الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مارى كوينى رائدة الانتاج بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2016-01-10
مارى كوينى رائدة الانتاج بقلم:وجيه ندى
ماري كويني رائدة الانتاج

وجيــه نــدى الباحث فى التراث الفنى و حياة الفنانه مارى كوينى هى رائدة سينمائية ، جاءت إلي مصر من بر الشام، وكان لها دور كبير في عالم الفن ، تمثيلا وانتاجا، كما كان لها باع في عملية المونتاج لكثير من الأفلام، انها ماري كويني ابنة أخت الرائدة آسيا داغر وزوجة المخرج العبقري أحمد جلال ووالدة المخرج المعاصر نادر جلال وجدة المخرج الشاب أحمد جلال. وماري جاهدت مع زوجها في صناعة العديد من الأفلام الناجحة والتي تعتبر علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية. لفتت ماري كويني الأنظار اليها منذ وصولها مصر بجمالها الأخاذ وذكائها الواضح مثل خالتها آسيا، وقدمت للسينما العديد من الأفلام التي تعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية ويكفي ان نذكر هنا فيلم ابن النيل الذي انتجته سنة 1951 وفيه قدم يوسف شاهين نفسه كمخرج صاحب رؤية جديدة في دنيا السينما، وأبدع في التمثيل شكري سرحان الذي كان في بدايات حياته الفنية ومحسن سرحان الذي سبق وقدمته في فتاة متمردة وفاتن حمامة التي كانت تخطو خطوتها الواثقة نحو المجد، وكانت قد انتجت سنة 1950 ظلموني الناس لفاتن حمامة وكمال الشناوي اخراج حسن الإمام، ملك الترسو، ثم أسرار الناس لنفس المخرج وبطولة فاتن ومحسن سرحان وقدمت فيلما من اخراج إبراهيم عمارة هو المال والبنون بطولة الممثلة الهادئة ذات الجمال الهادئ زهرة العلا ومحسن سرحان، ونلاحظ هنا ان ماري كويني كانت مؤمنة اشد الايمان بموهبة محسن سرحان الذي قدمته في كثير من افلامها وكانت سببا أساسيا في تثبيت قدميه في عالم السينما.
في موسم 1955 سمع الجمهور في برنامج ركن الهواة بالإذاعة المصرية، مطربا جامعيا من كلية التجارة صاحب صوت رخيم، حلو، النبرات، يقدم فقرة في هذا البرنامج، استمعت اليه ماري كويني فأعجبت بصوته، وفي نفس الوقت كان مصطفي وعلي أمين يبحثان عن وجه وصوت جديد لتقديمه لعالم السينما، فوقع اختيار الثلاثي كويني والأخوين أمين علي ذلك الصوت، وهو المطرب كمال حسني، قدمته ماري كويني بطلا لفيلم ربيع الحب امام شادية سنة 1955 ومعه شكري سرحان ومن اخراج إبراهيم عمارة.
ونجح الفيلم نجاحا كبيرا وذاعت أغنياته وبلغة أهل المغني ضربت كثيرا من أغاني تلك الفترة، وغني كمال مع شادية دويتو، لو سلمتك قلبي واديلتلك مفتاحه ، راح تقدر علي حبي ودموعه وافراحه .وكان أكثر شيوعا من ثنائيات كثيرة ظهرت في نفس الوقت، وكانت الطقطوقة التي غناها بمفرده هي أغنية الموسم، غالي عليّ، غالي عليّ - وأغلي عندي م الدنيا ديّ وأدي نجاح الفيلم الي أن توقع معه ماري كويني عقدا لفيلم جديد، لكن فسخ العقد فجأة واختفي كمال حسني من الساحة، وحول هذه الظاهرة، قالت ماري في أحاديثها عنه، ان زوجته منعته من التمثيل والغناء، وكتب مصطفي أمين قصة مخالفة، قال: ان كمال حسني فضل الوظيفة التي كان يعمل بها كمحاسب علي أن يكون فنانا.
أما المطرب نفسه وقبل رحيله، فحكي قصة أخري مخالفة تماما لما ذكرته ماري كوينى وما قاله مصطفى أمين، عاش الفنان وكان فى حرب فنى - أن مارى كوينى بحسها العالي اكتشفت مطربا ممثلا كان من الممكن أن يكون شيئا كبيرا في عالم الفن والطرب الفنى وظلت ماري كويني تنتج وهي بعيدة عن التمثيل حتي قامت ببطولة آخر فيلم مثلت فيه وهو نساء بلا رجال سنة 1953 شاركها البطولة عماد حمدي وقام باخراج الفيلم يوسف شاهين. وظلت مؤمنة تماما بامكانات يوسف شاهين فقدمته مخرجا في كثير من افلامها، قدمته في فيلم فجر يوم جديد الذي قدم فيه يوسف شاهين الممثل سيف عبد الرحمن وسناء جميل بطلين للفيلم معه، سنة 1965. وكما كانت معجبة بيوسف شاهين، كانت ايضا مقدرة لموهبة وامكانات حسن الإمام فقدم لها ضمن ما قدم حب من نار بطولة شادية وشكري سرحان سنة 1958.
عاشت كل أيام حياتها في السينما متفردة وهي طفلة، ثم ممثلة مع خالتها ثم منتيرة مع زوجها احمد جلال وصاحبة استوديو عظيم في مصر، من هنا فقد تعهدت ابنها نادر جلال الذي كانت تعتبره كل حياتها وأصرت علي حصوله علي بكالوريوس التجارة، بجوار مؤهل المعهد العالي للسينما حتي يكون مثقفا وملما بكل دقائق واسرار العمل وكيف لا، وهو ربيب بيت فني عريق وكان يسكن في استوديو جلال الذي يموج بالحركة الفنية، وعندما تخرج لم يرض أن يقوم بإخراج فيلم من انتاج والدته بل فضل أن يعمل مساعدا مدة طويلة من الزمن لاكتساب خبرات أكبر، وعندما نضج تماما انتجت له والدته ماري كويني عدة أفلام منها:غدا يعود الحب بطولة نيللي ونور الشريف 1969 و رجال لا يخافون الموت بطولة فريد شوقي وسهير رمزي و بدور نجلاء فتحي ومحمود ياسين و أرزاق يا دنيا لنور الشريف ويسرا سنة 1982، ونجح نادر في كل هذه الأفلام لأنه اصلا مخرج موهوب ولا بد من أن نذكر هنا ـ انه لم يكتف بما قدمته والدته من انتاج لكنه قام وفي نفس الوقت باخراج عدد آخر من الأفلام بعيدا عن والدته. وقامت ماري كوين بمغامرة عندما ساهمت في انتاج فيلم مصري ـ اسباني مشترك هو غرام في الصحراء أخرجه الاسباني ليون كليموسكي وهو انتاج ضخم قالت عنه في احاديثها الصحافية انه لم يربح شيئا لكنه غطي تكاليفه ولم تقم بمغامرة مماثلة بعد ذلك، وقامت بعمل المنتج المنفذ أي انها لم تكن صاحبة المال في اكثر من فيلم مع جمال الليثي ثم اعتزلت ولم تبخس الدولة المصرية ولا رجال الفن حق هذه الرائدة فنالت من التقدير ما تستحقه وقد فاز فيلم أزراق يا دنيا بجائزة المركز الكاثوليكي وسبق هذا حصولها علي جائزة الدولة التشجيعية عن فيلم حب من نار 1958 ونال فيلم ابن النيل التقدير في الهند وحصل علي شهادة تقدير من مهرجان الهند الدولي كما عاد المركز الكاثوليكي وأعطاها شهادة تقدير عن فيلم بدور .وظلت في البيت تربي احفادها، أبناء نادر حتي توفيت في 23 نوفمبر 2003.رحمها الله و اسكنها فسيح جناته الباحث فى التراث الفنى وجيــه نـــدى  [email protected].
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف