الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفرق بين اليهود وبني إسرائيل بقلم:إيهاب الديك

تاريخ النشر : 2016-02-25
الفرق بين اليهود وبني إسرائيل

﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾، البقرة: 32.

إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، كما ذكر الرازي والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم، وبنو إسرائيل هم ذريته. وقال الجزائري في أيسر التفاسير: إسرائيل هو يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام، وبنوه هم اليهود لأنهم يعودون في أصولهم إلى أولاد يعقوب الاثني عشر. وبعبارة اخرى، بني إسرائيل هم جميع ذرية اولاد يعقوب، بينما اليهود هم جزء من ذرية اولاد يعقوب أي انهم جزء من بني إسرائيل. والحديث هنا عن أصول اليهود وليس معتقدهم.

س/ هل كانت اليهودية كمعتقد قبل بعثة النبي موسى عليه السلام؟

ج/ كلا والدليل قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، ال عمران: 67.

س/ لمن بعثَ النبي موسى عليه السلام؟

ج/ بعث النبي موسى عليه السلام الى جميع ذرية بني إسرائيل، والدليل قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ﴾، الاسراء: 101. وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ﴾، غافر: 53.

س/ ما هو دين موسى عليه السلام؟

ج/ الإسلام والدليل قوله تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾، يونس: 84.

س/ متى ظهرت اليهودية كمعتقد؟

ج/ قال ابن جرير - رحمه الله - في (تفسيره): "وأما الذين هادوا فهم اليهود، ومعنى هادوا: تابوا، يقال: منه هاد القوم يهودون هودًا وهادة، وقيل: إنما سميت اليهود يهوداً من أجل قولهم: ﴿هُدْنَا إِلَيْكَ﴾، الأعراف: 156". وقال الراغب في مفرداته: "يهود في الأصل من قولهم: ﴿هُدْنَا إِلَيْكَ﴾، وكان اسم مدح، ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازمًا لهم وإن لم يكن فيه معنى المدح". والحديث هنا عن معتقدهم وليس اصولهم وان كانَ هناك تداخل مع اصولهم. فاليهود هم الذين عبدوا عجل السامري بعد ذهاب موسى عليه السلام ثم تابوا ﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾، واسمهم مشتق من هاد بمعنى تابَ ورجع ولكن توبتهم لم تكن صادقة فقال تعالى عنهم: ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ﴾، البقرة: 93. وبعبارة اخرى، ظهرت اليهودية كمعتقد بعد بعثة النبي موسى عليه السلام. وقد جاءَ في صحيح البخاري ومسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعري رضي الله عنه واليا إلى اليمن، ثم اتبعه معاذ بن جبل رضي الله عنه، فلما قدم عليه ألقى أبو موسى وسادة لمعاذ، وقال: انزل، وإذا رجل عنده موثق، قال معاذ: ما هذا؟ قال: كان يهوديا فأسلم ثم تهود، قال: اجلس، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله ـ ثلاث مرات ـ فأمر به فقتل.

س/ كيف يمكن التفريق بين مواضع ذكر اليهود وبني إسرائيل في القران الكريم؟

ج/ عندما يرد ذكر بني إسرائيل في قصة ما في القران الكريم فيعني ان قصتهم حدثت اما قبل بعثة النبي موسى عليه السلام او بعده، لان بني إسرائيل امتداد منذ يعقوب عليه السلام ولغاية يومنا الحالي، والدليل قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُون﴾، النمل: 76. وعندما يرد ذكر اليهود في قصة ما في القران الكريم، فيعني ذلك بان القصة حدثت بعد بعثة النبي موسى عليه السلام، والدليل قوله تعالى في ذكر قصة العزيز والتي وقعت بعد بعثة النبي موسى عليه السلام: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾، التوبة: 30.

س/ لمن بعث المسيح بن مريم عليهما السلام؟

ج/ بعث المسيح بن مريم عليهما السلام الى جميع ذرية بني إسرائيل فهو من ذرية يعقوب عليه السلام ولكنه ليس يهودياً، والدليل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾، الصف: 6. وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾، المائدة: 72.

س/ ما هو دين المسيح بن مريم عليهما السلام؟

ج/ الإسلام والدليل قوله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾، ال عمران: 19. وقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، ال عمران:67. وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾، ال عمران: 85. وقوله تعالى: ﴿يُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ. وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، ال عمران: 48-49. قال ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (2/44): "وَالتَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ فالتوراة: هو الكتاب الذي أنزله الله على موسى بن عمران، والإنجيل: هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليهما السلام، وقد كان [ عيسى ] عليه السلام، يحفظ هذا وهذا".

س/ متى ظهرت النصرانية كمعتقد؟

ج/ ظهرت النصرانية عن طريق اليهود بعد رفع المسيح بن مريم عليهما السلام والدليل قوله تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾، النساء: 157. فادعى 12 حاخاماً يهودياً الرسولية بعد رفع المسيح عليه السلام بهدف التشويش على بعثته عليه السلام في توحيد عبادة الله عز وجل، وكانَ ابرزهم الحاخام اليهودي شاول الطرسوسي والذي يسميه النصارى ببولس الرسول. حيث كتبَ شاول الطرسوسي نحو نصف العهد الجديد "الانجيل المحرف" والذي بين يدي النصارى اليوم والف فيه رسائل كثيرة منها سفر أعمال الرسل على الرغم من انه لم يقابل المسيح عليه السلام خلال بعثته. وجاء في رسالة شاول الطرسوسي "بولس الرسول" إلى غلاطية: "وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان، لأني لم أقبله من عند إنسان ولا علمته بل بإعلان يسوع المسيح"، رسالة بولس إلى غلاطية، الإصحاح الأول. وبعبارى اخرى، بدلَ شاول الطرسوسي وصف النبي عيسى عليه السلام من ابن الانسان الذي كانَ يطلق عليه الحواريون الى ابن الله، ثم الغى الكثير من الشرائع السماوية كالختان رضاءا للمشركين والمجتمع اليوناني، وبعد ذلك سمحَ للمشركين عامة ومنهم اليهود بالدخول الى المعتقد الجديد الذي الفه، بل لعل من المدهش ذكره بانه صاحب فضيحة الصلب والعشاء الرباني ونشر النصرانية في اسيا الصغرى واوروبا.

س/ ماذا حدث لبني إسرائيل بعد ظهور النصرانية؟

ج/ انقسام بني إسرائيل الى فرقتين الى يومنا الحالي: فرقة يهودية افترت على المسيح وامه مريم عليهما السلام وهم من حملة العهد القديم/ التناخ "التوراة المُحرفة"، وفرقة من النصارى اسسها شاول الطرطوسي والتي غلت بالمسيح بن مريم عليه السلام وهم من حملة العهد الجديد "الانجيل المُحرف": ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُون﴾، النمل: 76. قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى مخبرا عن كتابه العزيز، وما اشتمل عليه من الهدى والبينات والفرقان: إنه يقص على بني إسرائيل - وهم حملة التوراة والإنجيل - ( أكثر الذي هم فيه يختلفون )، كاختلافهم في عيسى وتباينهم فيه، فاليهود افتروا، والنصارى غلوا، فجاء [ إليهم ] القرآن بالقول الوسط الحق العدل: أنه عبد من عباد الله وأنبيائه ورسله الكرام، عليه [ أفضل ] الصلاة والسلام، كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾، مريم: 34. 

والله اعلم بالصواب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف