الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مثقفون ومبدعون .. أم مأجورون ومتسولون بقلم:د. معتز محمد زين

تاريخ النشر : 2016-02-10
مثقفون ومبدعون .. أم مأجورون ومتسولون  بقلم:د. معتز محمد زين
د معتز محمد زين

مثقفون ومبدعون .. أم مأجورون ومتسولون

ما يحصلفي سوريا اليوم عموما ، وفي ريفي حلب واللاذقية خصوصا هو بكل وضوح احتلال روسي فارسي لسوريا بموافقة غربية ، ومباركة أمريكية ، ورغبة إسرائيلية .. لعبة كبيرة
معقدة لها امتدادات عميقة في المكان تتجاوز حدود الشام لتشمل قريبا المنطقة بأكملها، وفي الزمان لتصل إلى ما يقارب 1400 سنة ...

حدث كبير بهذا الحجم ، قد تشعل نيرانه المنطقة من أقصاها إلى أقصاها ، ومرشح لقلب التوازنات وتغيير التحالفات القديمة وصياغة معادلات جديدة وتبديل موازين القوى ، والتأثير –
من خلال ارتداداته - على الثقافة والفكر والايدولوجيا ، كان من المفروض أن تنتفض له أقلام الأدباء والشعراء والمفكرين ، وريشة الرسامين ، وخيال الكتاب ، وإبداع المخرجين والمنتجين .. كان من المتوقع أن يحرك القوميين ضد الاحتلال الفارسي ،
والوطنيين ضد الاحتلال الروسي ، والمعممين ضد استهداف الإسلام السني ، والديمقراطيين ضد الاستفراد بالسلطة ، والأخلاقيين ضد البراميل والصواريخ التي تغور عميقا في أجساد أطفالنا فتمزق معها قيم العدالة والرحمة والإنسانية في
أعماقنا ..

للسياسيين حساباتهم ، مع أنهم اليوم مطالبون بقرارات جريئة لحماية عروشهم أولا ، وتجنب انتقال الحرب إلى داخل بلادهم ثانيا ، إلا أن حسابات الساسة الدقيقة وتحالفاتهم
الخفية وخوفهم على كراسيهم قد تعطي جوابا لبعض الأسئلة الحائرة وتفسر جبنهم
وترددهم في اتخاذ القرار الشجاع المتمثل بدعم المجاهدين في سوريا على المكشوف
وبدون مواربة تماما كما يفعل " حلفاء " النظام المجرم .. لكنني لا أدري
ما تفسير إحجام المثقفين والأدباء والمفكرين – باستثناء القلة القليلة - عن رفع
الصوت واتخاذ مواقف واضحة من الاحتلال الروسي الإيراني لبلد عربي وتدميره وتهجير
أهله ومحاولة كسر إرادتهم ؟؟ .. كثيرة هي الشخصيات الأدبية البارزة والثقافية المتميزة والدينية المشهورة التي تعود الناس على رؤيتهم تكرارا على الشاشات وسماع خطبهم وقراءة مقالاتهم ومتابعة إنتاجهم الفني أو الفكري قد انسحبوا تماما عن اتخاذ
مواقف صريحة واضحة من هذا الحدث الجلل .. فأين غابت أقلامهم وأعمالهم فجأة ..
ولماذا اختفت أصواتهم حين الحاجة إليها ؟؟!!

ما دعاني لكتابة هذه السطور هو مكالمة أجريتها منذ أيام مع أحد المجاهدين السوريين الأبطال الذين يخوضون أشرف المعارك وأقدسها في ريف حلب .. سأنقل لكم فحوى حديثه لأربطه مع
موضوع المقالة ..

قال لي :
بضع سنوات من الحرب مرت لم نشهد فيها ما نشهده هذه الأيام أو حتى ما يقاربه ..
القصف الروسي جنوني وبأسلحة لم نتعود عليها من ناحية الغزارة والقدرة على التدمير .. القذائف تتساقط علينا كالمطر .. وأنا أعني ما أقول .. إلى درجة لا تكاد تجد فيه
مكانا تحتمي به إلا حفرة يحفرها المجاهد لنفسه تحت الأرض .. قمنا البارحة برصد الصواريخ التي أسقطها العدو الروسي على منطقة معينة محدودة .. فبلغ عددها 140 صاروخا وقذيفة خلال ساعتين فقط .. يحاولون أن يحرقوا المنطقة بأكملها لكي يمهدوا الأرض للقوات الإيرانية وقوات النظام ومرتزقة حزب الله للتقدم فيها واحتلالها .. ولكي يخرج بعدها المعمم الدجال حسن نصر
الله ويتكلم أمام جمهوره عن النصر الذي يسميه إلهيا .. ولو صدق لسماه روسيا .. ولو صدق أكثر لقالها ولو همسا : بالتنسيق مع إسرائيل .. مهما يكن فنحن بعون الله قادرون على التأقلم مع هذا العدوان والتعامل معه لأننا مقتنعون بعدالة قضيتنا ونبل
أهدافنا ، ولأننا أبناء هذه الأرض وجذورنا فيها عميقة ولن ينجح أحد باقتلاعنا منها ، وهؤلاء في النهاية أعداؤنا ، لكن ما
يحزنني هو تلك الطعنات المتكررة من أبناء جلدتنا وتخلي الكثير منهم عنا في هذا الزمن الصعب رغم أننا نقاتل نيابة عن الأمة بأكملها.. وقبل أن ننهي المكالمة أردف قائلا: على كل حال ثق أننا منتصرون ..

أجبته في نفسي بعد انتهاء المكالمة .. يبدو أنك وبدون قصد نطقت الكلمة المناسبة .. فلا أدري إن كنتم ستنتصرون فعلا وتحققون ما ترمون إليه أم لا – مع أنني أرجح انتصاركم – لكنني على يقين أنكم الآن منتصرون .. إن من يغرس قدميه في أرضه ويحمل سلاحه الخفيف ليدافع عن كرامة أهله وحقوقهم وليواجه برشاشه سفالة العالم وتواطؤه ونذالته وأعتى مجرميه وأخبثهم هو بلا شك في حالة انتصار .. انتصر على ذاته .. انتصر على ضعفه
وخوفه .. انتصر على رغباته وشهواته .. وسينتصر إن شاء الله على تحالفات أعدائه وخططهم واستراتيجياتهم ..

ولكن ما علاقة هذا الحديث بتخاذل المثقفين والمعممين والمفكرين ؟؟ .. إن الصمود الأسطوري لهؤلاء المجاهدين الأطهار هو مادة دسمة قادرة على بث الروح من جديد في الأقلام الجافة
والقلوب الباردة والعقول التي أصابها الشلل.. ولئن فشل هذا الحدث الكبير وذاك الصمود الأسطوري للمجاهدين في تحريك الراكد من الأقلام والعقول فما الذي يحركها بعد ذلك ؟؟!! .. لا أقول هذا لأن إنتاج المثقفين سيحرر أرضا أو يرد غازيا .. وإنما
لحماية ظهر المجاهدين ورفع معنوياتهم وتقوية عزائمهم .. إن ثبات المجاهدين هو السياج الأمامي للثورة ، وإن دعم المثقفين لهم هو السياج الخلفي لها .. إذ يحدث أحيانا أن تشكل الكلمة سقفا يحجب قذيفة من أن تصيب قلبا مكلوما ، أو حاجزا يمنع
رصاصة من أن تصل إلى مقلة مثقلة بدموعها ..

أما الصمت تحت أي ذريعة – بما في ذلك ذريعة الصبغة الإسلامية للجهاد الشامي – فهو خيانة للوطن والأمة ، وقبول ضمني بالاحتلال الروسي الإيراني ، وسقوط حر في وادي
اليأس والإحباط والضياع ..

تفقد الثقافة بريقها إذا تجاهلت هموم المجتمع ، ويفقد الخطاب أثره إذا انفصل عن الواقع ، وتفقد الكلمة معناها إذا لم تصدر من أعماق قلب جريح تعتصره معاناة أهله وآلامهم .. إن جوهر الإبداع – الثقافي أو الفني – يتجسد في قدرته على تحريك القيم والمعاني الكامنة في أعماق الناس وتحويلها إلى حركة هادفة وسلوك منتج يخدم المجتمع ويستنفر طاقاته ويوجهها بالوقت والاتجاه المناسبين .. أما رفع الصوت في السلم- دون حاجة - وغيابه في الحرب – حيث الحاجة ملحة – فهو دليل عمالة أو نذالة ..
د معتز محمد زين

9/2/2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف