابثةٌ , تريح وتراً
ليس رمادياً هذا العضال الموسيقي
يكملُ بأبهى من حديقةٍ وقرآنٍ وبسمة قتيلْ
كأنما بداية الانهيار بدايةٌ
الشظايا تحصدُ العازفين الصامتين
الاخوة يعتقلون الاخوة موتاً
الجنة لم تعدْ كما كانت قبل الاخوة
النرجسة تبتسم لبقية الاوتار
الكلُ حائرٌ رغم الكلْ
الوحيدُ العازفُ يتوسط الامكنة
 كما الحقيقة
لم يتعب بعدْ 

يترجمُ المكانْ
يراوغُ بكمنجته
يؤرخُ الكليّْ
المكان يمضغ نفسه واللاشيءْ يتشكلْ
شظيةٌ ..تقطع ظلَ العازفِ
يقعُ المكانُ والكلُ صمتاً
والوحيدُ العازفُ يقع في الربْ
لكنَ الكمنجةَ لم تحزنْ
تكمل العزف وحيدةً ,
ترتب يأس النرجسِ ,

وتكمل أدوار الحرب ...

تمت

دمشق - مخيم اليرموك
2013
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف