الفرح بثمن !!
بكم ومعكم وكالعادة تتصدر الصراحة تواصلي معكم عبر صفحات بوابة الوطن وعسى ان لا تكون البوابة الأخيرة والوحيدة لهذا الوطن ولا أخفي عليكم أن موضوعي اليوم لم أرغب بالكتابة عنه بسبب الحالة التي نحياها في فلسطين وتحديدا في الضفة الغربية .. فقد طرقت الفكرة في ذهني خلال تجوالي ليلة الخميس ساعات قبل إغلاق صفحة عام 2015 في كتاب التاريخ والزمن البالي !! وما دعاني هو إلحاح شديد لهذه الفكرة وعدم تقبلي البتة لما شاهدته في تلك الساعات !! وأدرك أنه قد يخطر في بالكم ما قد تظنون أنه ما يسمى عيب أو حرام ! لقد شاهدت الناس جميعا كبارا و صغارا، صبايا، وشباب وأطفال يبحثون عن الفرح والسعادة ويحاولون التقاطها وانتهاز الفرصة لاغتنامها !! وقد دخلت سبع مطاعم من تلك التي تصنف بالأربع والثلاث نجوم لإدراكي أن المطاعم ذات النجوم الأعلى محجوزة بالكامل !! و أصابني الذهول لأنها محجوزة وقد أعدت عدتها للاحتفال بانتهاء عام واستقبال آخر رغم أن داخلية غزة - حماس- قد منعت الاحتفالات !! - بالطبع أنا ضد المنع كليا وتحت أي مبرر كان فما الذي يحدث بالضبط ؟! - لماذا يمنع الناس من الاحتفال بالشوارع وتم حصرهم في زاوية الاحتفال في أماكن معينة ؟! خاصة إذا علمنا أن اقل تذكرة كانت بقيمة 60 شيكل للشخص الواحد والأعلى كانت 150 شيكل فمن المستفيد ؟! والمطاعم ذات المساحة الأصغر تستوعب ما يقارب من مئة شخص في نفس اللحظة وان الكبرى تتسع لـأكثر من 600 شخص .. ولو تذكرنا أن مالية غزة – حماس- قد فرضت ضرائب على المطاعم قبل انتهاء العام .. فهل عندما علمنا السبب قد بطل العجب ؟!
الأمر ليس كذلك تماما فالذي أثار حفيظتي هو محاولة تغيير نمطية الناس في غزة و طريقة فرحهم وزجهم في خانة المستهلك دائما .. فكما نعلم جميعا فكثيرا من المواطنين قبل حلول مناسبات معينة يقومون بالادخار للإنفاق ببذخ في مناسبات معينة وهنا أتحدث عن الطبقة المتوسطة التي بدأ رأس المال يزج بها نحو الفقر.. فرأس المال ومن وراءهم يحاولون نهب قوت الغلابة بشتى الطرق حتى لو أشعروهم قليلا بالسعادة .. فمن وجهة نظري المتواضعة مثل هذه المناسبات التي تستهلك ما متوسطه 500 شيكل للعائلة الواحدة هو أشبه بجرعة من المخدرات تشعر بالسعادة قليلا وتخسر مالا أكثر !! لست ضد الاحتفالات بالعكس أنا معها قلبا وقالبا لكن ليس بهذه الطرق .. فما المانع إذن من الاحتفال بالشوارع والساحات العامة وترك الناس يحددون اختياراتهم بأنفسهم لا فرضها عليهم بذرائع مختلفة !! وفي الختام أذكر بأن معظم أهل غزة كانوا - ولا زال بعضهم- يفضلون الاحتفال بسياراتهم وعلى الطرقات وبالقرب من المطاعم الشعبية !! حتى السعادة والفرح باتت تجارة رائجة .. فتبا لمن يرضخ !!
كاتم الصوت: نضالنا مستمر وتضحياتنا تتعاظم ورحلة الاستقلال والتحرير طويلة فليس هناك من دواعي إيقاف الحياة والفرح...وعمليات التدمير والتخريب التي طالت أماكن يستغلها الناس للتعبير عن الفرح عمل ليس له مكان للنضال الوطني.
كلام في سرك:الإحتفال بالأعياد والسنة الجديدة عيد وطني يسلط أنظار العالم لجهة فلسطين ومنعها وحظرها وتهديد شخوصها عمل غير وطني.