ارض القتلة
مغروسة بآلاف الحراب والسيوف والمقابر ، مغروسة بالأشواق والأحلام القتيلة , كانت المقابر المترامية على مرمى النظر تعطى شارة بلا نهاية لأرض القتلة ، في عصر الذرة وسفن الفضاء في عصر السرعة ، ارتد الإنسان ثانية ليعانق وحشيته ويحي ارث هولاكو والصليب ، وكان المسلم في كل الأزمان هو المصلوب والذبيح ، لان ساحرا يهوديا مر بأرض العرب ، شاهد ذلك المزارع يغرس أرضه ويبني بيته ومسجده ويرتل قرانه ، وحوله صبية صغار كان يرقصون ويغنون في بستان الياسمين ، فلم يطرب هذا الساحر ، الذي طلب من المزارع كسرة خبز وجرعة ماء .
ومضى إلى بلاد القتلة وراح يخبر الغرب بوحش رآه قرب الحقول .. قرب الحدود وحش سيعيد الغرب والأرض لعصور الظلام .. وحش في ثوب مزارع فاحذروه .
كانت التعويذة والنبوءة تحكم وثاقها على ذلك المزارع البسيط ، الذي كان يجلس وعائلته في البستان يسرد لهم حكاية صغيرة عن غيلان الموت والعواصف ، حين مر بهم طيرا وحشي الأنياب واختطف من المزارع أسرته وأرضه ، وبقي ظل يهيم في القفار يبحث عن أطفال كانوا هنا يبحث عن منزل وورود ، وحين أضناه التعب والحنين نام هائما في الطريق .
فجاء شاب يسأله عما به سرد المزارع حكايته وأخبره بكل ما كان ، ابتسم الشاب وذهب بالأب إلى مكان بعيد .
منذ ذلك الحين صارت المذابح والدمار ظلا من ذكريات ، وبقيت ثمة حكاية تتحدث عن ارض القتلة الممتدة من ارض كسرى إلى ارض القوزاق إلى بلاد العام سام ، كان العربي المسلم في مرمى السهام ، وكان هو القتيل والذبيح في كل الوهاد بسبب نبوءة ساحر يهودي قال أن المزارع كان يحمل بين يديه قرانا وبشارة ، وظل المسلم في كل واد يموت ويدمر منزله أمام عينيه ويقتل أشباله ، في كل حكاية ثمة ساحر يهودي يحمل سهمه المسموم ويغرسه في الأجساد القتيلة حتى بعد الموت وتمزيق الجسد بطيور الموت ، كان المسلم يرهب بأشلائه بمزق أشباله العالم كله يرهب كسرى وقيصر الروس وصليب العم سام حتى بأشلائه كان يرهب العالم كله ، حين يغرس شجرة الياسمين أو يرتل قرانه.
كان محكوما على العربي أن يموت بكل السيوف ، لان عرافا يهوديا مر بالمكان وأخبر القوم عن جنة خضراء تسكن عيني العربي وأشواقه ، ومن ذلك الحين اصبح العربي يقتل ويموت بآلاف الحراب والسيوف ، فيما وحوش القتلة يبحثون بجنون على جنته الخضراء كي يسرقوها من عينيه وتاريخه وأشواقه ، وبعد مليار مذبحة حين هام المسلم في فيافي القتلة وراح يبشر بغد آخر ونبوءة وقرآن .
منذ كان إبراهيم في أور والحرائق هي الحرائق .. منذ سطر الفتية في حوران قدرهم كانت الحرائق هي الحرائق ، لكن نمرود اليوم صار بألف قناع وسيف مسموم ، ولسوف تعيش النبوءة من جديد .
ابتسم المزارع وهو يقترب من ارض القتلة ويرى السادة الكبار يحضرون لمذبحة قادمة ، تسلل بين ظلال سارقي الجنان والحياة وقرا سورة قصيرة وأومض المكان ، عرفوا في ذاك الحين حقيقة الجنان ، لكنهم رقموا العربي المسلم بآلاف التهم ، وظل الموت يعربد في المكان وتمتد المقابر في كل الوهاد ، فيما ثمة طيف مزارع يمر كل حلم ببستان الياسمين المسروق من أحلامه وعينيه ويرتل قرانه على مسمع العراف اليهودي ، الذي كان يرتجف هو وأبناء كسرى ، وهم يقسمون بكل كتبهم الزائفة انه رغم مليار قتيل عربي فان المزارع لم يمت بعد ، وان بشارته حية وكذا جنته .
ظل القتلة في كل الفيافي يبحثون عن طيف مزارع مر بالمكان يحمل في أشواقه قرانه وأحلام الجنان .
ولازالت الحكاية في ارض العرب والمذابح تحكي ألف حقد للصليب وكسرى وقيصر وصهيون في بلادي بحثا عن جنة خضراء ونبوءة إبراهيم الخليل فينا ، كي يسرقوها من أحلام الأرض وارث النخيل
تطوان الشرق
مغروسة بآلاف الحراب والسيوف والمقابر ، مغروسة بالأشواق والأحلام القتيلة , كانت المقابر المترامية على مرمى النظر تعطى شارة بلا نهاية لأرض القتلة ، في عصر الذرة وسفن الفضاء في عصر السرعة ، ارتد الإنسان ثانية ليعانق وحشيته ويحي ارث هولاكو والصليب ، وكان المسلم في كل الأزمان هو المصلوب والذبيح ، لان ساحرا يهوديا مر بأرض العرب ، شاهد ذلك المزارع يغرس أرضه ويبني بيته ومسجده ويرتل قرانه ، وحوله صبية صغار كان يرقصون ويغنون في بستان الياسمين ، فلم يطرب هذا الساحر ، الذي طلب من المزارع كسرة خبز وجرعة ماء .
ومضى إلى بلاد القتلة وراح يخبر الغرب بوحش رآه قرب الحقول .. قرب الحدود وحش سيعيد الغرب والأرض لعصور الظلام .. وحش في ثوب مزارع فاحذروه .
كانت التعويذة والنبوءة تحكم وثاقها على ذلك المزارع البسيط ، الذي كان يجلس وعائلته في البستان يسرد لهم حكاية صغيرة عن غيلان الموت والعواصف ، حين مر بهم طيرا وحشي الأنياب واختطف من المزارع أسرته وأرضه ، وبقي ظل يهيم في القفار يبحث عن أطفال كانوا هنا يبحث عن منزل وورود ، وحين أضناه التعب والحنين نام هائما في الطريق .
فجاء شاب يسأله عما به سرد المزارع حكايته وأخبره بكل ما كان ، ابتسم الشاب وذهب بالأب إلى مكان بعيد .
منذ ذلك الحين صارت المذابح والدمار ظلا من ذكريات ، وبقيت ثمة حكاية تتحدث عن ارض القتلة الممتدة من ارض كسرى إلى ارض القوزاق إلى بلاد العام سام ، كان العربي المسلم في مرمى السهام ، وكان هو القتيل والذبيح في كل الوهاد بسبب نبوءة ساحر يهودي قال أن المزارع كان يحمل بين يديه قرانا وبشارة ، وظل المسلم في كل واد يموت ويدمر منزله أمام عينيه ويقتل أشباله ، في كل حكاية ثمة ساحر يهودي يحمل سهمه المسموم ويغرسه في الأجساد القتيلة حتى بعد الموت وتمزيق الجسد بطيور الموت ، كان المسلم يرهب بأشلائه بمزق أشباله العالم كله يرهب كسرى وقيصر الروس وصليب العم سام حتى بأشلائه كان يرهب العالم كله ، حين يغرس شجرة الياسمين أو يرتل قرانه.
كان محكوما على العربي أن يموت بكل السيوف ، لان عرافا يهوديا مر بالمكان وأخبر القوم عن جنة خضراء تسكن عيني العربي وأشواقه ، ومن ذلك الحين اصبح العربي يقتل ويموت بآلاف الحراب والسيوف ، فيما وحوش القتلة يبحثون بجنون على جنته الخضراء كي يسرقوها من عينيه وتاريخه وأشواقه ، وبعد مليار مذبحة حين هام المسلم في فيافي القتلة وراح يبشر بغد آخر ونبوءة وقرآن .
منذ كان إبراهيم في أور والحرائق هي الحرائق .. منذ سطر الفتية في حوران قدرهم كانت الحرائق هي الحرائق ، لكن نمرود اليوم صار بألف قناع وسيف مسموم ، ولسوف تعيش النبوءة من جديد .
ابتسم المزارع وهو يقترب من ارض القتلة ويرى السادة الكبار يحضرون لمذبحة قادمة ، تسلل بين ظلال سارقي الجنان والحياة وقرا سورة قصيرة وأومض المكان ، عرفوا في ذاك الحين حقيقة الجنان ، لكنهم رقموا العربي المسلم بآلاف التهم ، وظل الموت يعربد في المكان وتمتد المقابر في كل الوهاد ، فيما ثمة طيف مزارع يمر كل حلم ببستان الياسمين المسروق من أحلامه وعينيه ويرتل قرانه على مسمع العراف اليهودي ، الذي كان يرتجف هو وأبناء كسرى ، وهم يقسمون بكل كتبهم الزائفة انه رغم مليار قتيل عربي فان المزارع لم يمت بعد ، وان بشارته حية وكذا جنته .
ظل القتلة في كل الفيافي يبحثون عن طيف مزارع مر بالمكان يحمل في أشواقه قرانه وأحلام الجنان .
ولازالت الحكاية في ارض العرب والمذابح تحكي ألف حقد للصليب وكسرى وقيصر وصهيون في بلادي بحثا عن جنة خضراء ونبوءة إبراهيم الخليل فينا ، كي يسرقوها من أحلام الأرض وارث النخيل
تطوان الشرق