معادلة الانتفاضة وهي تطوي شهرها الثاني 27-11-2015
بقلم : حمدي فراج
تطوي الهبة / الانتفاضة شهرها الثاني ، ممهورة ومعمدة بدماء مئة شهيد وأكثر ، والاف الجرحى والاسرى ، في ظل تواطؤ اكثر منه تساؤل حول حقيقة انتفاضيتها ، وتواصلها وتطورها كشرط لدعمها والانخراط فيها . معتقدين ان الانتفاضات تولد جاهزه ، او انه بالامكان نسخها ولصقها على طريقة copy – paste ، او نقلها عن الكاتالوج ، لقد قال قادة الانتفاضات التي انتصرت ، لهؤلاء المنتظرين ، انهم بهذا لسوف ينتظرون طويلا .
لقد ظلت الانتفاضة وهي تطوي شهرها الثاني بدون قيادة "وطنية موحدة" ، بل لقد خرج علينا من يعتبر تشكيل قيادة موحدة بمثابة انتقاص من القيادة الشرعية في السلطة والمنظمة ، وخرجت علينا المعارضة الدينية بشعارات يتم تكريرها عشرات المرات في اليوم الواحد ، ثم تلحينها على شكل اغاني تفتقد للذوق الجمالي صوتا ولحنا ، معتقدين انهم بذلك انهم يدعمون الانتفاضة ، وفي حقيقة الامر شيء آخر . نسوق مثالا على ذلك " قود المسيرة وحيي على الفلاح / يا شيخ الاقصى يا رائد صلاح" . حتى ياسر عرفات لم تكن الانتفاضة الاولى ولا الثانية تذكره بالاسم في مغنياتهما كقائد رسمي للانتفاضتين .
أما بقية الفصائل ، فهي في تبرير عدم انخراطها في العمل الانتفاضي ، فهي تقدم فذلكات اكثر منها تحليلات ، من على شاكلة انها لاتنظر لكم الشهداء والجرحى ، بل الى اشياء كيفية ، من على شاكلة ان الانتفاضة ليس لها هدف محدد تلتف الجماهير حوله وتسعى الى تحقيقه .
اما الاقدام على قيادة الانتفاضة ، فهو موضوع عجزي ، اذ لا تستطيع بقية هذه الفصائل قيادة هذه الجماهير المنتفضة ، وهذا العجز واضح وبين ، وله اسبابه الموضوعية المتراكمة عبر نحو ثلاثة عقود خلت من التذيل للحركتين الكبيرتين الحاكمتين في الضفة وغزة .
هل صحيح ما يفتريه هذا البعض من ان الانتفاضة بدون هدف ؟ وهل اذا كانت حقا كذلك ، يعفي هذه الفصائل من الانخراط فيها ودعمها وتوجيهها وقيادتها ووضع اهداف لها ؟ وكيف نفهم استقامة مثل هذا السلوك المجافي مع الاسماء التي تحملها هذه الفصائل ، من جبهة شعبية الى شعبية ديمقراطية الى جبهة نضال شعبي الى جبهة تحرير فلسطينية واخرى عربية الى فتح الانتفاضة ، كلها لها اسماء ذات صلة بالشعب والنضال والتحرير .
ترى ، ما هي الاهداف المحددة لهذه الفصائل والتي تفتقد لها الانتفاضة ، أليست اهدافها عمومية متغيرة ، كالدولة التي ظلوا يختزلونها حتى اصبحت "منزوعة السلاح" على سبيل المثال لا الحصر ، عودة اللاجئين الى الدولة لا الاماكن التي هجروا منها ، ..... الخ .
ان جزء من اسباب هذه الهبة ، هو عدم وضوح اهداف تلك الفصائل التي اصبحت قابلة للتغيير والتبديل والتقليص والتقزيم ، حتى بات شعار الماضي ، "من البحر الى النهر" ، يثير السخرية ، ويجعلنا نستذكر ما قاله نبيل عمرو بعيد وفاة عرفات ، من ان الفصائل ستفتقده اكثر مما تفعل حركة فتح .
بقلم : حمدي فراج
تطوي الهبة / الانتفاضة شهرها الثاني ، ممهورة ومعمدة بدماء مئة شهيد وأكثر ، والاف الجرحى والاسرى ، في ظل تواطؤ اكثر منه تساؤل حول حقيقة انتفاضيتها ، وتواصلها وتطورها كشرط لدعمها والانخراط فيها . معتقدين ان الانتفاضات تولد جاهزه ، او انه بالامكان نسخها ولصقها على طريقة copy – paste ، او نقلها عن الكاتالوج ، لقد قال قادة الانتفاضات التي انتصرت ، لهؤلاء المنتظرين ، انهم بهذا لسوف ينتظرون طويلا .
لقد ظلت الانتفاضة وهي تطوي شهرها الثاني بدون قيادة "وطنية موحدة" ، بل لقد خرج علينا من يعتبر تشكيل قيادة موحدة بمثابة انتقاص من القيادة الشرعية في السلطة والمنظمة ، وخرجت علينا المعارضة الدينية بشعارات يتم تكريرها عشرات المرات في اليوم الواحد ، ثم تلحينها على شكل اغاني تفتقد للذوق الجمالي صوتا ولحنا ، معتقدين انهم بذلك انهم يدعمون الانتفاضة ، وفي حقيقة الامر شيء آخر . نسوق مثالا على ذلك " قود المسيرة وحيي على الفلاح / يا شيخ الاقصى يا رائد صلاح" . حتى ياسر عرفات لم تكن الانتفاضة الاولى ولا الثانية تذكره بالاسم في مغنياتهما كقائد رسمي للانتفاضتين .
أما بقية الفصائل ، فهي في تبرير عدم انخراطها في العمل الانتفاضي ، فهي تقدم فذلكات اكثر منها تحليلات ، من على شاكلة انها لاتنظر لكم الشهداء والجرحى ، بل الى اشياء كيفية ، من على شاكلة ان الانتفاضة ليس لها هدف محدد تلتف الجماهير حوله وتسعى الى تحقيقه .
اما الاقدام على قيادة الانتفاضة ، فهو موضوع عجزي ، اذ لا تستطيع بقية هذه الفصائل قيادة هذه الجماهير المنتفضة ، وهذا العجز واضح وبين ، وله اسبابه الموضوعية المتراكمة عبر نحو ثلاثة عقود خلت من التذيل للحركتين الكبيرتين الحاكمتين في الضفة وغزة .
هل صحيح ما يفتريه هذا البعض من ان الانتفاضة بدون هدف ؟ وهل اذا كانت حقا كذلك ، يعفي هذه الفصائل من الانخراط فيها ودعمها وتوجيهها وقيادتها ووضع اهداف لها ؟ وكيف نفهم استقامة مثل هذا السلوك المجافي مع الاسماء التي تحملها هذه الفصائل ، من جبهة شعبية الى شعبية ديمقراطية الى جبهة نضال شعبي الى جبهة تحرير فلسطينية واخرى عربية الى فتح الانتفاضة ، كلها لها اسماء ذات صلة بالشعب والنضال والتحرير .
ترى ، ما هي الاهداف المحددة لهذه الفصائل والتي تفتقد لها الانتفاضة ، أليست اهدافها عمومية متغيرة ، كالدولة التي ظلوا يختزلونها حتى اصبحت "منزوعة السلاح" على سبيل المثال لا الحصر ، عودة اللاجئين الى الدولة لا الاماكن التي هجروا منها ، ..... الخ .
ان جزء من اسباب هذه الهبة ، هو عدم وضوح اهداف تلك الفصائل التي اصبحت قابلة للتغيير والتبديل والتقليص والتقزيم ، حتى بات شعار الماضي ، "من البحر الى النهر" ، يثير السخرية ، ويجعلنا نستذكر ما قاله نبيل عمرو بعيد وفاة عرفات ، من ان الفصائل ستفتقده اكثر مما تفعل حركة فتح .