الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رثاء الحبيب بقلم:ساكري البشير

تاريخ النشر : 2015-11-28
ساكري البشير
دخلت ذات مره مقبرة الفقراء
فوقعت عيني على إمراة مرهقة
نحيفة شقراء
تقف أمام قبر عتيق
وألقت بناظريها للسماء
بصمت ترثي زمانها
وأثوابها رثة سوداء
والدمع يجري على خدها
وناظري يهوي نحوها
والصمت عمّ الأرجاء
والعين تحكي ألف قصة
من حوادث الزمن
يملؤها التعب والعناء
وسحب أمطرتها ذكرى
قد ولت اليوم جوفاء
وأسرار يحملها القلب
مدفونة بأعماقه
تداعبه بحزن وأسى
وصمتها يدوي بأذني
أسمع النداء!
***
أسمع صمتها يناديني ويسألني
ها قد عهدنا وأوفينا بالوعد
ورضينا بالقضاء
وأنتم أيها الناظرين
أيرضيكم تعب فقري
ويغويكم ألم حبي
أم أن ينابيع اللذة
قد جعلت من قلوبكم عمياء
حتى ظننتم أنني بائعة للهوى
وهل للعشق سوق
يباع فيه الشرفاء
أيرضيكم رقص النساء
على أشواك الليل تنعى
وسط مسرح تعمه الأرواح
وجثث قد أصبحت فناء
وأنا عاشقة لمعشوق
تنعى على نور القمر بهمهمات
على لسانها يجري الرثاء
أم أنكم تتسلون بنغم شهقاتي
ولوعة الحب مغمورة بآهاتي
أنادي حبيبي كل ليلة
فلا يستجيب النداء
***
وعد الحب يسري في عروقي
مازلت أهلا للوفاء
فعجبا لكم أيها الرجال
والرجفة سكنت أرجاءها
وكأنها تحدق بعيون الموت
على من حولها
وتقول ببسمة حزينه
يا نفس أصبري
الحب داء
وطبيبي قد غاب وطالت مدته
فهو الدواء
نم يا حبيبي
فكل الوعود لها إنقضاء
غير وعدي قد طالت مدته
وحظ الشؤم يتبعني
فأهلا بالقضاء
فإما أن تحيا داخلي
أو أموت من عطش الحب بلا ماء
أما أن يطأ غيرك جسدي
فوالله ما زدت يوما في الدنيا
ولن تجد لي مكانا بين الأحياء
***
ليس لي بين المقابر قبر
وليس لي نسيم وهواء
من غيرك سيروي ضمئي
وأنا تائهة في صحرائك
فقربك يا حبيبي يبعث فيا الحياة
وأنسك ينسيني ألمي
فمتى اللقاء؟
جنون الحب قد أرسى حبائله
مكبلة بأغلاله بلا رجاء
أين المفر؟
فالموت والعشق كلاهما
لا يمنعهما الإختباء
أي داء هذا
أعيا كل الأطباء
***
الفقر والحب يا حبيبي
عناء فوقه عناء
ولكن قوة صبري
قد أرست جذورها رغم الشقاء
مكدسة كأكوام فوق كتفي
تنسيني ضحكات المساء
تنسيني ذكرى النسيم
وهمساتك تدق في أذني
أتتذكر تلك الليلة الظلماء
حين قلت بأنك تحبني
وستموت على حبي
وتحيا عليها
كما تموت أوراق الأشجار
يوم يسدل ستار الشتاء
يوم يجتمع البرد والصقيع
وضبابية ممزوجة بقطرات الندى
لتسقط أوراقها معلنة الإستسلام
بعد ثلاثة مواسم غراء
وتحيا حين يدخل الربيع بحنانه
ليغطي الأغصان بأوراق خضراء
***
مازالت ذكراك بين أشجار الصنوبر
حين كنا ننتظر القدر أن يجمعنا
فما كان للقدر إلا أن فرقنا
حتى أصبحت كقرية خرباء
وعودك يا حبيبي تجعلني أصنع الأمل
على كرسي الإنتظار
آه لو أتيت ستعرف كم حبي
يشتاق لحظنك بين الليل والنهار
سأتنفس روح الصعداء
سأرتمي بين يديك
كطفلة صغيرة خرصاء
وأصرخ وأبكي ها قد ولى حبيبي
وبيده الشفاء
ها قد ولى وبين يديه ربيعا
وورودا حمراء
ها قد حمل الليل حقائبه هاربا
وتنفس الصبح بنور وضياء
وألقت بناظريها للأرض
كأن عشقها قد ولى ذكرى
وبصمت تقدم لها العزاء
***
آه يا صاحبة الملابس الرثة
من وجع قد ألحق بك الأذى
فباطنه نار تتغذى على ألمك
وظاهره تجاعيد صفراء
أترثين حبيبا قد ولى في دار
غير دار البقاء
وتنسين نفسك مسجونة
بدعوى الوفاء
أصبحت كذرة من حصى
تتلقفها الرياح بين يمنة ويسرى
وشبابك قد ضاع
يوم أعلنت المنفى
عار عليك فقد ضيعت حقا
يوم أقنعتي نفسك بحب قبر
فعاشق الميت والميت سواء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف