الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كلام مِن الضروري أن يٌـقال ...!!بقلم:هيـثم القــيّم

تاريخ النشر : 2015-12-01
كلام مِن الضروري أن يٌـقال ...!!بقلم:هيـثم القــيّم
بمناسبة  ذكرى أربـعينيـّة الأمام الحسين - ع –

-------------

كلام مِن الضروري أن يٌـقال ...!!

يتكرّر المشهد سنوياً ، و في العراق تحديداً منذُ أثنا عشر عاماً ..  و يتكرّر معـه الأخذ و الـرد و الجدل و السجال حول طبيعة و طريقة أحياء ذكرى واقـعة الـطف ..!

و ينقسم السِجال بين فُـُسطاطين في الـوسط الشيعـي : الأول ينشطر الى نوعين ، نوع يتمسّك بالشعائر و الطقوس و الممارسات التي تـُرافق أحـياء الـذكرى ، و منها الممارسات الغريبة و الشاذّة و خصوصاً التي طرأت على المشهد خلال السنتين الأخيريتـيَن .. بـِعناد و تحدّي مصدرهُ طائفـي صـِرف مَـبني على فكرة ( نحنُ موجودين .. غصباً على اليرضى و الما يـرضـى ..! ) ، و خلفـيّة هذا الموقف فيها بُـعدين .. تاريخي يتعلـّق بما عاناه أتباع المذهب الشيعي على مدى مئات السنين ، مِن تهميش و ظلم و تقـتيل و أقصاء .. بدءاً مِن أستلام يـزيد بن معاوية للخلافـة وراثـةً عن أبيه معاوية بن أبي سفيان .. الى منتصف الخمسينات من القرن الـعشرين ..!

و الـبُـعد الآخر هو التخندق الطائفي الذي أنتعش و استشرى بعد 2003 .. و بـروز طبقـة تـجـّار السياسة و تـجـّار الشورجة و تـُـجـار المذهب ، الـلذين يعتاشون على تنشيط و دعم هذه الطقوس و الممارسات بالكيفية التي تجري فيها ..!

النوع الثاني مِن الفسطاط الأوّل هو الذي يتبع بـوعـي أو دون وعـي رؤية التـشيّيع الصفوي لـقضـيّة الحـُسين ، التي حوّلت ثورتـهُ و تضحياته .. الى مأساة و نكـبة تستوجب النواح و العويل و حسب ..!
-
الفسطاط الثاني : هو موقف عُـقلاء الشيعة و مُـثّـقـّفيها و حتى من البسطاء و عديد مِن رجال الدين الشيعة .. هؤلاء يرون في الحسين ثورة تستوجب الأخذ بمعانيها و أهدافها و عِـبرها .. بدلاً عن قشورها و شكلـّياتها المُتـمثــّـلـة بالممارسات الغريبة و الشاذة .. و التي هي أصلاً دخيلة على التشيّيع العلوي ، كالتطبير و اللطم و التلطيخ بالطين و الضرب بالسوط  و نطح الحيطان و الزحف و آخرها الرقص على ألـ DG  ..!
-
مِن المفارقات التي يغفل عنها الكثير مِن أهل الـفسطاط الأوّل و البعض من أهل الفسطاط الثاني .. هي أنهم دائماً ما يستشهدون بأقوال لرموز عالمية معروفة مِن أنحاء العالم مثل غاندي و مانديلاً و غيرهم ، و أِشادتهم بهذه الرموز تأتي من نظرتهم الى حركة الحسين باعتبارها مناراً للثورة على الظلم و الفساد ...! لكنهم أي أهل هذا الموقف يتعاملون في نفس الوقت مع الحُسين على أنـهُ ( مُـلك شيعي صـِرف ) ..! في الوقت الذي يجب التعامل معها كثورة ضمن التراث الثوري العالمي .. و أعتبار الحسين رمز عالمي و ليس شيعي خاص ..! هذا التوجه أفـقـَـدَ ثورة الحسين الصفة العالمية .. بينما لو تصرّفوا بالطريقة التي أشرنا لها .. لكانت رايات الحُسين مرفوعة في كل أنحاء العالم كرمز للثورة مِن أجل الحق و العدل ..!
-
لو تناولنا الموضوع مِن زاوية أخرى .. لوجدنا أن التشيّيع الصفوي قد حـوّل الحسين من بطل مُـنتصر بوقفـتهِ .. الى مهزوم مُـنكسر .. و مِن صاحب قضيـّـة .. الى قضـيّة مظلوم ..  يستدعي العويل و النحيب عليه و الحزن على عطشـهِ و قطع رأسهِ و سبي نسائه ..! غافلين عمداً و خـُبثاً عن أنّ تفاصيل و مآسي مجريات موقعة الـطف قد وقعت .. و أصبحت من التاريخ ، و لا ينفع قضيـّة الحُسين بشئ العويل عليها أو نزف الدماء أو ما شابه ..! و الأهم التعتيم على المعانـي الكبيرة لـوقفة الحسين و أستعدادهِ للتضحية والشهادة في سبيل مقارعـة الـظلم و الأنحراف و الفساد ، و التي هي ما يجب التركيز عليها و أستذكارهاً .. لأخذ العِبر و من ثمّ تجسيدها عملياً على أرض الواقع  .. و على طول السنة .. و ليس في موسم الذكرى فقط  ..!

ختاماً أقول لكي نـنصُر الحسين حقاً و لكي نحترم وقفـتهُ و تضحياتـهِ و لكي يصبح رمزاً عالمياً بحق ... علينا أن ننـظر للحسين كبطل تاريخي يستحق الأعجاب و الأحترام و التمجيد ... لا أن ننـظر لـهُ كمسكين مظلوم قـُـطّعت أوصالهُ في مواجهة جيش يزيد الذي يفوقه عدداً و عدّة .. و بالتالي يستـحقّ النحيب و الـعويل ، و بطرُق مُشينة و استعراضية مُثيرة للأشمئزاز في أغلبها ..!

فـلو لطمنا مليون سنة لن نخدم قضيـّة الحُسين بشيئ .. لكن لو رفعنا ظـلماً عن مظلوم واحـد ، أو حاربنا فاسداً واحداً ، أو حقـقـنا عدلاً في قضـيّة واحده .. سـنُـحيي ذكر الحسين بفخر و أعتزاز .. خيراً ألـف مـرّة مِن كل الصخب و التهريج الـذي يحصل ...!!

هيـثم الـقـيّم
مستشار ثقافي / منظمة بلاد السلام لحقوق الأنسان
مستشار أعلامـي / مؤسسة التضامن للصحافة و النشر

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف