الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاستدراج والتوريط: استراتيجيات اللاعبين الكبار في المنطقة بقلم: أ.د محمد رمضان الأغا

تاريخ النشر : 2015-12-01
الاستدراج والتوريط: استراتيجيات اللاعبين الكبار في المنطقة بقلم: أ.د محمد رمضان الأغا
الاستدراج والتوريط: استراتيجيات اللاعبين الكبار في المنطقة

الكاتب: أ.د محمد رمضان الأغا

اُستُدرِجَت روسيا إلى حرب استنزاف طويلة في سوريا ربما شبيهة بتلك التي خاضتها في افغانستان وانتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي السابق وسجَّلت فيها اميركا انتصاراً فيما كان يسمى حينها بالحرب الباردة. فكيف ستنتهي هذه الحرب؟

اميركا استطاعت الافلات من التورط في سوريا بقوات برية لان لديها قرار استراتيجي بعدم التدخل بريا بعد الدروس التي تعلمتها في فيتنام وافغانستان والعراق. لا شك ان اميركا سعيدة اليوم بالتدخل الروسي في سوريا لأنها سوف تحصد النتائج كما حصل في افغانستان.

إيران ايضا سعيدة بالتدخل الروسي في سوريا لأنها تقاتل بالنيابة عنها وسوف تحصد هي بعض النتائج تماما كما حصدت نتائج اسقاط اميركا لصدام واحتلال العراق والتي انتهت بسيطرة إيران على العراق. وذلك بعد ان تيقنت ان المستنقع السوري أخطر كثيرا من المستنقع العراقي في الثمانينات ويعتقد البعض ان دخول إيران لسوريا لم يكن دخولا بهدف المكوث هناك طويلا انما يندرج تحت هدفين اولهما انقاذ الاسد لضمان استمراره في الحكم او على الاقل نظامه اما الهدف الثاني فهو استدراج الدول الكبرى الى الملعب لاستنزافها عسكريا وماليا واقتصاديا وبشريا وهذا الهدف يتسق تماما مع رؤية أمريكية ان دخولها العراق انما هو استدراج ايراني.

تلعب الجغرافيا السياسية دورا بالغ الأهمية والخطورة معا في حسم نتائج الحرب فروسيا لن تستطيع الإقامة طويلا في المنطقة بعد ان تتعلم الدرس مرة اخرى؛ واميركا لن تستطيع ان تمكث بعدها في المنطقة لان استراتيجييها يرفضون ذلك أضافة الى اقتصاد مترنح نوعا يكاد يهوي تحت ضربات هادئة وحكيمة سواءً مقصودة او غير مقصودة من الاقتصاد الصيني الهائج. وتبقى إيران تقوم بدور المترقب للانقضاض في الوقت المناسب لتحدث وحدة جغرافية بتمددها الى العراق فسورية بعد ان فشلت في ذلك بالتدخل المباشر هي وحزب الله اللبناني.

اميركا تريد رأس روسيا ورأس تركيا ورأس إيران لتبقى هي المسيطرة على المنطقة بمساعدة حاملة طائراتها المتقدمة "دولة الاحتلال" كما هي منذ حرب 67. قد يكون هناك نوع من المفاضلة بين هذه الدول وتبادل المصالح كذلك لكن بالتأكيد اميركا لا تريد احداها قوية بل يجب ان تكون تابعة. واميركا ايضا ترتعد من التمدد الروسي او محاولات الدب الروسي استعادة امجاد الاتحاد السوفيتي السابق لما لذلك من تأثيرات سلبية على الوضعية الإستراتيجية الكونية للولايات المتحدة.

في ظل صراع كوني متأجج يلعب الكبار في ملعب صغير جغرافيا لكنه كبير جيوسياسيا وجيوستراتيجيا ذلك الملعب هو "سوريا" لما لموقعها من أهمية كبرى بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وحدودها مع دول مفتاحية في استقرار المنطقة كالأردن وفلسطين المحتلة ولبنان وتركيا والعراق فهي هنا كبيضة القبان أضافة الى تركيبتها الديموغرافية المتنوعة بأطيافها المختلفة غير المتفقة. هذا لا يعني ان الاشتباك سيبقى ضمن قواعد اللعبة الحالية فإسقاط الطائرة الروسية يحمل رسائل عدة ومؤشرات مختلفة تفهمها كل دولة كما تشاء لكن في إطار مصالحها الكبرى والاستراتيجية وسيكون لذلك انعكاسات خطيرة في قادم الايام.

ان حسم الصراع في المنطقة لن يكون سهلا ميسورا في ظل سايكس بيكو جديدة وسيكون للاعبين من غير الدول دورا هاما إذا ما هياوا أنفسهم لهكذا سيناريوهات ذلك ان دولا ستنهار ودولا جديدة ستنشأ قد يكون لها علاقة بالجغرافيا السابقة او لا يكون. لكن للاعبين الذين لديهم قدرة على ايجاد نوع من الاستقرار الاقليمي والمحلي وبالتالي الدولي دور استراتيجي إذا ما اجادوا اللعب داخل ملعب مصمم للكبار ومسموح لأخرين ان يلعبوا فيه وفق قواعد اللعبة الكونية لعقد من الزمان او حوله حتى تنكشف الامور لمن بعينيه غبش او رمد حيث عليه بتلقي العلاج ليجيد الرؤية في قابل الايام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف