قد كان شوقي صادقاً في قوله: أيكون محترماً برأس وظيفة ينسونه بمعيشة ٍهم وكغيْره إذ قاعدوه وبعد عمرٍ حافلٍ | " كاد المعلم أن يكون رسولا" ويصير بعد تقاعد مرذولا؟! قد صار يُهمَل، لم يعد مسؤولا بعطائهِ، مِن ثم صار عطيلا |
***
أعطى لطلابٍ مواهب عقله ضحى بكل شبابه، أعطى لهم لم تبقَ فيه صِحةٌ وسلامةٌ ربّاهُمُ حتى تبوأ معظمٌ كم ذا بعمرٍ قد أفادَ مواهباً لم يبخلنَّ عليْهمُ بجهودِهِ قد ظل يُعطي كلَّ ما أمكنه فقَدَ الشبابَ وصار كهلاً كلُّه | بَذَلَ الجهودَ وقد أفادَ عقولا عِلماً ونوراً لم يكنه كسولا إذ قد أضاع العمرَ، صار عليلا أَعلى المراكز رفعةً ووصولا لم يألُ جهداً، كان فيه نبيلا ضحّى وكان مع الزمان أصيلا ما كان يوماً في العطاءِ بخيلا عِللُ تجيءُ وتَبْقَيَنَّ طويلا |
***
جاءته أمراضٌ وظلَّ مصاحباً أضحى المعلم عالةً في وضعِهِ قد كافأوهُ براتبٍ لمعيشة ٍ | للّداءِ، صار بدائِهِ مشغولا لا يستطيع لحالِةِ تبديلا ما كانَ يَروي في المعاشِ غليلا |
***
واليوم يُهمَلٍُ في الحقوقِ كأنّه قد بات منسيّاً لهم بل مُهَمْمَلاً أو هل نسيتمْ ما أتى بزمانِهِ | قد باتَ عبئاً قد غدا معزولا ما نالَ يوماً راتباً معقولا أمضاهُ عُمراً كان فيهِ جليلا |
***
والله هذا الفعلُ ليس بمنصِفٍ لا فرقَ بينَ معلمٍ متقاعِدٍ تُعْطون بعضاً إذ وُيَهْمَلُ آخَرٌ | لم يُرْضِ ربّاً فيكُمُو ورسولا ومعلمٍ ما زال يُنْشئُ جيلا وَنظلُّ نُهْمَلُ. نَنْشُدَُ المسؤولا؟! |
***
***
أعطوا المعلمَ حقَّهُ بتقاعُدٍ حتى يعيشَ بذا بقيةَ عُمْرهِ | حتى يكونَ كمثلِه مقبولا بكرامةٍ كي لا يكون ذليلا |