الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في رواية "رحلات عجيبة في البلاد الغريبة" بقلم:علي عبد الجبار موقدي

تاريخ النشر : 2016-01-06
قراءة في رواية "رحلات عجيبة في البلاد الغريبة" بقلم:علي عبد الجبار موقدي
قراءة في رواية "رحلات عجيبة في البلاد الغريبة"

مراجعه وتحليل:علي عبد الجبار موقدي 

 منذ مدة طويلة انقطعت عن قراءة الروايات لا ادري لماذا ربما بسبب تغير الأولويات فقد كنت قارئا نهما أيام الدراسة الجامعية اذكر آخر روايتين قرأتهما  الأولى بعنوان"ثمانون عاما بحثا عن مخرج" تحكي قصة شباب قد دخلوا إلى عالم آخر من بيت مهجور كان الناس يتناقلون عنه الأساطير . والثانية وليمة لأعشاب البحر للكاتب السوري حيدر حيدر,  وربما الاخيرة هي التي جعلتني ارى ذلك مضيعة للوقت لاسباب رايتها فيها ليست موضوعنا هنا.

استمر جفائي للرواية العربية حتى ذلك اليوم الذي ناوليني فيه صديقي الصحفي عزمي شقير رواية من مكتبة مركز عبد القادر ابو نبعة الثقافي وطلب مني قراءتها قراءة نقدية , فما ان فتحت اولى صفحاتها حتى استدرجتني لقراءتها حتى النهاية.

   "رحلات عجيبة في البلاد الغريبة" للكاتبة سونيا نمر رواية جميلة  رصينة اللغة والصور والتراكيب تدخلك في عالم من المغامرة والرعب أحيانا , تشتت مشاعرك بين التوجس والتشتت والخوف والحب واليأس والأمل صعودا وهبوطا , اخذ البحر حيزا كبيرا من مساحتها ربما لعب الزمان والمكان دورا كبيرا في هذا كونها تدور في أماكن يربط البحر بينها بعلاقات الجغرافيا والتاريخ تجاريا وسياسيا .

*طرحت هذه الرواية قضية العلم والقراءة مقابل الجهل والتخلف فهي تقدم لنا صراعا جدليا بين الشعوذة والكهانة والتخلف مقابل العلم والنور وصحة الإيمان:(كانت اللعنة كبيرة وكارثية فمنذ خمسين عاما لم تلد نساء القرية سوى الذكور حتى الأغنام تلد ذكورا فبدأ الخوف يسيطر على الرجال .... ص11) وربما هنا أرادت ان تبين احتياج الرجل لهذه المراة التي يظلمها ويكبتها وكيف ان الحياة لا يمكن ان تستمر بدونها عله يرجع عن ظلمه وقسوته بحقها.

  (لم يفلح طبيب الاعشاب في ايجاد حل ولم تجد اقامة الصلوات الخاصة , وبالرغم من الاضحيات والعجول المذبوحة بقيت اللعنة جاثمة فوق القرية ...ص12) (ظل مجلس الشيوخ يرفض السماح للرجال بالزواج من خارج القرية ظنا منهم انهم اذا امسكوا بسليمان الهارب وقدموه اضحية فان اللعنة سوف ترفع عنهم,,, ص12)

لكن امرأة متعلمة –ليس الرجل طبعا – هي من اكتشفت السر وسبب هذه المشكلة عن طريق القراءة ومطالعة الكتب فقد اكتشفت ان القضية لم تكن لعنة كما ظن اهل القرية تخلفا منهم ولكنها كما جاء في ص30 من الرواية:( شجرتكم المقدسة يا سعيد!هذه الشجرة تفرز مادة تؤثر على جنس الجنين كل الذكور الرجال الحمير الغنم الخيل وحتى الحشرات ... ص30)

(وَجَدْتُ مادة في الأوراق تؤثر على جنس الجنين انتظر هنا) ثم ذهبت مسرعة الى حجرة الكتب واحضرت كتابين ففتحت الاول "انظر اليس هذه شجرتكم؟" وفتحت الكتاب الثاني"وهاهي ايضا" واعطته الكتابين وقالت له"اقرا ما هو مكتوب هنا" وأشارت الى الصفحات .....ص31)

 هذا توضيح لدور العلم في زمن الجهل, والفرق بين القارئ المتعلم وغير المتعلم الذي يستسلم لكل اسطورة وكل شعوذة على انها من المسلمات وهذا هو دور المرأة المتعلمة الرافضة للواقع المظلم مقابل المرأة الخانعة المستسلمة لقوانين الرجال وشيوخ القرية المتخلفين  وهذا يطرح قضية مهمة وهي أهمية تعليم المرأة لتعي حقوقها ولتعرف واجباتها . لقد نجحت الكاتبة بشكل كبير في ايصال هذه الفكرة 

    *طرحت ايضا قضية ظلم المراة وحبسها ومنع تعليمها ومعاملتها القاسية جاء في ص10 من الرواية:(أما البنات فقد كن ممنوعات من التعليم ومحرم عليهن الاقتراب من الكتاب خوفا من أن ينجس وجودهن المكان...ص10)

 هذا النص يعيدنا إلى العصور الوسطى الأوروبية والتي كانت تنظر إلى المرأة بأنها رجس وأنها سبب الخطيئة وأنها تحمل روحا شيطانية.

   * قدمت الكاتبة عدة نماذج للمرأة في هذه الرواية فنحن نرى في الرواية المرأة المغامرة والتي تمثلت في بطلة الرواية وكذلك المرأة الحنون المتعلمة التي تتعب لتربية بناتها وقد تمثلت في أمها والمرأة عصبية المزاج والتي ترهقها بالطلبات بغلظتها المعتادة والتي تمثلت في زوجة المعلم الذي رحلت إليه في المغرب ليعلمها, والمرأة المتسلطة الغبية والتي تمثلت في زوجة المهراجا الهندية والمرأة الخادمة والمرأة الأميرة والتي تمثلت في أميرة سيلان والمرأة الملكة والتي تمثلت في ملكة مصر /كذلك المرأة النِكَدية والتي تمثلت في قريبة زوجها . معظم هذه النتائج باستثناء أمها والمرأة التي كانت تهتم بها بعد غرق سفينتها والملكة الطيبة نستطيع القول أنها قدمت لنا نماذج غير موفقة للمرأة في روايتها هذه حتى ملكة مصر التي أحبتها فشلت في الاستمرار في الحكم بسبب رفضهم أن تحكمهم امرأة وربما استحضرت هنا شجرة الدر التي حكمت مصر في مرحلة مضطربة وكان مصيرها القتل وهذا ربما يوحي لنا بزمن أحداث هذه الرواية وأنها ربما جرت في عصر المماليك ,ونستدل على ذلك أيضا من استخدام مصطلحات( زوايا وتكايا وبيمارستان ص62) حين تحدثت عن بناء الملكة الجديدة في مصر لهذه المنشات والتي اشتهر بها العصر المملوكي. ومحاولتي هذه لمعرفة زمن أحداث الرواية لأني رأيت أن الكاتبة تركته مجهولا سواء بقصد أو بغير قصد.

* قدمت لنا الكاتبة مغامِرة أنثى على عكس ما تعارفنا عليه من قصر المغامرة على الذكور  ربما أرادت بذلك أن تثبت قدرة الأنثى على المغامرة  كما الرجال رغم أنها في مرحلة ما من هذه الرواية اضطرت أن تلجأ إلى هذا الذكر وان تختبئ خلفه بأن تلبس ملابسه وحتى أن تصنع شيئا يُمَكِّنُها من التبول مثله. وربما يشكل هذا إخفاقا من وجهة نظري لمحاولتها هذه اختراق المألوف وهو سيادة الذكور في حقل المغامرة وذلك لأنها غامرت من خلال عباءة هذا الذكر . إذ هو يستطيع المغامرة بدونها ولكنها يجب أن تمر من خلاله وهذا ما حصل في هذه الرواية.

     *هذه الفتاة الفلسطينية بطلة الرواية قدمت لنا بطريقة أكثر انفتاحا عما هو عليه حال المرأة في ذلك الزمان من العزلة وعدم الخروج والانكماش, فبطلة الرواية تسافر وحدها / تكشف رأسها , تلبس فستانا احمرا لرجل غريب عنها / ترتمي على صدره وتضمه/ لا ترى مشكلة من وقوف رجل عارٍ أمامها (وقف فجأة أمامي فاحمر وجهي ص80)  ......... الخ/ (هذه اللحظة قد أتت سأرتمي في حضنه سأقبله على وجهه وسوف ....... ) ص97.

هذه الصورة غريبة وشاذة وغير مقبولة في عصر كذلك العصر كلنا يعرف تفاصيله وقوانينه الصارمة بحق المرأة وهو الذي جعل الأميرة تتساءل : ( ماذا تفعل امرأةٌ عربيةٌ تسافرُ وحدَها ؟؟ .... ص203)

 * حضرت الصحراء أيضا حضورا لافتا في ثناياها , فقد كانت شريكة البحر في صناعة مأساتها(سرقها اللصوص في الصحراء / عاشت بين القراصنة وعايشت حروبهم ورأت الرعب بأم عينها بل أصيبت أحيانا في إحدى معاركهم  /غرقت سفينتها في البحر وفرق البحر بينها وبين كل من زوجها وبنتها. شكَّلت الصحراءُ ضياعها وشكَّل البحرُ مأساتِها رغم أنَّها كانت تُفَضِّلُ في مرحلة ما السفر عبر الصحراء خوفا من البحر وركبت البحر رغبة في سرعة الوصول.

 رغم ذلك فقد قدم لها البحر والصحراء خدمة ربما محاولة منهما التكفير عن ذنوبهما بحقها فقد أوصلاها إلى حبيبها بعد زواجها(إتَّجّهْتُ إلى الشرق مع إحدى القوافل حيث تنتظرني رحلة لا تقودني إلى مصير مجهول بل إلى رجل أحب وحياة فيها استقرارٌ وهدوء ,حيث ستكون نهاية المطاف بالنسبة لي ....... وجدته ينتظرني بشوق وحملني إلى بيته / ص116) بالفعل لقد أوصلاها إلى زوجها هذه المرة دون أي مغامرة أو مصيبة .

 * شكلت القرية عذابها وعزلتها وفقد والديها حتى تشعرك بأنها تعيش في صندوق مظلم يضيق عليك كل لحظة محاولا سحق أعضائك,  لكن المدينة شكلت انفتاحها وحبها وعتقها من العبودية التي أوقعتها بها الصحراء , كما شكلت أيضا راحتها واطمئنانها بلقاء حبيبها الذي أضاعه البحر إذ حطم السفينة بهم.

 * قدمت لنا مشاهد سينمائية حقيقية (صرخت أحاول أن أوصل صوتي إليه في صوت الريح والمطر ......... ص128)

 كأنهم أمامك على الشاشة فوق ظهر السفينة تشاهد الأمطار الغزيرة والرياح العاتية وهي تلعب بهم يمنة ويسرة وقد عمت الفوضى في كل مكان .......... مشهد مصور تصويرا سينمائيا يمكنك تخيُّله.

سقطات لغوية ونحوية

هناك بعض الأخطاء اللغوية والنحوية  التي لاحظتها في الرواية:

1-    ص49 وردت كلمة بطء  بطؤ حيث كتبت الهمزة على واو وهذا خطأ , فعندما تسبقُ الهمزةَ سكونٌ تأتي الهمزةُ على السطرِ وليست على واوٍ أو ميم , مع العلم أنها وردت ص122 من الرواية بشكل صحيح بطء.

2-    ص113وردت جملة يرديني أن أتابع الكتابة بطريقة خاطئة والمقصود يريدني أن أتابع الكتابة. فكلمة يريدني كتبت خطأً.

3-    ص123 كتبت كلمة أغلى هكذا أغلا وهذا خطأ لأنها تكتب بالألف المكسورةٍ أغلى.

4-    ص132 هناك خطأ نحوي حيث ورد بضعة كلمات والأصل أن نقول بضع كلمات لان البضع من 3-9 وتعامل معاملة الأعداد والعدد يخالف المعدود والصحيح ان نقول بضع كلمات.

5-    ص156 وردت كلمة متؤلما بطريقة خاطئة حيث وضعت الهمزة على واو وهذا خطأ لأنه لا قوة لحرف الواو هنا ولا وجود وإنما الصحيح أن تكتب متألما على ألف لان الفتحة  هنا هي السائدة.

6-    ص157 كتبت كلمة يراقبني خطأً حيث كتبت يرانقبي وهذا خطأ في الطباعة على الأكيد.

7-    (صرخت أحاول أن أوصل صوتي إليه ص128 ) ثلاث همزات متتالية تشعرك كأنك تسير على مطبَّات مرهقة.... من السلاسة أن نقول صرخت محاولةً إيصالَ صوتي إليه. 

    وفي النهاية اقول: هذه رواية جميلة وجميلة جدا وقريبة الى لغة القارئ البسيط, وفقت الكاتبة فيها توفيقا كبيرا في الوصول الى ما تريد ايصاله من افكار عر هذه الرواية الرائعة التي راقتني كثيرا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف