هدير الضمير
أقوال وأمثال - 195
(مع حكماء الشعراء)
جمع وترتيب - ياسين عبد الله السعدي
قال صالح بن عبد القدوس:
إن الغني الذي يرضى بعيشــته *** لا من يظل على ما فات مكتئبا
قال الشاعر:
عليك بأوســــاط الأمور فإنها *** نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعْبـــا
قال أحمد شوقي:
أدركتُ أن وراء الضعــف مقدرةً *** وأن للـــحق، لا للقوة الغَلَبــا
من لطيف المعاني أبيات لعلي بن عبد الله بن وصيف المعروف بالناشئ الأصغر فيها من الحكمة :
إني ليهجرني الصديق تجنياً *** فأريه أن لهجره أسبابا
وأخاف إن عاتبتُه أغريتُه *** فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا بليتُ بجاهلٍ متغافلٍ *** يدعو المحال من الأمور صوابا
أوليتُه مني السكوت وربما *** كان السكوتُ عن الجواب جوابا
قال أبو معاوية البيروتي:
ألا يا مستعير الكتْبِ دعني *** فإن إعارتي للكتب عارُ
فكم ضاعت بها كتبٌ عظامٌ *** وكم نقصت فكان بها البوارُ
ومحبوبي من الدنيا كتابي *** فهل أبصرت محبوباً يعارُ !
قصيدة معبِّرة في التحذير من الزواج بالأجنبيات
قال شاعر الحرم اللواء علي بن زين العابدين :
العُيونُ الزُّرْقُ لا تُعجِبني *** إنني أهوى العيون العَسَلِيَّهْ
يا فتاة الغرب لا تندفعي *** إنني أهوى فتاتي العربيهْ
دينُها الإسلام قد هَذّبها *** وارتضاها عَفَّةً فُضْلَى تَقِيّهْ
صاغها الله عفافاً وتُقى *** وانتقاها من خيار البشريهْ
حُرّة النفس منية عِرْضُها *** سمحة الأخلاق من رِجْسٍ نقيهْ
الوفاء المحض من شيمتها *** والحياء الحق سيماها الجَلِيّهْ
رِقّةٌ في حِشْمةٍ في طاعة *** تلك واللهِ صفاتٌ قُدُسِيّهْ
لم تكن لغيري قبلي متعةً *** لا، ولن تغدو لغيري في العشيّهْ
قال أبو جعفر الشطرنجي:
ولا تُخْبرْ بِسِرِّك، بل أَمِتْهُ *** وصيِّرْ في حشاك له حجابا
فما أَوْدعتَ مثلَ القبرِ سرَّاً*** ولا أغلقتَ مثلَ الصدر بابا
قال الشاعر ابن بسام:
ألا إنّ عينَ المرء عنوانُ قلبه *** تخبِّرُ عن أسراره شاء أم أبى
قال البحتري:
إذا ما الجرحُ رُمَّ على فسادٍ*** تبَّينَ فيه تفريطُ الطّبيبِ
قال نهشل بن حري:
بنو الصالحين الصالحون، ومن يكن *** آباءَ سوءٍ يلْقَهُمْ حيثُ سَيَّرا
أرى كل عودٍ نابتٍ في أرومةٍ *** أبى نَسَبُ الفتيانِ أن يَتَغَيَّرا
قال أحمد شوقي:
رُبَّ طفلٍ بَرَّحَ البؤسُ به *** شَبَّ بين العز فيها والخَطَرْ
ورفيعٍ لم يُسوِّدْهُ أبٌ *** مَنْ أبو الشمس ومَنْ جَدُّ القمرْ؟
فَلَكٌ جارٍ ودنيا لم يَدُمْ *** عندها السَّعْدُ ولا النَّحْسُ استَمَرْ
قال حطّان بن عمران المُعَلَّى:
وإنما أولادُنا بيننا *** أكبادُنا تمشي على الأرضِ
لو هَبَّت الريحُ على بعضِهم *** لامتنعتْ عيني من الغَمْضِ
وقال جورج صيدح مثل ذلك:
إنّما أولادُنا أكبادُنا *** وعلى الأكبادِ نحيا آملين
من المبالغات في شعر الغزل قول الرقاشي الصوفي:
ولما تلاقينا على سفح رامة *** وجدت بنان العامرية أحمرا
فقلت خضبت الكف بعد فراقنا *** فقالت معاذ الله ذلك ما جرى
ولكنني لما رأيتك راحلاً *** بكيت دماً حتى بللت به الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي *** فصار خضاباً بالأكف كما ترى
نشر في جريدة القدس يوم السبت بتاريخ 6-2-2016م ؛ صفحة 18
[email protected]
أقوال وأمثال - 195
(مع حكماء الشعراء)
جمع وترتيب - ياسين عبد الله السعدي
قال صالح بن عبد القدوس:
إن الغني الذي يرضى بعيشــته *** لا من يظل على ما فات مكتئبا
قال الشاعر:
عليك بأوســــاط الأمور فإنها *** نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعْبـــا
قال أحمد شوقي:
أدركتُ أن وراء الضعــف مقدرةً *** وأن للـــحق، لا للقوة الغَلَبــا
من لطيف المعاني أبيات لعلي بن عبد الله بن وصيف المعروف بالناشئ الأصغر فيها من الحكمة :
إني ليهجرني الصديق تجنياً *** فأريه أن لهجره أسبابا
وأخاف إن عاتبتُه أغريتُه *** فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا بليتُ بجاهلٍ متغافلٍ *** يدعو المحال من الأمور صوابا
أوليتُه مني السكوت وربما *** كان السكوتُ عن الجواب جوابا
قال أبو معاوية البيروتي:
ألا يا مستعير الكتْبِ دعني *** فإن إعارتي للكتب عارُ
فكم ضاعت بها كتبٌ عظامٌ *** وكم نقصت فكان بها البوارُ
ومحبوبي من الدنيا كتابي *** فهل أبصرت محبوباً يعارُ !
قصيدة معبِّرة في التحذير من الزواج بالأجنبيات
قال شاعر الحرم اللواء علي بن زين العابدين :
العُيونُ الزُّرْقُ لا تُعجِبني *** إنني أهوى العيون العَسَلِيَّهْ
يا فتاة الغرب لا تندفعي *** إنني أهوى فتاتي العربيهْ
دينُها الإسلام قد هَذّبها *** وارتضاها عَفَّةً فُضْلَى تَقِيّهْ
صاغها الله عفافاً وتُقى *** وانتقاها من خيار البشريهْ
حُرّة النفس منية عِرْضُها *** سمحة الأخلاق من رِجْسٍ نقيهْ
الوفاء المحض من شيمتها *** والحياء الحق سيماها الجَلِيّهْ
رِقّةٌ في حِشْمةٍ في طاعة *** تلك واللهِ صفاتٌ قُدُسِيّهْ
لم تكن لغيري قبلي متعةً *** لا، ولن تغدو لغيري في العشيّهْ
قال أبو جعفر الشطرنجي:
ولا تُخْبرْ بِسِرِّك، بل أَمِتْهُ *** وصيِّرْ في حشاك له حجابا
فما أَوْدعتَ مثلَ القبرِ سرَّاً*** ولا أغلقتَ مثلَ الصدر بابا
قال الشاعر ابن بسام:
ألا إنّ عينَ المرء عنوانُ قلبه *** تخبِّرُ عن أسراره شاء أم أبى
قال البحتري:
إذا ما الجرحُ رُمَّ على فسادٍ*** تبَّينَ فيه تفريطُ الطّبيبِ
قال نهشل بن حري:
بنو الصالحين الصالحون، ومن يكن *** آباءَ سوءٍ يلْقَهُمْ حيثُ سَيَّرا
أرى كل عودٍ نابتٍ في أرومةٍ *** أبى نَسَبُ الفتيانِ أن يَتَغَيَّرا
قال أحمد شوقي:
رُبَّ طفلٍ بَرَّحَ البؤسُ به *** شَبَّ بين العز فيها والخَطَرْ
ورفيعٍ لم يُسوِّدْهُ أبٌ *** مَنْ أبو الشمس ومَنْ جَدُّ القمرْ؟
فَلَكٌ جارٍ ودنيا لم يَدُمْ *** عندها السَّعْدُ ولا النَّحْسُ استَمَرْ
قال حطّان بن عمران المُعَلَّى:
وإنما أولادُنا بيننا *** أكبادُنا تمشي على الأرضِ
لو هَبَّت الريحُ على بعضِهم *** لامتنعتْ عيني من الغَمْضِ
وقال جورج صيدح مثل ذلك:
إنّما أولادُنا أكبادُنا *** وعلى الأكبادِ نحيا آملين
من المبالغات في شعر الغزل قول الرقاشي الصوفي:
ولما تلاقينا على سفح رامة *** وجدت بنان العامرية أحمرا
فقلت خضبت الكف بعد فراقنا *** فقالت معاذ الله ذلك ما جرى
ولكنني لما رأيتك راحلاً *** بكيت دماً حتى بللت به الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي *** فصار خضاباً بالأكف كما ترى
نشر في جريدة القدس يوم السبت بتاريخ 6-2-2016م ؛ صفحة 18
[email protected]