
*فادي الدربي لقد أبكيتني بقلم الأسير عبد الكريم الحلبي*
*نابلس/ مهجة القدس:*
كتب الأسير المجاهد عبد الكريم الحلبي؛ عن سماعه للحظات الأولى إذاعة نبأ ارتقاء شهيد الحركة الأسيرة فادي الدربي الذي ارتقى إلى علياء المجد والخلود بتاريخ 14/10/2015م؛ بسبب سياسة الاهمال الطبي المتعمد والتي تنتهجها إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى.
وفيما يلي نص الخاطرة التي كتبها الأسير عبد الكريم الحلبي:
" فادي الدربي لقد أبكيتني..
من السهل أن ننسى الماضي؛ لكن هناك أحداث تنبش ذاكرتك لتفتح جراحا يهيج آلام الماضي؛ فإن هذه الأحداث كملح رش على جرح خدش بعدما اندمل.
عندما سمعت نبأ استشهاد الأسير فادي الدربي؛ ساقتني الخُبَر إلى الماضي قبل عامين أفكر في الشهيد حسن ترابي الذي حملته بين يدي وكان مبللا بالدماء؛ إثر التقيؤ الذي حدث معه, حملته كطفل صغير يتدلى بين أصابعي أركض به تجاه الباب لإخراجه إلى عيادة السجن, لقد عدت إلى الوراء أستذكر ذاك الفارس الذي أغرقته دماؤه؛ والذي جمعني به سجن مجدو قسم 5 غرفة 5, وقفت مع نفسي صامتا أكثر من ساعتين لا أحدّث أحدا...
لقد صدمني الواقع الذي نحياه! فادي الدربي تركت في فكري خيالا وفي قلبي بركانا لا ينخمد أبدا..
لم أبكي يوما في حياتي حتى عندما واجهت الكثير من المصائب وتزاحمت عليّ الكثير من المصائب وكان أثقلها عليّ وفاة والدي في ذات نفس الشهر الذي رحلت فيه يا فادي.
لقد أتعبتنا يا تشرين! تشرين خزنت ذاكرتك بالأحداث وها أنت هذا العام لم تنسى أن ترفع معك عزيزا جديدا ككل عام، وفاة والدي.. اغتيال الشقاقي... رحيل أخي أبا مالك... ارتقاء حسن الترابي...
وأخيرا فادي الدربي...
لم أكن ـتوقع أن عيوني ذرفت أخيرا، لقد كانت تشق خداي بعدما تحجرا من هول ما رأيت، دموع انهمرت كأن رحيلك يا فادي اذن لها ان تسكب على كل حادثة لم أبكي عليها من قبل...
أي شهر أنت يا تشرين؟
لقد أبكيتنا، آلمتنا، أوجعتنا...
فتشت أيامك الواحد والثلاثين.. بثوانيها بدقائقها وبساعاتها وأيامها فكانت تتزاحم فيها الآلام والآمال...
الشقاقي.. باسل الحلبي.. مهند حلبي.. لؤي السعدي.. أبا مالك.. أحمد جاد الله.. علاء خضرية.. رشاد مهنا.. فادي جرادات.. محمد عاصي.. كلها أسماء كنجوم تجلت وتباهت بها قمرك يا تشرين...
فادي الذي لم أعرفك ولم أسمع بك ولكنك تركت ألما سكنني.. بعدك أبكاني بعدما ظننت أنني لن أبكي على أحد...
فادي الدربي في يوم رحيلك استيقظت على موت تخطف قبلك الكثير، هي الزهور تذبل إن مرت بها أيام تشرين.
لقد قتلوك ببطء كما قتلوا قبلك حسن ترابي.. عرفات جرادات.. محمد الأشقر.. ميسرة أبو حمدية.. فادي أبو الرب.. فواز البلبل والكثيرين....
فادي الدربي..
ضحية جديدة أنت في سجل الاهمال الطبي الشاهد على الجرائم التي ترتكب بحقنا.
العائد لأهله ولشعبه داخل كيس أسود.
ستبقى يا فادي الدربي اسما يتداوله التاريخ فأنت كما أنت رحلت كما رسمت فادي الدربي فداء لدرب الحرية.
أخوكم الأسير/ عبد الكريم الحلبي
سجن مجدو
جدير بالذكر أن الأسير الحلبي اعتقل ثمان مرات أمضى خلالها ما يقارب عشر سنوات في سجون الاحتلال؛ ويعاني من عدة اصابات كانت بسبب التحقيق العسكري الذي مورس بحقه في اعتقالاته الماضية علما أنه من القيادات الميدانية لحركة الجهاد الإسلامي في محافظة نابلس وقيادات الحركة الأسيرة في السجون؛ وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال (ابراهيم ويارا وعمر) ومن المقرر الإفراج عنه نهاية العام 2017م.
*نابلس/ مهجة القدس:*
كتب الأسير المجاهد عبد الكريم الحلبي؛ عن سماعه للحظات الأولى إذاعة نبأ ارتقاء شهيد الحركة الأسيرة فادي الدربي الذي ارتقى إلى علياء المجد والخلود بتاريخ 14/10/2015م؛ بسبب سياسة الاهمال الطبي المتعمد والتي تنتهجها إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى.
وفيما يلي نص الخاطرة التي كتبها الأسير عبد الكريم الحلبي:
" فادي الدربي لقد أبكيتني..
من السهل أن ننسى الماضي؛ لكن هناك أحداث تنبش ذاكرتك لتفتح جراحا يهيج آلام الماضي؛ فإن هذه الأحداث كملح رش على جرح خدش بعدما اندمل.
عندما سمعت نبأ استشهاد الأسير فادي الدربي؛ ساقتني الخُبَر إلى الماضي قبل عامين أفكر في الشهيد حسن ترابي الذي حملته بين يدي وكان مبللا بالدماء؛ إثر التقيؤ الذي حدث معه, حملته كطفل صغير يتدلى بين أصابعي أركض به تجاه الباب لإخراجه إلى عيادة السجن, لقد عدت إلى الوراء أستذكر ذاك الفارس الذي أغرقته دماؤه؛ والذي جمعني به سجن مجدو قسم 5 غرفة 5, وقفت مع نفسي صامتا أكثر من ساعتين لا أحدّث أحدا...
لقد صدمني الواقع الذي نحياه! فادي الدربي تركت في فكري خيالا وفي قلبي بركانا لا ينخمد أبدا..
لم أبكي يوما في حياتي حتى عندما واجهت الكثير من المصائب وتزاحمت عليّ الكثير من المصائب وكان أثقلها عليّ وفاة والدي في ذات نفس الشهر الذي رحلت فيه يا فادي.
لقد أتعبتنا يا تشرين! تشرين خزنت ذاكرتك بالأحداث وها أنت هذا العام لم تنسى أن ترفع معك عزيزا جديدا ككل عام، وفاة والدي.. اغتيال الشقاقي... رحيل أخي أبا مالك... ارتقاء حسن الترابي...
وأخيرا فادي الدربي...
لم أكن ـتوقع أن عيوني ذرفت أخيرا، لقد كانت تشق خداي بعدما تحجرا من هول ما رأيت، دموع انهمرت كأن رحيلك يا فادي اذن لها ان تسكب على كل حادثة لم أبكي عليها من قبل...
أي شهر أنت يا تشرين؟
لقد أبكيتنا، آلمتنا، أوجعتنا...
فتشت أيامك الواحد والثلاثين.. بثوانيها بدقائقها وبساعاتها وأيامها فكانت تتزاحم فيها الآلام والآمال...
الشقاقي.. باسل الحلبي.. مهند حلبي.. لؤي السعدي.. أبا مالك.. أحمد جاد الله.. علاء خضرية.. رشاد مهنا.. فادي جرادات.. محمد عاصي.. كلها أسماء كنجوم تجلت وتباهت بها قمرك يا تشرين...
فادي الذي لم أعرفك ولم أسمع بك ولكنك تركت ألما سكنني.. بعدك أبكاني بعدما ظننت أنني لن أبكي على أحد...
فادي الدربي في يوم رحيلك استيقظت على موت تخطف قبلك الكثير، هي الزهور تذبل إن مرت بها أيام تشرين.
لقد قتلوك ببطء كما قتلوا قبلك حسن ترابي.. عرفات جرادات.. محمد الأشقر.. ميسرة أبو حمدية.. فادي أبو الرب.. فواز البلبل والكثيرين....
فادي الدربي..
ضحية جديدة أنت في سجل الاهمال الطبي الشاهد على الجرائم التي ترتكب بحقنا.
العائد لأهله ولشعبه داخل كيس أسود.
ستبقى يا فادي الدربي اسما يتداوله التاريخ فأنت كما أنت رحلت كما رسمت فادي الدربي فداء لدرب الحرية.
أخوكم الأسير/ عبد الكريم الحلبي
سجن مجدو
جدير بالذكر أن الأسير الحلبي اعتقل ثمان مرات أمضى خلالها ما يقارب عشر سنوات في سجون الاحتلال؛ ويعاني من عدة اصابات كانت بسبب التحقيق العسكري الذي مورس بحقه في اعتقالاته الماضية علما أنه من القيادات الميدانية لحركة الجهاد الإسلامي في محافظة نابلس وقيادات الحركة الأسيرة في السجون؛ وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال (ابراهيم ويارا وعمر) ومن المقرر الإفراج عنه نهاية العام 2017م.