الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نحـــــو إعـــــــلام مســـــؤول بقلم:د. خالـد الخاجـة

تاريخ النشر : 2015-11-25
نحـــــــوإعـــــــــــلام مســــــــــؤول

د. خالــــــــد الخاجــــــــــــة
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.

د. خالـــــــــــــــ الخاجنحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.
نحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.
نحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.
نحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.
نحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.
د. خالنحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.
نحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.
د خالنحو إعلام مسؤول
ذلك هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الإعلام وتشكل الرؤى.. المسؤولية الاجتماعية في الإعلام والذي عقد برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في رحاب جامعة عجمان بالتعاون بين جمعية أم المؤمنين وكلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية.
والحق أن ما طرح على مدار يومين على مائدة المؤتمر من موضوعات من أكاديميين وممارسين وأصحاب رأي ومهنيين وطلبة الإعلام تستحق جميعها التوقف عندها لاستعراضها، وبخاصة أن المشهد المرتبك للعديد من وسائل الإعلام العربية، وانتشار نموذج الإعلام الخاص، وخروج بعض الإعلاميين عن القواعد المهنية، وعدم إدراك البعض لماهية حدود الوسيلة وضوابط الرسالة الإعلامية، وتحول بعض الوسائل الإعلامية إلى منابر تهدف إلى تحقيق مصالح ضيقة، سواء أكانت أيديولوجية أم ربحية، انحرفت بالرسالة الإعلامية عن الأهداف التي ينبغي أن تحققها، فضلاً عن استغراق بعض الوسائل في تتبع النمط التجاري الذي يعظم الجانب الترفيهي للرسالة على باقي جوانب التوعية والتعامل مع التحديات التي يواجهها المجتمع، لكل ذلك كان شعار المؤتمر "نحو إعلام مسؤول".
فمن غير الممكن أن يتم ممارسة مهنة ما بلا مسؤولية، ولا يمكن أن تكون الأقلام الصحافية أو الشاشات التلفزيونية نهباً مستباحاً لكل من يملك القدرات المادية التي تمكنه من إطلاق قناة فضائية أو إصدار صحيفة دون أن يتحمل مسؤوليته تجاه مجتمعة.
لذا فإن ما طرحه الكاتب الصحافي علي عبيد والذي دار حول استراتيجيات الدولة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، والذي أكد فيها أن الإعلام الإماراتي يضع استراتيجيته مستلهماً إياها من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أن "الإعلام رسالة سلام ومحبة وجسر للتواصل الحضاري والإنساني بين الثقافات والشعوب".
كما أن رؤية الإمارات 2021 حددت التحديات التي نواجهها، ونحن نشق طريقنا بثقة وتفاؤل وتصميم على التصدي لها، والتي تتمثل في تحديات للروابط العائلية التي تمد نسيجنا الاجتماعي بمستلزمات القوة والتماسك، تحديات لتنافسيتنا الاقتصادية، تحديات لهويتنا الوطنية، تحديات للصحة والتعليم، والبيئة والسلامة، وهذا يدعونا إلى مزيد من العمل، مزيد من الابتكار، مزيد من التنظيم، مواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، واستباق الأحداث.
كما ينبغي أن يرسخ في ضمير كل مواطن إماراتي أهمية الإدراك العميق لواجباته الوطنية، ومن خلال هذا الالتزام الراسخ ينمو النجاح الشخصي أو الفردي جنباً إلى جنب مع المسؤولية الأخلاقية.
وفي تقديري أن الإعلام في ذلك يعبر عن واقع المجتمع الإماراتي والسياسة التي تسير عليها الإمارات، فالإعلام هو الوجه المعبر عن طبيعة المجتمع والفكرة السياسية التي تنتهجها القيادة السياسية، فإذا كانت الإمارات على أرض الواقع عاصمة للعطاء والبذل الإنساني فلا يجوز لوسائل الإعلام أن تغرد بعيداً عن ذلك وإلا انفصلت عن الواقع الذي يعيشه المجتمع وفقدت مصداقيتها.
والحق أن من طبق النظام التجاري للإعلام، الذي يتعامل مع الإعلام كمشروع تجاري يسعى من ورائه للكسب المادي بالدرجة الأولى عبر التركيز على الإثارة غير المألوف، ونشر أخبار الجريمة والعنف والفضائح وهو النموذج الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، هو أيضاً من نادى بالمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام عبر التوفيق بين الممارسة الإعلامية التي تستند إلى إطار أخلاقي يحدها ويضبط حركتها، فضلاً عن أهمية أن تقوم بدورها تجاه مجتمعها، وفي هذه الحالة يكون الضمير المهني للصحافي هو المحرك له، والرأي العام ذاته يكون مراقباً وحكماً على طبيعة الأداء الإعلامي وهو الذي يرفع إعلاميين ويخفض آخرين.
ولا شك أن ذلك يعني أنه ليس هناك حرية بغير مسؤولية، كما أنه ليس هناك وسيلة إعلامية تعمل في الهواء الطلق دون محددات من ثقافة المجتمع وقيمه وطبيعة المرحلة التنموية التي يمر بها وكذلك التحديات التي يواجهها، والدور الذي تستطيع وسائل الإعلام القيام به، باعتبارها رافعة للمجتمع، تساهم في توعيته بالخبر الصادق، وتثقيفه عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيهه باعتبارها مراقباً للبيئة والنافذة التي يطل منها على العالم من حوله.
وهذا يعني أن مسؤولية الإعلامي لا تتوقف فقط على الجوانب القانونية التي تحدد إطار العمل ولكن يتناغم معها مسؤوليته أمام المجتمع، فلا يجب أن يكون الزاد المقدم إلى الجمهور مغرقاً في التركيز على الجوانب السلبية إن وجدت فحسب ويفقد المجتمع الأمل في أن هناك نهايات ناجحة، كما أنه لا يجب أن تحض الرسالة الإعلامية على الجريمة أو العنف أو تكدير الأمن العام أو السلم المجتمعي وكل ما من شأنه أن يؤثر على قوة النسيج المجتمعي والتلاحم الوطني.
إن الإعلام المسؤول هو الذي يكون شريكاً في البناء، ورقيباً على الأداء، ومعاوناً باقي السلطات في أداء رسالتها، وهو العين التي يطل منها المجتمع على التجارب الناجحة، هنا يكون الإعلام شريكاً في صناعة المستقبل، وأنعم بها من مسؤولية وأكرم بها من شراكة.

د. خالــــــــد الخاجــــــــــــة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف