الأخبار
تل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدود
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة حضاراتهم !! بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2016-02-09
فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة حضاراتهم !! بقلم:حميد طولست
فقه الكراهية ومخالفة البشرية ومعاداة حضاراتهم !!

إنه لمن العداء للسوية البشرية ، تحريم الحب وتجريم الوئام بين البشر ، وإنه لمن البعد عن المدنية والتحضر ، وأد الفرحة وقتل البهجة في نفوس الآدميين ، وإنه لمن إفساد الحياة الإنسانية ، تشجيع الكراهية ونشر البغضاء ، وإنه لمن الشذوذ والغباء ، الدعوة لمخالفة الغير ، وإنه لمن السخافة اعتبار كل ذلك دينا يُتقرب به إلى الله ، على اعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه يوما في أمر من أمورههم الحياتية وحدث من أحداثهم اليومية ، عن التشبه بغير المسلمين ؛ النهي الذي اسقطه فقهاء الظلام ، على كل دروب الحياة ومجالاتها، واستكتروا على الناس كل مباهج الحياة ، ومظاهر الاحتفال بها ، وعمموا ثقافة الحزن والكآبة والتجهم حتى في الأفراح والأعياد ، وحرموا عليهم الأعياد ، الوطنية منها والدينية ، ولم يتوقف بعضهم عند هذا الحد  من التحريم ، بل تمادوا فيه ، إلى أن حرموا الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ودفعت العته الجاهلية ببعضهم إلى اعتبار الاحتفال بالزواج –الذي أمر النبي الكريم بإشهاره - بغير الدف محرم ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : "اعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف" محرمين بذلك كل أنواع الآلتالموسيقى ، ما يحرم الموسيقى على المسلمين ، مع أن الموسيقى تجعله الإنسان يستمتع بتلاوة القرآن والاذان من خلال الاصوات الحسنة ، والمقامات الموسيقية التي تتخللهما ، والتي تنقل السامع بعذوبتها الي عوالم التصوف والخشوع ومعاني الصفاء الجميل ، وترحل به الى دنيا من النقاء ..

لاشك أن المنطق السليم يقر بأن أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونواهيه لصحابته ليست كأوامر القرءان ونواهيه، فالقرآن الكريم يأمر وينهى كل الناس بكل الأزمنة ، بينما ما ورد في الحديث النبوي من أمر ونهي إنما هو في غالبه  خاص بمن صدر في حقهم النهي ، ومحصور في الزمن الذي قيل فيه فقط . وما أظن أنه بإمكان من ويقول بغير هذا الكلام أن يعطي أدلة دامغة ضده ، ويمكن مناقشته والتحقق منه ، لتبقى مخالفة هذا المنطق ، مجرد ادعاءات صنع منها فقهاء الكآبة والكراهية والحقد والنفور من الاخر ، دينا إسلاميا موازيا لدين الله - ما أنزل الله به من سلطان - تسوده الهمجية والعصبية الجاهلية وتخيم عليه ظلال العصور القاتمة القديمة ، التي تدفع الجماهير لمعاداة البشرية وحضارتها ، بدعوى أن معاداتهما ومخالفتهما والنفور منهما ، من صميم السنة النبوية ، ومن نهج السلف الصالح ، الذي يناقض تمام التناقض الغاية من الآية العظيمة التي أقر فيها سبحانه وتعالى أصلاً عظيما من أصول الإسلام ، ومبدأ ضخماً من المبادئ الإنسانية السامية ، الذي هو "المساواة بين الناس" التي ترسخ مظاهر المحبة والتكاتف والتعارف والتساكن والخلق والإبداع وتحقيق قيم الخير والجمال ، والتي يقول فيها سبحانه وتعالى :"انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا  ..." سورة الحجرات .

لكن ورغم كل هذا وغيره كثير ، نجد أن هناك شخصيات عامة كثيرة ومؤثرة في مجتمعنا ، لاتزال، مع الأسف ، تعيش على تلك العقائد والأساطير البشرية الماضوية ، وتتمسك بها ، وتعمل بكل ما تملك من الوسائل على نشرها واستثمارها على نطاقات واسعة ، على اعتبار أنها تراث الأمة وعقيدتها غير القابلة للشك أو التشكيك ، بدلا من أن تعمل على الحد من طغيان ما طفا على سطح الأحداث من أجندات العنف والطائفية التي تسعى الى زرع الكراهية ، ما جعل تخلف أمتنا من فقه الجذب الكالح ، الموسوم بكل عناوين البؤس ، ومضامين التعاسة والكآبة ، إلتى أفقدت الأمة وهجها الآدمي ، وبريقها الإنساني ، وخنقت أنوار مواهبها في ظلمة إدعاءات المدعين وتسلط المتطفلين ، الذين جزوا بالمحتمع في متاهات عمياء لا تفضي إلى طريق السلم والسلامة أبدا.

لقد آن الأوان لهذا التوجه المنخور ، والتفكير المتخلف المصاب بالصدع والتشقق ، الذي لا يقدم للبشرية ، أي مشروع إنساني، ولا مخطط حضاري ، بقدر ما يوظف معاداة البشرية وحضارتها ، للتلاعب بأحلام البسطاء والفقراء، وإخماد صرخات المظلومين، آن له أن يندحر ويسقط إلى الأبد،ويترك المجال لدين السلام والسنة السمحاء ، لتنتشر بين بني البشر !!!؟

أكتب هذا ، ونحن على أعتاب احتفال المجتماعات المتحضرة بعيد الحب ، الذي يصادف الرابع عشر من فبراير من كل عام، فكم نحن اليوم في أمس الحاجة الى ترسيخ مظاهر المحبة والتكاتف ..

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف