سلام الحمص و وصية اسرائيلي قبل مقتله 23-11-2015
بقلم : حمدي فراج
اعتدنا ان نقرأ وصايا الفلسطينيين قبل ان يذهبوا في عمليات استشهادية ، لكننا في هذه المرة ، نقف امام وصية اسرائيلية جاءت على شكل مقالة لكاتب اسرائيلي نشرتها صحيفة هآرتس ، واعدت قراءتها عدة مرات ، وتمنيت ان تقوم جميع اوساطنا الرسمية والشعبية ، اليمينية واليسارية ، السياسية والكفاحية بقراءتها ودراستها وتعميمها .
يتساءل هذا الكاتب "روغل ألفر" في مطلع مقالته ، لماذا يأتي هذا العنف الفلسطيني "دهسا وطعنا" متأخرا كل هذا الوقت ، "انا متفاجيء لان هذا لم يحدث من قبل" ، "لماذا تطلب الامر كل هذا الوقت" .
يفرد الكاتب بشيء من السخرية فقرة عن "الحمص" ، وسلام الحمص واخوّة الحمص ، وهي لربما رسالة للسلطة واضرابها من الفصائل الذاهبة والقادمة عند مذبح هذه الهبة الانتفاضية ، ولملوك الطوائف من الدول العربية الشقيقة / العدوّة ، من ان السلام مع هذا العدو ، لا يتعدى صحن الحمص .
يقول الكاتب ان ذروة العلاقة التعايشية مع الفلسطينيين ليست اكثر من علاقة حمصية ، فتجد اكثر الاسرائيليين ايمانا بالسلام والتعايش ، يتحدثون بنوع من المباهاة على عمق العلاقات انه ذهب الى احدى القرى وأكل عندهم حمص ، وعندما تسمع عبارة من نوع "ان من يأتي لقتلك بالسكين ، لا يستحق الا رصاصة بين عينيه ترد على ألسنة آكلة الحمص وأخوة الحمص ، حيث الحمص بالنسبة لهم رمز التعايش في الدولة ثنائية القومية" . وحتى هذا الحمص ، هناك اليوم من يتنصلون منه ، بعد ان اصبح من المتعذر الوصول اليه عند القلسطينيين بعد اندلاع الاحداث ، يقول الكاتب " انظروا ما كتبه رون خولدائي من يافا : تعالوا الى يافا فالحمص ممتاز" .
ولهذا كره الكاتب الحمص ، وطالب بعد قتله ان يكتبوا على قبره "رفض أكل الحمص" .
وصيته الثانية ، بعد ان يكون قد طعن بسكين او دهسته سيارة ، ان لا يعيدوا بث شريط مقتله المرة تلو الاخرى كا يحدث هذه الايام ، لأن هذا من شأنه ان يزيد الكراهية .
لا يتعلق الامر بتقديم الكاتب اعتذارا صريحا للشعب الفلسطيني جراء احتلاله على مدار عقود عانى خلالها كافة انواع القمع والبطش والاضطهاد ، ولا على تحمله مسؤوليته الفردية التي تقع على عاتقه ونصيبه الشخصي مما ارتكبته حكوماته المتعاقبه وبقية مكونات شعبه جيلا فجيل ، بل اعتذارا لمن يقدم على قتله طعنا او دهسا ، فيأتي الجزء الصارخ من الوصية ، انه يتصالح معهم بعد موته ، وكأن التصالح وهم على قيد الحياة ، قتلة ومقتولين، مستحيل . في وصيته الثالثة ، يطلب القول لمن قتله : أعتذر عن نصيبي القليل من ظلم الاحتلال في حياتي ، أنا متصالح معكم بعد موتي .
بقلم : حمدي فراج
اعتدنا ان نقرأ وصايا الفلسطينيين قبل ان يذهبوا في عمليات استشهادية ، لكننا في هذه المرة ، نقف امام وصية اسرائيلية جاءت على شكل مقالة لكاتب اسرائيلي نشرتها صحيفة هآرتس ، واعدت قراءتها عدة مرات ، وتمنيت ان تقوم جميع اوساطنا الرسمية والشعبية ، اليمينية واليسارية ، السياسية والكفاحية بقراءتها ودراستها وتعميمها .
يتساءل هذا الكاتب "روغل ألفر" في مطلع مقالته ، لماذا يأتي هذا العنف الفلسطيني "دهسا وطعنا" متأخرا كل هذا الوقت ، "انا متفاجيء لان هذا لم يحدث من قبل" ، "لماذا تطلب الامر كل هذا الوقت" .
يفرد الكاتب بشيء من السخرية فقرة عن "الحمص" ، وسلام الحمص واخوّة الحمص ، وهي لربما رسالة للسلطة واضرابها من الفصائل الذاهبة والقادمة عند مذبح هذه الهبة الانتفاضية ، ولملوك الطوائف من الدول العربية الشقيقة / العدوّة ، من ان السلام مع هذا العدو ، لا يتعدى صحن الحمص .
يقول الكاتب ان ذروة العلاقة التعايشية مع الفلسطينيين ليست اكثر من علاقة حمصية ، فتجد اكثر الاسرائيليين ايمانا بالسلام والتعايش ، يتحدثون بنوع من المباهاة على عمق العلاقات انه ذهب الى احدى القرى وأكل عندهم حمص ، وعندما تسمع عبارة من نوع "ان من يأتي لقتلك بالسكين ، لا يستحق الا رصاصة بين عينيه ترد على ألسنة آكلة الحمص وأخوة الحمص ، حيث الحمص بالنسبة لهم رمز التعايش في الدولة ثنائية القومية" . وحتى هذا الحمص ، هناك اليوم من يتنصلون منه ، بعد ان اصبح من المتعذر الوصول اليه عند القلسطينيين بعد اندلاع الاحداث ، يقول الكاتب " انظروا ما كتبه رون خولدائي من يافا : تعالوا الى يافا فالحمص ممتاز" .
ولهذا كره الكاتب الحمص ، وطالب بعد قتله ان يكتبوا على قبره "رفض أكل الحمص" .
وصيته الثانية ، بعد ان يكون قد طعن بسكين او دهسته سيارة ، ان لا يعيدوا بث شريط مقتله المرة تلو الاخرى كا يحدث هذه الايام ، لأن هذا من شأنه ان يزيد الكراهية .
لا يتعلق الامر بتقديم الكاتب اعتذارا صريحا للشعب الفلسطيني جراء احتلاله على مدار عقود عانى خلالها كافة انواع القمع والبطش والاضطهاد ، ولا على تحمله مسؤوليته الفردية التي تقع على عاتقه ونصيبه الشخصي مما ارتكبته حكوماته المتعاقبه وبقية مكونات شعبه جيلا فجيل ، بل اعتذارا لمن يقدم على قتله طعنا او دهسا ، فيأتي الجزء الصارخ من الوصية ، انه يتصالح معهم بعد موته ، وكأن التصالح وهم على قيد الحياة ، قتلة ومقتولين، مستحيل . في وصيته الثالثة ، يطلب القول لمن قتله : أعتذر عن نصيبي القليل من ظلم الاحتلال في حياتي ، أنا متصالح معكم بعد موتي .