الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عفوا ومعذرة سيدي الرئيس ..!! بقلم : محسن حكيم

تاريخ النشر : 2015-11-29
عفوا ومعذرة سيدي الرئيس ..!! بقلم : محسن حكيم
ــ عفوا ومعذرة سيدي الرئيس ..!!! ( قصة قصيرة من صميم الواقع )٠

ـــ كان الضباب يعم كل جوانب المدينة وكانت حركات الناس لا تخلو من عزم للضرب في الأرض لا يقعدهم برد ولا تخاذل  وفي جهة قصية من المحطة الكبيرة بدأت الحافلة الأولى تقترب من البوابة الرئيسية لتقطع بنا مسافات تلو المسافات في اتجاه الشمال ٠ لم يكف الرجل الخمسيني من توزيع قبلاته من بعيد على كل ركاب الحافلة وجعل يومئ لسيدة كانت تجلس إلى جانبي وهي تمسك بصغيرتها ذات الستة أشهروكان يوصيها بإلحاح ألا تغفل عن صغيرتها ؛ كان ينظر إلي في تمعن شديد فأدفن رأسي بين صفحات مجلة كنت حملتها من أحد رفوف البيت لأتسلى بما تزخر به من صور ملونة وأخبار فنية وغيرها ٠ ولو سألني أحدهم ساعتها عن سر انقباض صدري لأخبرته في الحين بأن السبب فيما أصابني من النكد هو ذلك الرجل ذو البسمات العريضة ٠ لا.. لم يكن واحدا من أقرباء هذه السيدة الجالسة الى جانبي لأنها لم تكلمه ببنت شفة منذ وطئت قدمه عتبة الحافلة التي ستنقلنا ، لا ولم تكن له أيضا معرفة بأي أحد من المسافرين ولم يكن صاحب مسؤولية مراقبة أو إشراف لأنه كان يلبس جلبابا باهت اللون ومع ذلك كان يدعو كل الركاب فردا فردا فيقبلون نحوه في تجاوب منقطع النظير وهم يحملون تذاكر سفرهم فكان يدلهم على أمكنتهم ثم تراهم يمضون نحوها في منتهى الثقة والارتياح ٠ بعد فترة قصيرة من استقرار المسافرين تنظر إليه وهو يحرك شفتيه بكلام غير مبين وكأنه يستذكر معوذة كان يحفظها  أو تمتمات خاصة به لتكون معينة له على قضاء حاجته ، ثم تعلو وجهه الأسمر فجأة صفرة واضحة وعجيبة ويخرج قفة مرقعة ومتهلهلة من تحت جلبابه الداكن اللون وتصيبه رعدة في كلتي يديه ويخيل إليك في هذه الفترة بالذات أن عمره قد ازداد  أكثر من عشرين سنة وقد احدودب ظهره وصار يتحرك في مشقة شديدة ٠ كانت عيناه الصغيرتان تزدادان ضيقا وكأنه يعتصرهما اعتصارا ثم يرفع منديله لمسح دمعات محتملة ..كل هذا والرجفة آخذة بيساره وقفته المرقعة تزداد التصاقا بإبطه وأما يده اليمنى فكانت مثل عصا نبي الله موسى إلا أنها لم تكن تتلقف حبال وعصي سحرة بل كانت تأخذ في خفة عجيبة كل قطعة نقدية يخرجها أصحابها ليتصدقوا بها عليه في سخاء وتعاطف كبيرين ٠ وتستمر جولته متأنية حتى أنه لا يبقى صغير ولا كبير ممن ركبوا حافلة الصباح هذه إلا وقد نفحوه مما معهم من نقد قل أو كثر ، ويصل صاحبنا إلى مؤخرتها وينتفخ جانب من جلبابه وهو يخفي جيبا عريضا من غير شك ثم تراه يفتح عينين واسعتين لأن المقاعد قد امتلأت عن آخرها وتختفي قفته التي كانت تحت إبطه وكأنها صنع سحري عجيب ويخرج رأسه من النافذة الأخيرة ويبدأ في الصياح وهو يردد اسم مساعد السائق ٠ يقبل هذا الأخير بقفزات ملفتة ويصعد إلى الحافلة ويأخذ في سؤال المسافرين عما بقي في ذمته من الصرف فترتفع بعض الأصابع من هنا وهناك ومتى عجز مساعد السائق عن تكملة مبلغ معين أخذ صاحب القفة الورقة النقدية الكبيرة وأدخل يده تحت جلبابه فيمده بما يلزم من النقود وتحل المسألة في يسر وتناغم كبيرين ٠ ويصعد صاحبنا من الباب الأمامي مرة أخرى إلا أنك تجده معتدل الوقفة شاخص النظرات رابط الجأش مهيب القسمات قد عاد إليه لون السمرة لكثرة تعرضه لأشعة الشمس ولا تجد فيه أثرا لتك الصفرة التي علت وجهه حين عزم على استجداء عطف وشفقة المسافرين٠ ويقبل سائق الحافلة مبتسما مطأطئا رأسه ومستحييا لأنه أبطأ  كثيرا عن الركاب فيربث صاحب القفة على كتفه وهو ينظر إلى ساعته ثم يستعجله بالخروج وكأنه رئيسه المباشر أو كأنه المشرف العام على تدبير الشؤون في هذه المحطة الكبيرة وينتظر أن تركن أمامه حافلة ركاب جديدة فيصعد بداخلها ٠ ويتنفس جميع الركاب الصعداء باسثناء محدثكم وراوي جميع تفاصيل هذه الواقعة العجيبة لأنني لم أنج أنا الآخر من مكر صاحبنا وخداعه ولكنني لا أملك إلا أن أهمس وراء ظهره وقد سرنا بعيدا : 

ــ عفوا ومعذرة ..كنت أحسبك في يوم من الأيام أنك أنت حقا وصدقا.. سيدي الرئيس ..أقصد رئيس محطة سفرنا في ذلك اليوم المعلوم على أقل تقدير..!!!

ــــ إنتهى ــــ

ـــ ومع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف