الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ارض القتلة بقلم:فاطمة الخليل

تاريخ النشر : 2016-02-06
ارض القتلة
مغروسة بآلاف الحراب والسيوف والمقابر ، مغروسة بالأشواق والأحلام القتيلة , كانت المقابر المترامية على مرمى النظر تعطى شارة بلا نهاية لأرض القتلة ، في عصر الذرة وسفن الفضاء في عصر السرعة ، ارتد الإنسان ثانية ليعانق وحشيته ويحي ارث هولاكو والصليب ، وكان المسلم في كل الأزمان هو المصلوب والذبيح ، لان ساحرا يهوديا مر بأرض العرب ، شاهد ذلك المزارع يغرس أرضه ويبني بيته ومسجده ويرتل قرانه ، وحوله صبية صغار كان يرقصون ويغنون في بستان الياسمين ، فلم يطرب هذا الساحر ، الذي طلب من المزارع كسرة خبز وجرعة ماء .
ومضى إلى بلاد القتلة وراح يخبر الغرب بوحش رآه قرب الحقول .. قرب الحدود وحش سيعيد الغرب والأرض لعصور الظلام .. وحش في ثوب مزارع فاحذروه .
كانت التعويذة والنبوءة تحكم وثاقها على ذلك المزارع البسيط ، الذي كان يجلس وعائلته في البستان يسرد لهم حكاية صغيرة عن غيلان الموت والعواصف ، حين مر بهم طيرا وحشي الأنياب واختطف من المزارع أسرته وأرضه ، وبقي ظل يهيم في القفار يبحث عن أطفال كانوا هنا يبحث عن منزل وورود ، وحين أضناه التعب والحنين نام هائما في الطريق .
فجاء شاب يسأله عما به سرد المزارع حكايته وأخبره بكل ما كان ، ابتسم الشاب وذهب بالأب إلى مكان بعيد .
منذ ذلك الحين صارت المذابح والدمار ظلا من ذكريات ، وبقيت ثمة حكاية تتحدث عن ارض القتلة الممتدة من ارض كسرى إلى ارض القوزاق إلى بلاد العام سام ، كان العربي المسلم في مرمى السهام ، وكان هو القتيل والذبيح في كل الوهاد بسبب نبوءة ساحر يهودي قال أن المزارع كان يحمل بين يديه قرانا وبشارة ، وظل المسلم في كل واد يموت ويدمر منزله أمام عينيه ويقتل أشباله ، في كل حكاية ثمة ساحر يهودي يحمل سهمه المسموم ويغرسه في الأجساد القتيلة حتى بعد الموت وتمزيق الجسد بطيور الموت ، كان المسلم يرهب بأشلائه بمزق أشباله العالم كله يرهب كسرى وقيصر الروس وصليب العم سام حتى بأشلائه كان يرهب العالم كله ، حين يغرس شجرة الياسمين أو يرتل قرانه.
كان محكوما على العربي أن يموت بكل السيوف ، لان عرافا يهوديا مر بالمكان وأخبر القوم عن جنة خضراء تسكن عيني العربي وأشواقه ، ومن ذلك الحين اصبح العربي يقتل ويموت بآلاف الحراب والسيوف ، فيما وحوش القتلة يبحثون بجنون على جنته الخضراء كي يسرقوها من عينيه وتاريخه وأشواقه ، وبعد مليار مذبحة حين هام المسلم في فيافي القتلة وراح يبشر بغد آخر ونبوءة وقرآن .
منذ كان إبراهيم في أور والحرائق هي الحرائق .. منذ سطر الفتية في حوران قدرهم كانت الحرائق هي الحرائق ، لكن نمرود اليوم صار بألف قناع وسيف مسموم ، ولسوف تعيش النبوءة من جديد .
ابتسم المزارع وهو يقترب من ارض القتلة ويرى السادة الكبار يحضرون لمذبحة قادمة ، تسلل بين ظلال سارقي الجنان والحياة وقرا سورة قصيرة وأومض المكان ، عرفوا في ذاك الحين حقيقة الجنان ، لكنهم رقموا العربي المسلم بآلاف التهم ، وظل الموت يعربد في المكان وتمتد المقابر في كل الوهاد ، فيما ثمة طيف مزارع يمر كل حلم ببستان الياسمين المسروق من أحلامه وعينيه ويرتل قرانه على مسمع العراف اليهودي ، الذي كان يرتجف هو وأبناء كسرى ، وهم يقسمون بكل كتبهم الزائفة انه رغم مليار قتيل عربي فان المزارع لم يمت بعد ، وان بشارته حية وكذا جنته .
ظل القتلة في كل الفيافي يبحثون عن طيف مزارع مر بالمكان يحمل في أشواقه قرانه وأحلام الجنان .
ولازالت الحكاية في ارض العرب والمذابح تحكي ألف حقد للصليب وكسرى وقيصر وصهيون في بلادي بحثا عن جنة خضراء ونبوءة إبراهيم الخليل فينا ، كي يسرقوها من أحلام الأرض وارث النخيل
تطوان الشرق
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف