الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اتفاق المصالحة.. طوق النجاة المُرقَّع!! بقلم: معتز المغاري

تاريخ النشر : 2016-02-14
اتفاق المصالحة.. طوق النجاة المُرقَّع!! بقلم: معتز المغاري
اتفاق المصالحة.. طوق النجاة المُرقَّع!! بقلم: معتز المغاري، غزة

ما تعارفنا عليه وألفناه وأصبح ما هو مفهوم بالسياسة بالضرورة أن ما يحكم العلاقات والقرارات شكلها وطبيعتها بشكل أساسي هو المصلحة والمنفعة المتحققة أو المتبادلة على صعيد الكل أو البعض!! لذا لو نظرنا لإتفاق المصالحة المرتقب من هذا الباب ستجد الكثير والكثير من نقاط المصلحة الملتقاه ما بين حركتي حماس وفتح على الصعيد التنظيمي!! طبعاً في حال افترضنا وغضينا الطرف عن المصلحة العامة التي من الممكن أن تتحقق بشكل غير مباشر للشعب والمواطنين!! وإن كانت الحيثيات تُشير إلى أن الإتفاق قد يصب في مصلحة حركة حماس بشكل يجعل الكفة راجحة لها عما هو بالنسبة لحركة فتح، نظراً لإنغلاق الأفق أمام قطاع غزة وتعقيدات المشاكل المتراكبة فيه والأزمات!! إذن لماذ يُعد الإتفاق طوق نجاة أو مصلحة للحركتين؟

على صعيد السلطة الفلسطينية التي تمثلها فتح!!

الجميع هنا يُقر بأن حركة حماس ليس وحدها المتأزمة أو من تُعاني الأزمات!! على العكس تجد أن حركة فتح لها نصيب أيضاً فتجدها تُعاني بشكل مزدوج، فهي متأزمة داخلياً على مستوى التنظيم وما عصفت بها من خلافات داخلية وهذا مالا تجده لدى حركة حماس!! وخارجياً على مستوى العلاقات مع إسرائيل من جهة وما ينتابها من تشويش والذي يحدث بين الفينة والأخرى وتوقف عملية السلام خيار السلطة الوحيد!! على الرغم من أنه خلال حقبة الإنقسام البغيضة استفردت إسرائيل واستقوت على الحركتين معاً كلَ بحسب طبيعته!! ومن هنا تظهر بعض القضايا التي تستدعي وتضطر السلطة لإبرام الإتفاق وهي: أولاً: الفشل المتكرر في خيار المفاوضات والتسويف الإسرائيلي للوفاء بالالتزامات التي قطعوها للجانب الفلسطيني على مدار السنوات السابقة، والتمدد الاستيطاني المستمر، أدى إلى ضعف موقف السلطة المنادي بالسلام مع إسرائيل. ثانياً: إيلاء الرئيس أبو مازن علاقاته العائلية أهمية على حساب علاقاته التنظيمية مع من شكلّوا له درع حماية وساندوه في بداية توليه الرئاسة، والتي خسر من خلالها بإرادته ثُلّة من الشخصيات التي شكلت الدائرة الأولى لمكتب الرئاسة والتي انعكست على ضعفه تنظيمياً. ثالثاً: السياسة السلبية التي انتهجها الرئيس أبو مازن تجاه قطاع غزة منذ بداية الإنقسام والتي أخلى فيه مسئولياته عنه، إلى درجة حرمان موظفيه الذين نفذوا تعليماته حرفياً في التخيّيم والمبيت بعيداً عن العمل تحت إدارة حكومة حماس من كافة الترقيات والامتيازات التي منحها لنظرائهم في الضفة الغربية، وإخلاء مسئولية حكومة التوافق الوطني عن غزة، كل هذا أدى إلى ضعف شوكته داخلياً أيضاً، أضف إلى ذلك التناقض في سعي الرئاسة لنزع الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة وفي نفس الوقت يخسر منطقة جغرافية مهمة من الوطن كغزة!! رابعاً: الصراع الداخلي في حركة فتح والاصطفاف إلى فريقين وكلَ يدعي المصلحة.. أدى إلى إضعاف الحركة واهتزازها وانشقاقها على الرغم من النفي المتكرر!! خامساً: الصراع الإقليمي المستعر أدى إلى انحفاض حجم الاهتمام العربي في قضيتنا الأساسية وأصبحت كملف ثانوي على مكاتب بعض الزعماء العرب، وبالتالي الحاضنة العربية لم تعد كسابق عهدها!! سادساً: كثرة الأحاديث المتدوالة في الآونة الأخيرة من أن أبو مازن غير قدير بأن يكون شريك في السلام من وجهة نظر إسرائيل والغرب والحديث عن ضرورة وجود نائب للرئيس أو الشروع في البحث عن بدائل له، وبالتالي التوجه القائم نحو سحب البساط من تحت رجليه تدريجياً!!! من هنا ما أشرنا إليه يستوجب من أبو مازن أن يُقوّي البيت الداخلي الفلسطيني وأن يؤسس ويبدأ مع حركة حماس عهداً جديداً. 

