الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رأيت فيما يرى النائم.. خواطر ساخرة! بقلم:عادل بدران

تاريخ النشر : 2016-01-26
رأيت فيما يرى النائم.. خواطر ساخرة! بقلم:عادل بدران
رأيت فيما يرى النائم.. خواطر ساخرة!

عدت بعد يوم طويل من العمل في مكتبة الكلية، منهك القوى، مشتت الفكر، لا أريد من الدنيا سوى ان أنام قليلا فيستريح الجسد المنهك لكن الطعام جاهز، ولا بد من تناوله، جلست اتناول طعامي وانا اشاهد التلفزيون فهذه عادة سرت عليها ، حتى أضرب عصفورين بحجر واحد!.

أعلن المذيع انعقاد مؤتمر القمة العربية بسبب الأوضاع في العالم العربي ، وسط جو شديد من التفاؤل بتحقق اماني الأمة العربية، التي تتطلع اليها منذ سنوات طوال.

كاد النعاس يغلبني من شدة الاعياء وانا اتناول طعامي، فرأسي يترنح فلم يعد قادراً. ظلت أصوات المذيع المتفائل تتردد في مسامعي، أهو حلم ذلك الذي أراه أم حقيقة!.

خرج أحد الرؤساء مندوبا عنهم ليتحدث مع الصحفيين والمراسلين..

سيادة الرئيس: أصحيح اننا أصبحنا مثل الدول الأوروبية بغير تأشيرة دخول؟! أعنى هل ألغيت التأشيرة بين الدول العربية أسوة بالدول الأوروبية، وأصبح المواطن العربي كالأوربي، يستطيع ان يجوب بلاده كلها بغير تصريح ولا تأشيرة؟!.

أرجوك.. لا تقارننا بالدول الأوروبية! هذا خطأ فادح الذي نقع فيه، والصحيح أننا عدنا الى الأصل، والى الوضع الطبيعي، للدولة الواحدة.                    ولك أن تعود كما كان الأدباء والشعراء والمفكرون جميعا يجوبون الوطن العربي كله بلا تصريح ولا تأشيرة، ولك ان تقرأ سيرة الامام الغزالي، او المتنبي، او ابن خلدون.. وغيرهم ... ؛ لتجد انهم سبقوا الأوروبيين جميعا في تنقلاتهم، في أرجاء الوطن الكبير بلا تصريح للدخول والخروج! فنحن الأصل وهم التقليد! فرح الصحفي اللامع بإجابة السيد الرئيس.

فعاد الصحفي وسأله وهو في نشوة لا توصف، فقد مُنع هو نفسه من دخول بعض الدول العربية، وبقي في المطار الى ان عاد ادراجه.                       وعاد يسأل الرئيس: أصحيح يا سيدي الرئيس ان الدول العربية سوف تسحب أرصدتها من البنوك الأوروبية والأمريكية.

هذا ما اتفقنا عليه وسيبدأ التنفيذ من اليوم، وان كان الأمر كما ذكرت.. فسوف تسحب الأرصدة من بنوك الدول المعادية فقط! لتوضع في بنوك عربية خالصة.

واتفقت الدول العربية مجتمعة، انها سوف تصدر جواز سفر فلسطينيا باسمها جميعا، يمكنه من العمل والعيش في الوطن العربي الكبير، وكافة حقوقه مصونة ومحفوظة ، على أن يكون الجواز مؤقتا الى أن يعود الفلسطيني الى بلده ووطنه الأم فيعيش فيها.

المشاهد تتلاحق امامي بغير ترابط منطقي، ولست ادري كيف انقلب المشهد لأجد نفسي في لندن أسير فيها، نحو احدى المكتبات الشهيرة، وماهي الا لحظات حتى وقفت مندهشا أمام الصحف البريطانية التي تحذر حكومتها مما يحدث في العالم العربي من توحيد الدول والشعوب..، وقرات في صحيفة خبراً يقول:      أن الحكومات العربية تناشد ذوي المواهب ، الابداع ، وأصحاب الخبرات ، العودة الى بلادهم فوراً، فالوطن بحاجة ماسة لهم! وأنهم سيكونون موضع اهتمام ورعاية خاصة، وسوف يعمل كل منهم في موقعة! بكل احترام وتقدير مع حوافز وعلاوات عالية جداً.

ويضيف الكاتب: أن أحد رجال الأعمال الكبار وأصحاب الملايين العرب قد تبرع برقم مالي ضخم لبناء صرح كبير.. مستشفى للقلب!! وسيكون أسم المستشفى على اسم الدكتور مجدي يعقوب الجراح الكبير.. وكم كانت دهشتي أيضا ان الدكتور الكبير وافق العودة من غربته وأن يدير المستشفى بنفسه ، وسيعمل معه الاف الأطباء العرب العائدين من الغربة.

وقلت في نفسي هذه ثروة أغلى من كنوز الدنيا.

انقلب المشهد ورأيت نفسي مرة أخرى في دولة عربية... وإذا بي أدخل الى مبنى جديد أقيم كمكتبة ضخمة ، وما أن وضعت قدمي على الدرج، حتى خيل لي أنني أخطأت المبنى، وكدت أسحب قدمي! فالمبنى ضخم للغاية، مكون من عدة طوابق ضخمة ، خصص لكل قسم طابق خاص ، فهنا كتب اللغة العربية وموضوعاتها.. إلخ والطابق الثاني لكتب التاريخ ، والطابق الثالث للجغرافيا والرابع للفلسفة وهكذا وهكذا.. لكن الذي أدهشني؟! أنني كدت أختنق من كثرة الرواد؟! بحيث أصبحت شعوبنا فجأة تعشق القراءة والثقافة والمعرفة!!.

 مع أن المكيفات تعمل وبقوة والذي زاد دهشتي أيضا أنني لم أجد مقعدا خاليا أستطيع الجلوس عليه من كثرة الزحام، كان أشبه بيوم الحشر..

وسرت خطوات قليلة فإذا بي أدخل لقاعة محاذية للمكتبة سألت أحد المارة:    أين انا..؟! فقال: انت في المعرض الدولي للكتاب العربي..، ماذا؟! .

سرت في أرض المعرض ووجدت دائرة المعارف البريطانية بأجزائها الثلاثة والثلاثون فقد كتب على كل مجلد مبلغ دينار واحد؟! وعندما سألت البائع أجاب وهو يبتسم: الكتب مدعومة من الدولة ، وكذلك أشرطة الموسيقى الكلاسيكية فهذه (غذاء للروح) فهي كرغيف الخبز تماماً..

فسألته ومن قام بترجمة هذا العمل الجليل ؟!.                                            أجاب: لجنة كبرى للترجمة على مستوى الوطن العربي كله بالتساوي، ألم تستمع عن التكامل الاقتصادي بين العرب؟! لم نعد نستورد الورق كما كان في الماضي، وإنما نحن نصنّعه الآن! فلما بدت علي الدهشة!! سألني من أين أتيت؟ 

قلت من..... ولا أدري كيف جئت.. ففرح بي وبدت عليه علامات الدهشة..  فالتطبيع عندهم معمول به من وراء الكواليس..

شكرت الرجل على حسن استقباله، وسرت في طريقي لأجد ما يشبه السرادق الضخم، كتب عليه من الخارج (حفل تكريم العلم والعلماء)! ووجدت شخصية  مهمة تتصدر المنصة الرئيسية ، وهو يقف ليستقبل صفاً طويلاً من العلماء في كافة المواضيع يصافحهم، ويسلم كلا منهم (شهادة) ملفوفة، لا أدري إن كانت شهادة تقدير ام شهادة استثمار..!

فالذي أعرفه أن دولنا العربية تُكرّم وتشجّع الراقصات وأهل الفن والغناء على غنائهم..!! ووجدتني أحشر نفسي بمشقة في الصف الأول.. لأمد يدي أصافحه، وإذا بالرجل يبتسم ويهم بمد يده.. وهنا افقت على صوت زوجتي تصيح، (ألم تكف بعد عن هذه العادة السيئة، عادة الهذيان اثناء النوم؟) تتكلم في الحلم بانفعال كما تفعل وانت يقظان، انظر كيف ركلت الغطاء؟، فسقط على الأرض!!.

نهضت وانا اتمتم: (خيراً إن شاء الله! اللهم اجعله خير..!).

على الخير نلقاكم بمشيئة الله مع خواطر جديدة.

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف