هو الاكاديمي , هو الاستاذ الجامعي هو الانسان في ابهى صوره هكذا شاء لي ان اقدم الاستاذ حاتم النقاطي في لقاء كان استثنائيا بكل المقاييس في هذا الحديث الخاص بالسفير التونسية اشياء تكشف لاول مرة جوانب في حياة الاستاذ لم يكشف عنها على امتداد سنوات طويلة و قد اختار ان يبوح بها في هذا الوقت الاستثنائي الذي تعيشه تونس الثورة تونس الانسان في ابهى صوره الانسانية مع الاستاذ و الاكاديمي حاتم النقاطي كانت رحلة السؤال عفوية لتكون الاجابات اكثر لذة مما كان منتظرا من ان يبوح به لاجل قراء السفير التونسية دون اطالة نترك لكم لذة اكتشاف التفاصيل بعيدا عن مزيد التشويق ( مطالعة رائقة ) و شكرا على المتابعة
هل من إضاءة حول شخصك الكريم كتقديم لمن لا يعرفك ؟
حاتم النقاطي مولود بالقيروان في 6 افريل 1962 كاتب نشرت أعمالي الابداعية منذ الثمانينات بالصحف التونسية والعربية و لي خمس كتب منشورة في الشعر والرواية والمقاربات النظرية في تونس وخارجها "سوريا" وجامعي مختص في التلقي البصري في الفنون واعلامي في مجال الثقافة ضمن المكتوب والسمعي البصري التونسي والعربي. كما اني أتحرك في مجال النقابي إذ أني ممثل زملائي الجامعيين الأساتذة " المساعدين " باللجان الادارية الوطنية منتخب منهم للدفاع عنهم تجاه المظالم والانحرافات التي تقوم بها الإدارة وبارونات الفساد الجامعي ضدهم . كما أني مؤسس للمرصد الوطني لمقاومة الفساد الجامعي وهو مرصد ينشط في العالم " الافتراضي" يتلقى شكاوى الزملاء ويعرف بها اعلاميا ويساعد أصحابها للوصول لحقوقهم عبر القنوات المدنية الشرعية .
ما بين الجامعة والبحث والشعر والتنشيط الاذاعي تحلّق و تعطي بسخاء فأين يجد حاتم النقاطي ذاته اكثر؟
انا بالاساس شاعر أعشق السفر الفني قراءة وانتاجا وحياة وحتىّ تواجدي بالجامعة التونسية كأستاذ لا يخرج عن تتمة هذا المشروع إذ أني أدرس الجماليات لطلبة الفنون في مجالات الصورة والتشكيل والتصميم . هناك أواصل مخيالي ومعهم أجد متعة تطوير ذواتهم وتحقيق رسالتي الفنية والمهنية في ان.ولعل نشاطي الإعلامي يدخل في هذا الباب فأنا شاعر مسافر أين كنت في الكلمة أحيا وبها أعيش . أنا موزع ين كل هذه المجالات والجامع يظل سفر الكلمات وعشق السفر بالمخيال .
استمعت اخيرا الى مداخلتك في فضاء الطاهر الحداد واحسست بعمق ثورتك ووجعك من الوسط الجامعي فما الذي يزعجك؟
بكل أسف وبمرارة كبرى وبكل صراخ أعبر عن مظلمة كبرى طالتني إذ أنّ تقاليد الفساد والاستبداد الجامعي والتي استفادت من ضعف الدولة تقف بكل قوتها لتمنعني من حق مناقشة أطروحتي الجامعية حول التلقي البصري في الفنون " . فقد أتممت أطروحة الدكتوراه منذ اواخر 2009 وقمت بعد موافقة أستاذي المشرف على ايداعها للنقاش جانفي 2010 ولكني وجدت مماطلة وتسويفا من بعض الفاسدين الذين وقفوا ضد طموحي العلمي والمهني مستغلين سلطاتهم الادارية والعلمية وواقع الجامعة التونسية المحكوم بقانون الولاءات الايديولوجية والعرقية والجهوية .مع الأسف اضطررت الى الاتجاه للقضاء الاداري و إلى الهيئات المدنية والدستورية عارضا مظلمتي عليها وساعيا للدفاع عن نفسي وعن مستقبل الجامعة التونسية التي تحظى برتب مخجلة بين جامعات العرب والعجم . من المؤسف أن نرى في بلادنا وزيرا للتعليم العالي لا يواجه فساد بعض اللوبيات المعلومة الرهانات . ومن غرائب ما حصل معي أن مدير التعليم العالي راسل مدير المؤسسة لحل مشكلة أطروحتي ولكن وقع الصمت عن طلبه . كما أن ملفي وبعض ملفات مشابهة عرضت في الإعلام السمعي والبصري والمكتوب في تونس وفي خارجها وكانت ثقيلة المحتويات ففيها من التجاوزات ما وصل حتى للتحرش الجنسي بالباحثات ومع ذلك فإن الوزير لم يحرك ساكنا .
و أعلن من هذا المنبر الإعلامي أني سأقوم بتحرك قريب أدعو له الصحافة التونسية والعربية وأقوم بحرق مكتبتي العلمية الجامعية احتجاجا على فساد جامعي أكل الأخضر واليابس . فساد تقف الدولة أمامه بلا حراك .بطء في اصدار أحكام القضاء الإداري وغياب كلي لسلطة الإشراف وضغط ضعيف من الهيئات المدنية يقابله تنامي سريع للفساد فلا حل لنا غير مواجهته بكل ما نكسب من قوة شرعية لا تخاف سلطانه الزائف و تجمّع باروناته .
هل هي قضية شخصية أم هو فساد مستفحل؟
إن مشكلتي ليست فردية بل هي مشكلة يعيشها عدد من شرفاء الجامعة التونسية الذين امنوا بالمعرفة وبالحق وقاوموا استبداد بارونات فساد جامعي حولوا الشهائد العليا بالجامعة التونسية إلى امتياز عائلي وقبلي وجهوي مستفيدين من تراكمات عهد الاستبداد القديم ومن تنفّذ مجموعاتهم في مفاصل الدولة فزادوا في حقرتهم للمنتسبين لمدن الداخل وللشرفاء من المواطنين الباحثين المستقلين عن جماعاتهم وعززوا لوبياتهم بالضالين المبهورين بزيف سلطانهم ليوسعوا من دوائر فسادهم .
كيف يكون الاصلاح؟
بكل مرارة هذه هي الجامعة التونسية فيها من شراسة الفاسدين ما يعجز اللسان عن وصفه ولكن نحن كجامعيين شرفاء بالإرادة وبثقتنا في القضاء التونسي الاداري وبالهيئات المدنية الجادة وبدفاعنا المستميت عن حقوقنا سنواصل فضح تجاوزاتهم وسنصل للاطاحة بهم وتطهير الجامعة منهم ومن شرورهم . هي حركة شاملة تتجاوز التحركات الفردية والجماعية لتصل مجال التشريع تغييرا لقوانين وأوامر صنعت على مقاس "الأقوى" .نحن نطالب كنقابيين بتفعيل الاصلاح الهيكلي للجامعة التونسية ومعاضدته باصلاح للأوامر والقوانين. كما نتوق الى محاسبة من ثبت عليه قضائيا التعدي على الباحثين والباحثات . لقد غابت جدية المساءلة والتطرق لشكاوى الجامعيين وسادت القطيعة بين طرفي الجامعة السلطة الإدارية والسياسية من جهة والمتضررين من الفساد الجامعي في مستوى الأطروحات والتأهيل والنقل والترقيات من جهة ثانية فكان التوتر هو سيد الموقف . إن التحاور يظل هو مخرجنا من الأزمة خوفا من وضع ملغوم سينفجر في أي ساعة .
تعالى الصيحات بأنّ زمن الشعر ولّى، فما الذي يدفعك للإصرار على الشعر ؟
أنا أؤمن بالكتابة أو بالإبداع أو بهذا الفن الذي تتقاطع عنده كل الفنون . إننا نكتب قصيدة النثر التي نرى أنها تنفتح في عالمها على الرواية بما لها من قدرة على قص الحالة وتصويرها . فعلا هذا عصر الرواية ولكنه ايضا عصر التداخل بين الفنون حيث يصبح القول ضربا من ضروب السمع والبصر في ان . لعله فن الصورة وهو يأخذ الحكاية من المروي الى المرئي .ولعل القصيدة النثرية هي عالم الوصل بين الفنون السمعية والبصرية.
بحثك حول "القصيدة الصّورة "فهل تحدّثنا عن هذا النوع من الشعر ؟
هو بحث ينطلق من تجربة الشاعر المغربي محمد بنيس في قصائده البصرية الواردة اساسا في مجموعته" في اتجاه صوتك العمودي " في أول ثمانينات القرن الماضي كتابة اعتمدت الشعر في حضور استند لفن الخط وتشكلاته المختلفة ليتحول من واقعة صوتية الى ظاهرة تشكيلية خطية بصرية . هي كتابة عين وحكاية شعرعربي حديث يدخل فضاء التأويل والقراءة . نحن مع قدرة جديدة لفهم الشعر عبر قراءات العين وتأويلا ت المحو . لعلنا مع زاوية بصرية في فهم الشعر العربي الحديث ومع موقف جديد من هذا الفن الذي يبحث عن مشروعية جديدة للتواجد إذ هو يغادر الصوت كأصل ليدخل رافد العين والصورة والخيال المتشكل والمصور حيث تتداخل الفنون وعنده تنتهي أسطورة التوقيف الصوتي التراثي للحرف العربي . نحن بهذا المبحث نقرب الشعر البصري لقارئ جديد يؤمن بحرية التلقي وكتابة المعنى.
في برنامجك الاذاعي ب SABRA FM تحتفي بالاصدارات الجديدة وتلامس عن قرب ابداعات الكتّاب فهل الكلمة في تونس بخير ؟؟
اولا هذا البرنامج هو من المبدع للمبدع و ثانيا هو من المبدع للمستمع القارئ يعني أن رهاناته ثقافية بالأساس . وغايتنا الأساسية محو اثار سنوات من الغمة الثقافية والتصحر الاذاعي . نحن نحرص على مزيد دعم ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت .
نحن نبحث عن تقريب الكتاب من الأذن حتى لا يتسلل خطاب تخويف الناس من الغد ومن الجسد والحياة .وبرنامجنا سيتناول ايضا بعض الاصدارات الجادة قبل الثورةحرصا منا على الايمان بالتواصل الجدي الثقافي بين عهدين . برنامجنا هو احتفاء مستمع بكتاب جاد ليواصل الايمان بالخيال والحياة .برنامجنا هو تونس التي يعلمها الجميع حداثة الوجه والخلف حداثة احترام الحق في الاختلاف في التفكير واشكال التعبير .
مثل باقي المبدعين تعايش الوسط الثقافي فما هي مؤاخذاتك عليه وما هو الحلّ حسب رأيك ؟
لا زال الوسط الثقافي على حاله إذ أنه لا يخضع لرؤى جادة لتفعيل حركته يعني أنه لازال يعيش مثلما كان على الحراك العفوي وعلى الإرادات الجماعية المتحمسة للثقافة والابداع . واقع ثقافي يعيش بلا تخطيط ومن غير استراتيجية لذلك كانت العلاقات الشخصية والولاءات أساس فعالياته و تحركاته . لعل أول ما ننتظره من الواقع السياسي الجديد ايجاد مخطط جاد للفعل الثقافي وهو ما لا يكون الا وفق استشارات قاعدية حقيقية . لقد علمنا أن كل الثورات السياسية بحاجة لرافد ثقافي وهو ما نسعى للمطالبة به والاتجاه لفرضه على الحاكم.
إننا خرجنا من الاستبداد للنور ومن الغبن أن تظل للوقائع روح الأمس التي تمتاز بفوضى الثقافة وغياب الرهانات .
كلمة نختتم بها هذا اللقاء الشّيق
..ومن العجب أن نرى الفاسدين في وطننا في سلطة قرار وبلا محاسبة ...ومن الأعجب أن يصمت الحاكم المنتخب عن أصوات تطرق مساميعه في كل حين تطلب منه مقاومة الفساد وايقاف المظالم . محاسبة تبغي لا انتقام ...وستظل الحرية رهان الأحرار ...و المستقبل سيكون أفضل ...
حديث خاص للسفير التونسية
هل من إضاءة حول شخصك الكريم كتقديم لمن لا يعرفك ؟
حاتم النقاطي مولود بالقيروان في 6 افريل 1962 كاتب نشرت أعمالي الابداعية منذ الثمانينات بالصحف التونسية والعربية و لي خمس كتب منشورة في الشعر والرواية والمقاربات النظرية في تونس وخارجها "سوريا" وجامعي مختص في التلقي البصري في الفنون واعلامي في مجال الثقافة ضمن المكتوب والسمعي البصري التونسي والعربي. كما اني أتحرك في مجال النقابي إذ أني ممثل زملائي الجامعيين الأساتذة " المساعدين " باللجان الادارية الوطنية منتخب منهم للدفاع عنهم تجاه المظالم والانحرافات التي تقوم بها الإدارة وبارونات الفساد الجامعي ضدهم . كما أني مؤسس للمرصد الوطني لمقاومة الفساد الجامعي وهو مرصد ينشط في العالم " الافتراضي" يتلقى شكاوى الزملاء ويعرف بها اعلاميا ويساعد أصحابها للوصول لحقوقهم عبر القنوات المدنية الشرعية .
ما بين الجامعة والبحث والشعر والتنشيط الاذاعي تحلّق و تعطي بسخاء فأين يجد حاتم النقاطي ذاته اكثر؟
انا بالاساس شاعر أعشق السفر الفني قراءة وانتاجا وحياة وحتىّ تواجدي بالجامعة التونسية كأستاذ لا يخرج عن تتمة هذا المشروع إذ أني أدرس الجماليات لطلبة الفنون في مجالات الصورة والتشكيل والتصميم . هناك أواصل مخيالي ومعهم أجد متعة تطوير ذواتهم وتحقيق رسالتي الفنية والمهنية في ان.ولعل نشاطي الإعلامي يدخل في هذا الباب فأنا شاعر مسافر أين كنت في الكلمة أحيا وبها أعيش . أنا موزع ين كل هذه المجالات والجامع يظل سفر الكلمات وعشق السفر بالمخيال .
استمعت اخيرا الى مداخلتك في فضاء الطاهر الحداد واحسست بعمق ثورتك ووجعك من الوسط الجامعي فما الذي يزعجك؟
بكل أسف وبمرارة كبرى وبكل صراخ أعبر عن مظلمة كبرى طالتني إذ أنّ تقاليد الفساد والاستبداد الجامعي والتي استفادت من ضعف الدولة تقف بكل قوتها لتمنعني من حق مناقشة أطروحتي الجامعية حول التلقي البصري في الفنون " . فقد أتممت أطروحة الدكتوراه منذ اواخر 2009 وقمت بعد موافقة أستاذي المشرف على ايداعها للنقاش جانفي 2010 ولكني وجدت مماطلة وتسويفا من بعض الفاسدين الذين وقفوا ضد طموحي العلمي والمهني مستغلين سلطاتهم الادارية والعلمية وواقع الجامعة التونسية المحكوم بقانون الولاءات الايديولوجية والعرقية والجهوية .مع الأسف اضطررت الى الاتجاه للقضاء الاداري و إلى الهيئات المدنية والدستورية عارضا مظلمتي عليها وساعيا للدفاع عن نفسي وعن مستقبل الجامعة التونسية التي تحظى برتب مخجلة بين جامعات العرب والعجم . من المؤسف أن نرى في بلادنا وزيرا للتعليم العالي لا يواجه فساد بعض اللوبيات المعلومة الرهانات . ومن غرائب ما حصل معي أن مدير التعليم العالي راسل مدير المؤسسة لحل مشكلة أطروحتي ولكن وقع الصمت عن طلبه . كما أن ملفي وبعض ملفات مشابهة عرضت في الإعلام السمعي والبصري والمكتوب في تونس وفي خارجها وكانت ثقيلة المحتويات ففيها من التجاوزات ما وصل حتى للتحرش الجنسي بالباحثات ومع ذلك فإن الوزير لم يحرك ساكنا .
و أعلن من هذا المنبر الإعلامي أني سأقوم بتحرك قريب أدعو له الصحافة التونسية والعربية وأقوم بحرق مكتبتي العلمية الجامعية احتجاجا على فساد جامعي أكل الأخضر واليابس . فساد تقف الدولة أمامه بلا حراك .بطء في اصدار أحكام القضاء الإداري وغياب كلي لسلطة الإشراف وضغط ضعيف من الهيئات المدنية يقابله تنامي سريع للفساد فلا حل لنا غير مواجهته بكل ما نكسب من قوة شرعية لا تخاف سلطانه الزائف و تجمّع باروناته .
هل هي قضية شخصية أم هو فساد مستفحل؟
إن مشكلتي ليست فردية بل هي مشكلة يعيشها عدد من شرفاء الجامعة التونسية الذين امنوا بالمعرفة وبالحق وقاوموا استبداد بارونات فساد جامعي حولوا الشهائد العليا بالجامعة التونسية إلى امتياز عائلي وقبلي وجهوي مستفيدين من تراكمات عهد الاستبداد القديم ومن تنفّذ مجموعاتهم في مفاصل الدولة فزادوا في حقرتهم للمنتسبين لمدن الداخل وللشرفاء من المواطنين الباحثين المستقلين عن جماعاتهم وعززوا لوبياتهم بالضالين المبهورين بزيف سلطانهم ليوسعوا من دوائر فسادهم .
كيف يكون الاصلاح؟
بكل مرارة هذه هي الجامعة التونسية فيها من شراسة الفاسدين ما يعجز اللسان عن وصفه ولكن نحن كجامعيين شرفاء بالإرادة وبثقتنا في القضاء التونسي الاداري وبالهيئات المدنية الجادة وبدفاعنا المستميت عن حقوقنا سنواصل فضح تجاوزاتهم وسنصل للاطاحة بهم وتطهير الجامعة منهم ومن شرورهم . هي حركة شاملة تتجاوز التحركات الفردية والجماعية لتصل مجال التشريع تغييرا لقوانين وأوامر صنعت على مقاس "الأقوى" .نحن نطالب كنقابيين بتفعيل الاصلاح الهيكلي للجامعة التونسية ومعاضدته باصلاح للأوامر والقوانين. كما نتوق الى محاسبة من ثبت عليه قضائيا التعدي على الباحثين والباحثات . لقد غابت جدية المساءلة والتطرق لشكاوى الجامعيين وسادت القطيعة بين طرفي الجامعة السلطة الإدارية والسياسية من جهة والمتضررين من الفساد الجامعي في مستوى الأطروحات والتأهيل والنقل والترقيات من جهة ثانية فكان التوتر هو سيد الموقف . إن التحاور يظل هو مخرجنا من الأزمة خوفا من وضع ملغوم سينفجر في أي ساعة .
تعالى الصيحات بأنّ زمن الشعر ولّى، فما الذي يدفعك للإصرار على الشعر ؟
أنا أؤمن بالكتابة أو بالإبداع أو بهذا الفن الذي تتقاطع عنده كل الفنون . إننا نكتب قصيدة النثر التي نرى أنها تنفتح في عالمها على الرواية بما لها من قدرة على قص الحالة وتصويرها . فعلا هذا عصر الرواية ولكنه ايضا عصر التداخل بين الفنون حيث يصبح القول ضربا من ضروب السمع والبصر في ان . لعله فن الصورة وهو يأخذ الحكاية من المروي الى المرئي .ولعل القصيدة النثرية هي عالم الوصل بين الفنون السمعية والبصرية.
بحثك حول "القصيدة الصّورة "فهل تحدّثنا عن هذا النوع من الشعر ؟
هو بحث ينطلق من تجربة الشاعر المغربي محمد بنيس في قصائده البصرية الواردة اساسا في مجموعته" في اتجاه صوتك العمودي " في أول ثمانينات القرن الماضي كتابة اعتمدت الشعر في حضور استند لفن الخط وتشكلاته المختلفة ليتحول من واقعة صوتية الى ظاهرة تشكيلية خطية بصرية . هي كتابة عين وحكاية شعرعربي حديث يدخل فضاء التأويل والقراءة . نحن مع قدرة جديدة لفهم الشعر عبر قراءات العين وتأويلا ت المحو . لعلنا مع زاوية بصرية في فهم الشعر العربي الحديث ومع موقف جديد من هذا الفن الذي يبحث عن مشروعية جديدة للتواجد إذ هو يغادر الصوت كأصل ليدخل رافد العين والصورة والخيال المتشكل والمصور حيث تتداخل الفنون وعنده تنتهي أسطورة التوقيف الصوتي التراثي للحرف العربي . نحن بهذا المبحث نقرب الشعر البصري لقارئ جديد يؤمن بحرية التلقي وكتابة المعنى.
في برنامجك الاذاعي ب SABRA FM تحتفي بالاصدارات الجديدة وتلامس عن قرب ابداعات الكتّاب فهل الكلمة في تونس بخير ؟؟
اولا هذا البرنامج هو من المبدع للمبدع و ثانيا هو من المبدع للمستمع القارئ يعني أن رهاناته ثقافية بالأساس . وغايتنا الأساسية محو اثار سنوات من الغمة الثقافية والتصحر الاذاعي . نحن نحرص على مزيد دعم ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت .
نحن نبحث عن تقريب الكتاب من الأذن حتى لا يتسلل خطاب تخويف الناس من الغد ومن الجسد والحياة .وبرنامجنا سيتناول ايضا بعض الاصدارات الجادة قبل الثورةحرصا منا على الايمان بالتواصل الجدي الثقافي بين عهدين . برنامجنا هو احتفاء مستمع بكتاب جاد ليواصل الايمان بالخيال والحياة .برنامجنا هو تونس التي يعلمها الجميع حداثة الوجه والخلف حداثة احترام الحق في الاختلاف في التفكير واشكال التعبير .
مثل باقي المبدعين تعايش الوسط الثقافي فما هي مؤاخذاتك عليه وما هو الحلّ حسب رأيك ؟
لا زال الوسط الثقافي على حاله إذ أنه لا يخضع لرؤى جادة لتفعيل حركته يعني أنه لازال يعيش مثلما كان على الحراك العفوي وعلى الإرادات الجماعية المتحمسة للثقافة والابداع . واقع ثقافي يعيش بلا تخطيط ومن غير استراتيجية لذلك كانت العلاقات الشخصية والولاءات أساس فعالياته و تحركاته . لعل أول ما ننتظره من الواقع السياسي الجديد ايجاد مخطط جاد للفعل الثقافي وهو ما لا يكون الا وفق استشارات قاعدية حقيقية . لقد علمنا أن كل الثورات السياسية بحاجة لرافد ثقافي وهو ما نسعى للمطالبة به والاتجاه لفرضه على الحاكم.
إننا خرجنا من الاستبداد للنور ومن الغبن أن تظل للوقائع روح الأمس التي تمتاز بفوضى الثقافة وغياب الرهانات .
كلمة نختتم بها هذا اللقاء الشّيق
..ومن العجب أن نرى الفاسدين في وطننا في سلطة قرار وبلا محاسبة ...ومن الأعجب أن يصمت الحاكم المنتخب عن أصوات تطرق مساميعه في كل حين تطلب منه مقاومة الفساد وايقاف المظالم . محاسبة تبغي لا انتقام ...وستظل الحرية رهان الأحرار ...و المستقبل سيكون أفضل ...
حديث خاص للسفير التونسية