على صعيد حركة حماس!!

أما فيما يتعلق في المنفعة التي من الممكن أن تتحقق لدى حركة حماس في حال تم الإتفاق والتي قد لا تقل شأناً عن خصمها، حيث تبرز هنا بعض القضايا التي يمكن أن تقود إلى إبرام الإتفاق: أولاً: من الممكن إزاحة شبح الحرب الإسرائيلية المتوقع إلى الأمام لبضعٍ من الوقت، والذي قد يمنح الحركة فسحة إضافية للمزيد من الإعداد والتجهيز فيما يخص المقاومة وتفويت الفرصة أمام إسرائيل للإنقضاض عليها وعلى الشعب الأعزل في غزة والاستفراد بها. ثانياً: في ظل الأزمة المالية المعلنة والتي تعاني منها حركة حماس على الصعيد التنظيمي منذ فترة زمنية كبيرة، بالإضافة لما تتكبده من مصروفات تشغيلية يومية لمختلف مفاصل العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية في قطاع غزة، من الأجدر بها التخلي عن هذه المسئوليات وإلقاء الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية. ثالثاً: قد يُفضي الإتفاق عن حل مشكلة موظفي حكومة غزة المستعصية إما بشكل مباشر أو غير مباشر. رابعاً: الضغط والاحتقان الشعبي والذي لا تستطيع حركة حماس أن تُنكره، والذي بدأ يتنامى بشكل ملحوظ سواء في المجالس أو عبر شبكات التواصل الإجتماعي والتذمر لدى أوساط المواطنين، والتي تلعب فيه المشاكل اليومية التي يواجههونها يومياً دور المحرك الذاتي والأساسي!! خامساً: جدية حركة حماس في التعاطي مع الإتفاق المرتقب سيمتحن بشكل علني مدى جدية حركة فتح في عقد الإتفاق، وستدحض كل الإفتراءات التي كان يتعالى صوتها بين الحين والآخر حول عدم جدية حركة حماس ونيتها الإيجابية تجاه المصالحة! سادساً: على الرغم من الإنشغال والصراع الإقليمي كما ذكرنا، إلا أن هناك هامش للتفكير لدى البعض الإقليمي والتربص بها ولفظها أكثر وجعلها خارج السياق أو خارج أية ترتيبات مستقبلية للوضع في غزة، وعدم التعاطي معها أو بناء جسور من الثقة معها سواء حالياً أو مستقبلاً!! وبالتالي قد يصل الأمر إلى الإنتظار بصفة المتفرج لما قد يحصل بين الفينة والأخرى على الجبهة مع إسرائيل من جهة، وقلقلة الوضع الداخلي والحاضنة الشعبية مع الوقت من جهة أخرى، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى استنزاف قوى حماس وجعلها لقمة سائغة قد ترفع بعدها الراية البيضاء كما يتوقع البعض، وبالتالي ستصبح في وضع لا يُحسد عليه قد تضطر من خلاله إلى القبول في الحد الأدني أو القبول بنقاط كانت ترفضها سابقاً وذلك طمعاً في النجاة!!. ومن هنا ذهاب حماس للإتفاق وهي مازالت تتمتع ببعض القوة والتماسك سيجلعها تتخلى عما يُثقل كاهلها برضاها وهي بكامل قواها!!

إذن نحن أمام إتفاق مصالحة يمكن أن يُرقَّع من جديد ليحفظ ماء الوجه للجميع ويحافظ على كينونته، إذا ما تيقضوا واستغلوا الفرصة التي عادةً ما يصعب تكرارها في هكذا وضع معقد ومتجذر!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف