عبد الله الحوراني. أبو منيف
بقلم : باسم الخالدي
خمس سنوات عجاف مرت منذ أن غادرت دنيانا و ما زلت حاضرا في القلب و الذاكرة الفردية و الجمعية للوطن و لكل من عرفك عن قربك خمس سنوات و ما زلنا نشعر بدفء حديثك و عمق أفكارك و نبل أخلاقك و ثقتك بالغد و بالانسان الفلسطيني
خمس سنوات مضت و كأنك أبيت أن تكون شاهدا على هذا العصر. عصر الهوان العربي الغير مسبوق و عصر تفتيت المفتت و تقسيم المقسم كنت تنادي أبها العروبي القومي بامتياز بوحدة العرب و المصير. فإذا العرب في الغياب يهدمون بيوتهم بأيديهم و أيدي كل طغاة و زناة الأرض أتراك أحسست بحسك المرهف قادم الأيام فأبيت أن تكون شاهدا على هذا الهوان و الانهيار أبا منيف سيتحدث الكثيرون عنك في ذكراك
سيتحدثون عن ذاك الشاب اللاجئ في خانيونس و الذي حول المدرسة الى ثكنة وطنية و سيتحدثون عن الأبعاد و عن الإبداع في سوريا و اعلامها سيتحدثون عن التنفيذية و المنظمة و دائرة الثقافة و فرقة العاشقين سيتحدثون عن رفض أوسلو و المصالحة مع الذات و المبادئ و سيتحدثون عن العودة و لجان اللاجئين و المركز القومي سيتحدثون عن كل ذلك و بالتفاصيل أما أنا.
بقلم : باسم الخالدي
خمس سنوات عجاف مرت منذ أن غادرت دنيانا و ما زلت حاضرا في القلب و الذاكرة الفردية و الجمعية للوطن و لكل من عرفك عن قربك خمس سنوات و ما زلنا نشعر بدفء حديثك و عمق أفكارك و نبل أخلاقك و ثقتك بالغد و بالانسان الفلسطيني
خمس سنوات مضت و كأنك أبيت أن تكون شاهدا على هذا العصر. عصر الهوان العربي الغير مسبوق و عصر تفتيت المفتت و تقسيم المقسم كنت تنادي أبها العروبي القومي بامتياز بوحدة العرب و المصير. فإذا العرب في الغياب يهدمون بيوتهم بأيديهم و أيدي كل طغاة و زناة الأرض أتراك أحسست بحسك المرهف قادم الأيام فأبيت أن تكون شاهدا على هذا الهوان و الانهيار أبا منيف سيتحدث الكثيرون عنك في ذكراك
سيتحدثون عن ذاك الشاب اللاجئ في خانيونس و الذي حول المدرسة الى ثكنة وطنية و سيتحدثون عن الأبعاد و عن الإبداع في سوريا و اعلامها سيتحدثون عن التنفيذية و المنظمة و دائرة الثقافة و فرقة العاشقين سيتحدثون عن رفض أوسلو و المصالحة مع الذات و المبادئ و سيتحدثون عن العودة و لجان اللاجئين و المركز القومي سيتحدثون عن كل ذلك و بالتفاصيل أما أنا.
أنا الذي شرفت بصداقتك و ثقتك و أنا بعمر ابنك منيف فأفخر بالاضافة الى كل ذلك بأنني عرفت عن قرب شديد أبا منيف الانسان عرفت أبا منيف العاشق المحب للحياة و الوطن و الشعر و الجمال عرفت الإنسان الذي لا يعترف بأثر الزمن بل يقبل على الحياة باندفاع شاب و لهفة عاشق و حكمة كهل عرفت الوسيم الأنيق المثقف الرياضي عرفت الحريص على قضاء حاجات من أغلقت الأبواب في وجهه فتوجه صوب من باب بيته و مكتبه و قلبه لا يغلق. فأخذ أبو منيف يدق الأبواب جميعها ليقضى حاجة ذاك الضعيف بلا حول و لا قوة و لا معرفة بصاحب نفوذ
و إن استعصت الأمور في الدوائر. الرسمية لا ضير فأبو منيف يتكفل بها شخصيا. ويهمس لنا إن أردنا أو استطعنا مشاركته ذاك الخير الحبيب. أبو منيف محطات كثيرة لا تنسى و لا تحصى و لكن هناك محطة تطغى على الأخريات
٢٩ ديسمبر ٢٠٠٨. القصف الهمجي يشتد ليلا على غزة. ًو نحن على تواصل بعد كل قصف للاطمئنان فما بين بيتكم و مكتبي أمتار معدودة. ثم يتم قصف قصر الحاكم و الذي لا يبعد عن. مكتبي و منامتي أكثر من ٢٠ مترا تصرخ بلهفة الأب و الصديق لتطمئن علي. وتسألني أم منيف يجزع ولوعة ان كنت بآمان. وأجيبها.
و إن استعصت الأمور في الدوائر. الرسمية لا ضير فأبو منيف يتكفل بها شخصيا. ويهمس لنا إن أردنا أو استطعنا مشاركته ذاك الخير الحبيب. أبو منيف محطات كثيرة لا تنسى و لا تحصى و لكن هناك محطة تطغى على الأخريات
٢٩ ديسمبر ٢٠٠٨. القصف الهمجي يشتد ليلا على غزة. ًو نحن على تواصل بعد كل قصف للاطمئنان فما بين بيتكم و مكتبي أمتار معدودة. ثم يتم قصف قصر الحاكم و الذي لا يبعد عن. مكتبي و منامتي أكثر من ٢٠ مترا تصرخ بلهفة الأب و الصديق لتطمئن علي. وتسألني أم منيف يجزع ولوعة ان كنت بآمان. وأجيبها.
السرير الذي أتمدد عليه ما زال لم يتأثر و أذكر الأيام التالية و التى قضيتها ما بين المكتب و بيتكم العامر أبا. منيف. تقف الكلمات حائرة ًو تسقط كل المعاني صرعى أمام ذكرى الرحيل رحمك الله أيها الحبيب و عزاؤنا هذا الارث النضالي. ًو هذه الأيام آلتى كان لنا شرف القرب منك خلالها و ستبقى دوما سراجا في سماء الوطن و بيوت المخيم. و عواصم آمنت بفكرك القومي الوحدوي طريقا لرفعة العرب اعادة مجدهم التليد